تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض عقوبات على روسيا، على خلفية تسميم المعارض البارز للرئيس فلاديمير بوتين، أليكسي نافالني وسجنه، بحسب ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية، الإثنين 1 مارس/آذار 2021.
الشبكة نقلت عن مسؤولَين في الإدارة الأمريكية قولهما إن الولايات المتحدة ستنسّق مع الاتحاد الأوروبي لتحديد تفاصيل العقوبات وتوقيتها الدقيق.
سيكون أحد الخيارات المحتملة، بحسب أحد المسؤولَين، إصدار أمر تنفيذي يطلق عقوبات بحق روسيا على خلفية الهجمات المتكررة على الديمقراطية الأمريكية، بما في ذلك عملية القرصنة الإلكترونية التي استهدفت شركة "سولار ويندز"، وعرض موسكو مكافآت مقابل قتل جنود أمريكيين في أفغانستان.
وستكون العقوبات هذه هي الأولى التي يفرضها بايدن على روسيا، في تعارض مع نهج سلفه دونالد ترامب في التعامل مع موسكو، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان ترامب قد اتُّهم مراراً باتّباع نهج متساهل حيال الرئيس الروسي بوتين، وهو أمر تجلّى بدرجة إضافية خلال قمتهما في هلسنكي عام 2018، عندما أعرب ترامب عن دعمه لموقف بوتين، الذي أصر على أن موسكو لم تتدخل في انتخابات 2016 الأمريكية، رغم إشارة أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى عكس ذلك.
عقوبات أوروبية ضد روسيا
يأتي ذلك، فيما أقر الاتحاد الأوروبي عقوبات على أربعة مسؤولين روس رفيعين، أمس الإثنين، لهم علاقة بقضية المعارض نافالني.
من جانبهما، دعت خبيرتان متخصصتان في حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة إلى تحقيق دولي بشأن عملية تسميم نافالني وإطلاق سراحه فوراً.
في هذا الصدد، أعلنت المُقرّرة الخاصّة للأمم المتّحدة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، أن "روسيا مسؤولة عن محاولة اغتيال نافالني".
المقررة التي حققت أيضاً في قضية اغتيال الصحفي السعودي البارز، جمال خاشقجي، أكدت أيضاً أن جهات حكومية وحدها قادرة على الحصول على مادة نوفيتشوك وتملك الخبرة الكافية لتطوير "التركيبة الجديدة" من المادة التي عُثر عليها في عينات تعود لنافالني الذي تعرض للتسميم.
كذلك أشارت المقررة إلى أن نافالني كان يخضع لـ"مراقبة مكثفة" من الاستخبارات الروسية لدى تسميمه "ما يجعل في رأيي، تمكن طرف آخر من القيام بذلك دون علم السلطات الروسية أمراً مستبعداً"، بحسب قولها.
كانت السلطات الروسية قد سجنت نافالني الشهر الماضي لدى عودته إلى موسكو من ألمانيا، حيث أمضى أشهراً عدة وهو يتعافى من عملية تسميم بغاز أعصاب محظور اتّهم بوتين بالوقوف خلفها، وهو أمر نفاه الكرملين.
أثار سجن المعارض الأبرز لبوتين موجة احتجاجات عمّت البلاد وتم خلالها توقيف عدد من المحتجين وسط دعوات غربية لإطلاق سراح نافالني.