حذَّر كبار مسؤولي منظمة الصحة العالمية، الجمعة 5 مارس/آذار 2021، البرازيل من تخفيف القيود بخصوص انتشار وباء كورونا، معتبرين أن البلاد ستتحول إلى مصدر أول للوباء في أمريكا، مشددين على أن وصول لقاحات كوفيد-19 يجب ألا يشجع الدول على تخفيف جهودها في مكافحة الجائحة.
كبير خبراء الطوارئ بالمنظمة مايك رايان، قال في إفادة صحفية عبر الإنترنت: "ستتعرض الدول مجدداً لموجتين ثالثة ورابعة إذا لم تتوخَّ الحذر".
خطر يهدد المنطقة
إذ سجلت الوفيات بسبب كورونا في البرازيل رقماً قياسياً هذا الأسبوع، ويوشك نظام مستشفياتها على الانهيار، ويعود السبب في هذا جزئياً إلى سلالة متحورة أكثر عدوى رُصدت لأول مرة هناك.
كما أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية، أن أعداد المصابين بكوفيد-19 ارتفعت بعد هبوط، على مدى ستة أسابيع، على الرغم من تسليم ملايين الجرعات من اللقاحات في الأسابيع الأخيرة.
كبير خبراء المنظمة قال في المناسبة ذاتها، إن "الوقت الآن ليس مناسباُ للبرازيل أو أي دولة أخرى لتخفيف (جهود المكافحة)… وصول اللقاحات هو لحظة تبعث على أمل كبير، لكنها قد تكون لحظة يمكن أن نفقد فيها التركيز".
من جانبه، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوباء في البرازيل بأنه "مثير جداً جداً للقلق"، وحذّر من انتشار إقليمي محتمل.
وقال: "إذا لم تكن البرازيل جادة، فستستمر في إصابة كل الدول المجاورة هناك وغيرها بالعدوى".
أسوأ دولة في التعامل مع الفيروس تهدد العالم
في حديث له مع صحيفة The Guardians البريطانية، نُشر الخميس 4 مارس/آذار 2021، حذَّر ميغيل نيكوليليس، أحد كبار علماء البرازيل، وعالِم الأعصاب بجامعة ديوك، من أنَّ تفشي كوفيد، المستشري في البرازيل، أصبح تهديداً عالمياً يهدد بخلق سلالات جديدة أكثر فتكاً، كما طالب المجتمعَ الدولي بمساءلة الحكومة البرازيلية حول فشلها في احتواء جائحة أودت بحياة أكثر من ربع مليون برازيلي.
قال نيكوليليس، الذي قضى معظم العام الماضي معزولاً في شقته بالجانب الغربي من مدينة ساو باولو: "يجب على العالم أن يتحدث أكثر عن الخطر الذي تشكله البرازيل في حربها ضد الجائحة. ما الفائدة من حل الجائحة في أوروبا أو الولايات المتحدة إذا ظلت البرازيل أرضاً خصبة لهذا الفيروس؟".
في المناسبة نفسها، اعتبر العالم البرازيلي أن المشكلة لا تكمن فقط في كون البرازيل، التي رفض رئيسها اليميني المتطرف جاير بولسونارو مراراً وتكراراً جهود مكافحة مرضٍ يسميه "الإنفلونزا البسيطة"، "أسوأ دولة في العالم تعاملاً مع الجائحة. وإذا سمحت للفيروس بأن يتكاثر بالمستويات التي نشهدها حالياً هنا، فأنت تفتح الباب أمام حدوث طفرات جديدة وظهور سلالات أكثر فتكاً".
كورونا في البرازيل
بالفعل، جرى تتبُّع إحدى السلالات المقلقة بشكل خاص إلى ماناوس، كبرى مدن منطقة الأمازون البرازيلية، والتي عانت انهياراً مدمراً للرعاية الصحية في يناير/كانون الثاني، بعد زيادة عدد الإصابات. وقد رُصدت ست حالات من هذه السلالة حتى الآن في المملكة المتحدة.
كما حذَّر نيكوليليس من أن "البرازيل تعد مختبراً مفتوحاً لنشر الفيروس، وتطوير مزيد من الطفرات القاتلة في نهاية المطاف. وهذا أمر يخص العالم بأسره. إنه عالمي".
مرحلة خطيرة يمر بها البلد
جاء التحذير في الوقت الذي دخلت فيه البرازيل أفتك فصول أزمة كوفيد التي استمرت عاماً، حيث انهارت المستشفيات في جميع أنحاء البلاد أو باتت على وشك الانهيار، ومتوسط عدد الوفيات الأسبوعي يصل إلى آفاق جديدة.
في الثلاثاء 2 مارس/آذار، أُبلغ عن 1.726 حالة وفاة، وهو أعلى رقم منذ بدء الجائحة.
نيكوليليس، وهو طبيب بمدينة بورتو أليغري الجنوبية، سبق أن قال في تصريح للتلفزيون المحلي: "إنها ساحة معركة"، بعد امتلاء وحدتَي العناية المركزة والمشرحة بالمستشفى.
كما حذَّر: "لقد تجاوزنا الآن 250 ألف حالة وفاة، وأتوقع أنه إذا لم تُتخذ خطوات جادة، فسنكون قد فقدنا 500 ألف شخص هنا في البرازيل بحلول شهر مارس/آذار المقبل. إنه احتمال مرعب ومأساوي، لكنه سيكون ممكناً تماماً في هذه المرحلة"، متنبئاً بشهر مؤلم بعد أن انهارت المستشفيات العامة والخاصة.