ألقت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير السبت 6 مارس/آذار 2021، الضوءَ على ما يبذله الأئمة وعلماء الدين من جهود لمحاربة المعلومات المضلِّلة عن فيروس كورونا ولقاحه، المنتشرة بين أفراد الجالية المسلمة في أستراليا.
يقول علاء الزقم، إمام مسجد الصديق في هايدلبرغ بمدينة ملبورن: "معظم الناس مرتبكون، لا يعرفون ماذا يفعلون، ويشعر بعضهم بالخوف بعد سماعهم نظريات المؤامرة، ولكن حين نتحدث إليهم، ويستمعون للأطباء، فعادة ما يهدأون بشكل كبير".
التواصل مع خبراء
بحسب الصحيفة، فقد كان الإمام الزقم، أحد أئمة الجالية المسلمة الذين شاركوا طوال فترة الجائحة في التصدي لانتشارها بين المصلين وفي المجتمع.
وعندما شاهد منشورات على إنستغرام وفيسبوك وواتساب يشاركها أفراد الجالية المسلمة في أستراليا، تروج لمعلومات خاطئة عن كوفيد واللقاحات، بادر إلى تنظيم لقاء جماعي عبر الإنترنت مع ثلاثة أطباء خبراء، بهدف تهدئة أي مخاوف قد يشعر بها الناس إزاء التطعيم.
أحد المشاركين في هذه اللقاءات، الدكتور أشرف شحاتة، جراح العظام ونائب رئيس جمعية Muslim Health Professionals Australia، قال للصحيفة إنه "يشعر أنه مسؤول عن تنوير أفراد مجتمعه".
كان شحاتة والزقم قد شاركا في إعداد فتوى لقاح فيروس كورونا التي أصدرها مؤخراً مجلس الفتوى الأسترالي، التي أعلنت أن لقاحي فايزر وأسترازينيكا حلال.
يقول الزقم إنه يرى أنه كان ضرورياً إعلان أن اللقاح حلال، لأنه بدون هذه الفتوى لَتردد كثيرون في تناوله.
كما نظّم شحاتة عدداً من الفعاليات، سواء عبر الإنترنت أو بشكل شخصي، حين تسمح القيود بذلك، في مراكز ومساجد، حيث قال للصحيفة "إن الناس يبحثون عن إجابات".
أضاف كذلك: "أنا لا أحاول إقناعك، ولا أحاول أن أبيعك شيئاً ولا أستفيد بأي شكل من الأشكال، كل ما أفعله هو أنني أقدّم لك معلومات، ومهمتك أن تفكر بها ملياً".
وعن تفاعل الناس مع ما يطرحه من أفكار، أشار إلى أنه "لا يجد الكثير من المعارضة بفضل الطريقة التي يعرض بها الأمور"، موضحاً ذلك بالقول: "أنا لستُ شخصاً لديه أجندة، بل أنا الشخص الذي يقول إنني سأشرح لك الموقف بطريقة بسيطة للغاية، اقبلها أو ارفضها".
جهد على مواقع التواصل
في محاولة مشابهة، قال طارق أحمد، أحد المهتمين بالصحة النفسية، إنه يتصدى للمعلومات المضللة باستخدام حساباته الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أحمد: "تظهر الكثير من المعلومات على صفحتي، وهي ببساطة غير صحيحة. وإذا قضيت بعض الوقت على الإنترنت لتبحث عنها فغالباً ستجد أنها مبالغ فيها، أو بعيدة عن الصحة".
من وجهة نظره، يرى أحمد أن انتشار المعلومات المضللة ليس عشوائياً، بل يغذيه أشخاص لديهم منصات تحظى بشعبية كبيرة، حيث قال: "أعتقد أن بعض الناس يستخدمون مواقع النفوذ لنشر مثل هذه المعلومات. وأنا أفهم سبب خوفهم، إذ يسود الكثير من الغموض، والكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة".
وقد لاحظ أحمد، في جهوده للتصدي لنظريات المؤامرة، أن العديد من المشككين يركزون على تفاصيل فردية، مثل مكونات اللقاح أو أرقام الحالات اليومية، حيث قال: "الناس ينظرون إلى مكونات اللقاح ويقفزون إلى الاستنتاجات، دون مراعاة الجرعة أو أي شيء آخر، يكتفون بالنظر إلى الأسماء، وقد تبدو مخيفة لهم".
يرى أحمد أن كل ما يهم هو تركيز الجهد على التأكد من أن كل ما تشاركه يأتي من مصادر موثوقة، حيث قال: "أهم شيء بالنسبة لي هو مشاركة المصادر والمعلومات من الصفحات المعتمدة على الأدلة، ومن المصادر العلمية والحكومية ذات السمعة الطيبة".
وكثيراً ما يعود الزقم للتأكيد على ضرورة استشارة الخبراء، قائلاً إنه يرى أن أفضل طريقة للتصدي للمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة هي تمكين الناس من الوصول إلى الخبراء.
أكد على ذلك بقوله: "عادة ما تأخذ استشارتك القانونية من محام واستشارتك المالية من محاسب، لذلك يتعين علينا أخذ استشارتنا الصحية من الطبيب".