وصف رئيسَ البلاد بأنه “العدو الأول”.. أبرز علماء البرازيل يحذّر العالم من “خطر فتاك” قادم من بلاده بسبب كورونا

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/04 الساعة 15:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/04 الساعة 15:34 بتوقيت غرينتش
رئيس البرازيل السابق جايير بولسونارو - رويترز

حذَّر ميغيل نيكوليليس، أحد كبار علماء البرازيل، وعالِم الأعصاب بجامعة ديوك، من أنَّ تفشي كوفيد، المستشري في البرازيل، أصبح تهديداً عالمياً يهدد بخلق سلالات جديدة أكثر فتكاً، كما طالب المجتمعَ الدولي بمساءلة الحكومة البرازيلية حول فشلها في احتواء جائحة أودت بحياة أكثر من ربع مليون برازيلي، أي نحو ربع إجمالي الوفيات العالمية، إذ تعاني البرازيل أخطر أيامها مع الجائحة.

في حديث له مع صحيفة The Guardians البريطانية، نُشر الخميس 4 مارس/آذار 2021،  

قال نيكوليليس، الذي قضى معظم العام الماضي معزولاً في شقته بالجانب الغربي من مدينة ساو باولو: "يجب على العالم أن يتحدث أكثر عن الخطر الذي تشكله البرازيل في حربها ضد الجائحة. ما الفائدة من حل الجائحة في أوروبا أو الولايات المتحدة إذا ظلت البرازيل أرضاً خصبة لهذا الفيروس؟".

أسوأ دولة في التعامل مع الفيروس تهدد العالم

في المناسبة نفسها، اعتبر العالم البرازيلي أن المشكلة لا تكمن فقط في كون البرازيل، التي رفض رئيسها اليميني المتطرف جاير بولسونارو مراراً وتكراراً جهود مكافحة مرضٍ يسميه "الإنفلونزا البسيطة"، "أسوأ دولة في العالم تعاملاً مع الجائحة. وإذا سمحت للفيروس بأن يتكاثر بالمستويات التي نشهدها حالياً هنا، فأنت تفتح الباب أمام حدوث طفرات جديدة وظهور سلالات أكثر فتكاً".

كورونا في البرازيل

بالفعل، جرى تتبُّع إحدى السلالات المقلقة بشكل خاص إلى ماناوس، كبرى مدن منطقة الأمازون البرازيلية، والتي عانت انهياراً مدمراً للرعاية الصحية في يناير/كانون الثاني، بعد زيادة عدد الإصابات. وقد رُصدت ست حالات من هذه السلالة حتى الآن في المملكة المتحدة.

كما حذَّر نيكوليليس من أن "البرازيل تعد مختبراً مفتوحاً لنشر الفيروس، وتطوير مزيد من الطفرات القاتلة في نهاية المطاف. وهذا أمر يخص العالم بأسره. إنه عالمي".

مرحلة خطيرة يمر بها البلد

جاء التحذير في الوقت الذي دخلت فيه البرازيل أفتك فصول أزمة كوفيد التي استمرت عاماً، حيث انهارت المستشفيات في جميع أنحاء البلاد أو باتت على وشك الانهيار، ومتوسط ​​عدد الوفيات الأسبوعي يصل إلى آفاق جديدة. 

في الثلاثاء 2 مارس/آذار، أُبلغ عن 1.726 حالة وفاة، وهو أعلى رقم منذ بدء الجائحة.

نيكوليليس، وهو طبيب بمدينة بورتو أليغري الجنوبية، سبق أن قال في تصريح للتلفزيون المحلي: "إنها ساحة معركة"، بعد امتلاء وحدتَي العناية المركزة والمشرحة بالمستشفى.

كما حذَّر: "لقد تجاوزنا الآن 250 ألف حالة وفاة، وأتوقع أنه إذا لم تُتخذ خطوات جادة، فسنكون قد فقدنا 500 ألف شخص هنا في البرازيل بحلول شهر مارس/آذار المقبل. إنه احتمال مرعب ومأساوي، لكنه سيكون ممكناً تماماً في هذه المرحلة"، متنبئاً بشهر مؤلم بعد أن انهارت المستشفيات العامة والخاصة.

"العدو الأول للجائحة في العالم"

يعتقد المتحدث نفسه، أنه إذا شعر العالم بالذهول مما حدث في بيرغامو الإيطالية وما حدث في ماناوس قبل بضعة أسابيع، "فستأتي الصدمة الأكبر من بقية البرازيل إذا لم يُفعل أي شيء".

كما دعا العالِم، الذي عمِل مستشاراً لحكومات الولايات بشأن استجابتها لفيروس كوفيد، إلى إنشاء لجنة خاصة لفيروس كوفيد؛ لملء الفراغ القيادي الذي خلفه بولسونارو، إلى جانب التوصية بالإغلاق الفوري للبلاد بأكملها لمدة 21 يوماً. ومع ذلك، يبدو أن هذا غير وارد فعلياً؛ نظراً إلى موقف بولسونارو.

ويدَّعي نيكوليليس أن أزمة البرازيل تشكل الآن خطراً دولياً وكذلك خطراً محلياً.

كما يعتقد أن بولسونارو، الذي أفسد التباعد الاجتماعي وروَّج للعلاجات غير المثبتة كالهيدروكسي كلوروكين وقلَّل من أهمية الكمامات، أصبح "العدو العام رقم 1 للجائحة على مستوى العالم. السياسات التي يفشل في تنفيذها تعرِّض مكافحة الجائحة في الكوكب بأَسره للخطر".

تحميل المزيد