اتهم الجيش الليبي، الأحد 7 مارس/آذار 2021، ميليشيات الجنرال العسكري المتقاعد خليفة حفتر، برفض فتح الطريق الساحلي مصراتة-سرت (غرب)، لمرور أعضاء مجلس النواب إلى مدينة سرت، تمهيداً لعقد جلسة لبحث منح الثقة للحكومة.
إذ إنه من المقرر أن تُعقد جلسة لمجلس النواب في سرت، الإثنين 8 مارس/آذار الجاري، لمناقشة التصويت على منح الثقة لتشكيلة حكومية من 27 حقيبة وزارية كشف عنها مساء يوم الجمعة الماضي رئيس الوزراء المكلف، عبدالحميد الدبيبة.
من جانبه قال المتحدث باسم غرفة عمليات تحرير سرت – الجفرة (تابعة للجيش)، العميد الهادي دراه، إن "ميليشيات حفتر رفضت تنفيذ بنود اتفاق 5+5 (لجنة عسكرية مشتركة) بوقف إطلاق النار وفتح الطريق"، لافتاً إلى أنهم قاموا يوم الأحد بتهيئة الأوضاع، وتسهيل مرور النواب، وفتح البوابة الفاصلة بينهم وبين قوات حفتر، لكن الأخيرة رفضت رفضاً قاطعاً، بحجة أنه ليس لديها أوامر بذلك.
يشار إلى أنه في وقت سابق من يوم الأحد، وصل 40 نائباً من مجلس النواب بالعاصمة طرابلس (غرب) إلى سرت جواً، استعداداً لعقد الجلسة، وفق النائب محمد الرعيض الذي أكد "وصول رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرق)، عقيلة صالح، رفقة نواب آخرين إلى سرت، لعقد جلسة منح الثقة للحكومة".
فيما توقع الرعيض حضور 120 نائباً هذه الجلسة، من إجمالي نحو 175 نائباً ما زالوا على قيد الحياة، ولم يقدموا استقالتهم، مضيفاً: "غداً (الإثنين) سيلتحق بنا في سرت 20 نائباً من مجلس النواب بطرابلس".
لكن في المقابل طالب 42 عضواً بمجلس النواب، اليوم الأحد، في بيان مشترك، بتأجيل دعوة الانعقاد في سرت، لكونها "محصورة في مناقشة منح الثقة للحكومة المقترحة دون الإشارة إلى ضرورة تسبقها، متعلق بتضمين مخرجات تونس حزمة واحدة للإعلان الدستوري كونها أولوية يترتب على تجاهلها خرق دستوري فاضح لا يليق بمجلس النواب القبول به".
يذكر أن إجمالي عدد النواب دستورياً 200، لكن 12 مقعداً في مدينة درنة (شرق) لم يتم انتخابهم في 2014 لوقوع المدينة حينها تحت سلطة جماعات متشددة، بينما توفي أكثر من 10 نواب إما في حوادث مرور أو تم اختطافهم واغتيالهم، أو ماتوا بفيروس كورونا، ونائب واحد على الأقل استقال.
ملتقى الحوار الليبي
يذكر أنه تم انتخاب المهندس عبدالحميد الدبيبة (61 عاماً)، في 5 فبراير/شباط، رئيساً للوزراء للفترة الانتقالية بليبيا، وذلك من جانب المشاركين في الحوار الذي أُطلِقَ في نوفمبر/تشرين الثاني، بين الفرقاء الليبيين في سويسرا برعاية الأمم المتحدة.
إلا أنه أمام الدبيبة مهلة حتى 19 مارس/آذار، للحصول على ثقة مجلس النواب قبل أن يبدأ المهمة الصعبة المتمثلة بتوحيد المؤسسات وقيادة المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول.
منذ انتخابه، كثف الدبيبة لقاءاته وتنقلاته، من أجل تشكيل فريق يحل محل حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تشكلت في 2016 بطرابلس (غرب) والمعترف بها من قِبل الأمم المتحدة.
يشار إلى أنه في حال عدم تأمين النصاب المطلوب للتصويت على الثقة في البرلمان، فسيعود الأمر إلى الموفدين الليبيين الـ75 إلى جنيف، لمنح الثقة للحكومة.
يجري ذلك، بينما يأمل الليبيون أن تنهي هذه الخطوة سنوات من الصراع المسلح، حيث تنازع ميليشيا حفتر الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً، على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.