قال متحدث عسكري باسم الحوثيين، الخميس 4 مارس/آذار 2021، إن قواته أطلقت صاروخاً على منشأة تابعة لشركة أرامكو السعودية في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر، فيما لم ترد أرامكو، التي تقع معظم منشآتها لإنتاج وتصدير النفط في المنطقة الشرقية بالسعودية على بُعد أكثر من ألف كيلومتر من جدة.
هجمات على أرامكو
وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في تغريدة على تويتر، إن الهجوم وقع فجراً بطائرة مسيرة مجنحة وضرب هدفه دون مزيد من التفاصيل.
من جهته، أعلن التحالف -الذي تقوده السعودية– اعترض وتدمير طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون صباح اليوم باتجاه خميس مشيط (جنوبي السعودية) إذ قال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي إن "قوات التحالف المشتركة تمكنت صباح الخميس من اعتراض وتدمير طائرة من دون طيار مفخخة أطلقتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران"، مضيفا أن الطائرة "أطلقت بشكل متعمد لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين" وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصاب صاروخ حوثي مصنع توزيع منتجات بترولية في جدة، في هجوم قالت أرامكو إنه أصاب صهريج تخزين، لكنه لم يؤثر على إمدادات الوقود المحلية.
محادثات سرية بين واشنطن وجماعة الحوثي
يأتي هذا في وقت كشف فيه مصدران مطلعان إن مسؤولين أمريكيين كباراً عقدوا أول اجتماع مباشر مع مسؤولين من جماعة الحوثي اليمنية في سلطنة عمان، مع سعي الإدارة الأمريكية الجديدة إلى وضع نهاية للحرب اليمنية المستمرة منذ ست سنوات.
المصدر أضاف أن المناقشات التي لم يعلن عنها أي طرف جرت في مسقط في 26 من فبراير/شباط بين المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام.
فيما أكد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، لشبكة الجزيرة الإخبارية إجراء تواصل غير مباشر بين الجماعة ومسؤولين أمريكيين بشأن الأوضاع في اليمن، مشيراً إلى أنه لم يحرز أي تقدم لحل الأزمة.
فيما رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في إفادة صحفية، الأربعاء، تأكيد أو نفي اجتماع ليندركينغ مع الحوثيين، لكنه قال إنه عاد الآن إلى الرياض لمزيد من المشاورات مع مسؤولين سعوديين.
وقال مصدر إن اجتماع مسقط كان جزءاً من سياسة "العصا والجزرة" الجديدة التي يتبناها الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أعلن الشهر الماضي وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية. كما ألغى بايدن أيضاً قراراً للرئيس السابق دونالد ترامب بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
الحوثيون يستهدفون السعودية
وقبل أيام دوّت انفجارات عدّة في العاصمة السعودية الرياض، بينما أعلنت قناة "الإخبارية" السعودية اعتراض "هجوم باليستي" نفذه مقاتلو جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران.
القناة الحكومية السعودية نقلت عن التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن قوله إنه تم "تدمير هجوم باليستي من الميليشيا الحوثية تجاه الرياض"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك أشار التحالف إلى أنه تم تدمير 6 طائرات مسيّرة ملغومة، أطلقت نحو مدنٍ في جنوب المملكة، وذكر بيان للتحالف نقلته وسائل إعلام رسمية أن الطائرات كانت تستهدف "المدنيين وأهدافاً مدنية" في المنطقة الجنوبية، وجازان، وخميس مشيط.
من جانبها، قالت المديرية العامة للدفاع المدني، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن حطام "الصاروخ الباليستي ألحق أضراراً مادية بأحد المنازل في الرياض، لكنه لم يتسبب في إصابات أو وفيات".
كذلك تتعرض مناطق عدة في السعودية لهجمات بصواريخ باليستية، وطائرات مسيّرة مفخخة، تُطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.
إدارة بايدن تتوسط لحل الأزمة
كان الحوثيون قد بدأوا تصعيد هجماتهم على السعودية، بعدما شطبتهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من قائمة المنظمات الإرهابية، التي وضعهم عليها الرئيس السابق دونالد ترامب، في خطوة حذرت منها المنظمات الإنسانية قائلة إنها تضر بتقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.
تقود السعودية منذ 2015 تحالفاً عسكرياً دعماً للحكومة المعترف بها دولياً، التي تخوض نزاعاً دامياً ضدّ الحوثيين منذ 2014، حين سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
لكن الحرب الطاحنة المستمرة منذ 6 سنوات في اليمن أودت بعشرات آلاف الأشخاص وشردت الملايين، ما تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.
وكانت إدارة بايدن أعلنت إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن منذ 2015، بينما أكد بايدن أن الحرب في اليمن "تسببت في كارثة إنسانية واستراتيجية"، مشدداً على أنها "يجب أن تنتهي".
يُشار إلى أن الحوثيين يصعدون أيضاً من هجماتهم على مدينة مأرب اليمنية، في أعنف اشتباكات منذ عام 2018، حيث نقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية أن مئات المقاتلين قُتلوا منذ أسابيع في المواجهات.
يأتي هجوم الحوثيين على مأرب الخاضعة للحكومة المدعومة من السعودية، وسط تجدد جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب، وحثت الأمم المتحدة الحوثيين على العودة للمفاوضات، وقالت إن الهجوم قد يتسبب في نزوح جماعي.