قالت صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 1 مارس/آذار 2021، إن ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، واصلت قبول خيول سباق كهدايا من حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، حتى بعد هروب زوجته الأميرة هيا بنت الحسين، إلى لندن خوفاً على حياتها.
الأحصنة التي منحها الشيخ محمد للملكة، تُمثل سُدس عدد الخيل التي حملت حرير الملكة في سباق الخيل على أرض مسطحة لعام 2020.
قبلت الملكة بعض هذه الهدايا بعد فرار زوجة الأميرة هيا إلى العاصمة البريطانية مع طفليهما الصغيرين في مارس/آذار 2019، وبعد شهرين، دُعِيَت الأميرة، وهي فارسة أولمبية سابقة، للانضمام إلى الملكة في حفل شاي في وندسور.
يأتي الكشف عن هدايا حاكم دبي للملكة إليزابيث بعد حث الملكة على استخدام تأثيرها في الشيخ، لتأمين إطلاق سراح ابنتين له كان قد اختطفهما، حيث تحدثت ماري روبنسون، رئيسة أيرلندا السابقة، في نهاية هذا الأسبوع، عن أسفها لفشلها في استخدام نفوذها، حين كانت مبعوثة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان للتدخل نيابة عن الأميرة لطيفة، 35 عاماً.
تشير الصحيفة البريطانية إلى أنه من خلال الحب المشترك للخيول، طوَّر الشيخ محمد بن راشد صداقة مع الملكة تتجاوز البروتوكولات الملكية العادية، حيث يُدعَى باستمرار للانضمام إليها في مضمار السباق Royal Ascot.
كذلك استثمر الشيخ محمد بن راشد، البالغ من العمر 71 عاماً، ثروة لجعل مضمار جودولفين في مقاطعة سوفولك البريطانية، أحد إسطبلات السباقات الرئيسية.
قلق على الأميرة لطيفة
من المتوقع تسليط الضوء مرة أخرى على الصلة بين الملكة والشيخ هذا الأسبوع، مع إصدار تسجيل صوتي جديد من الأميرة لطيفة، التي وجدت المحكمة العليا أنَّ والدها قد اختطفها.
تستذكر الأميرة لطيفة في التسجيل الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قول أحد كبار مساعدي الشيخ إنَّ والدها لن يلتفت إلى المناشدات بالإفراج عنها.
تقول الأميرة لطيفة في التسجيل: "قال لي: لا أحد يستطيع دفع والدك لإطلاق سراحك. لا يوجد من هو أقوى منه. الأمر يشبه غسيل الدماغ. يحاولون تثبيطي".
كانت الأميرة لطيفة قد تعرضت للاختطاف من مسلحين في العام 2018، أثناء محاولة هروبها من دبي على متن يخت مع تينا جوهياينن، وهي صديقتها ومدربتها لفنون الدفاع عن النفس. وناشدت الأميرة تينا من أجل إطلاق سراحها في مقاطع فيديو من "الفيلا حيث تُسجَن".
وبالفعل نشرت تينا رسالة علنية إلى الملكة تناشدها استخدام "أي نفوذ" لديها مع الشيخ لتأمين الإفراج عن لطيفة وشقيقتها شمسة، 39 عاماً، التي اختطفت في كامبريدج عام 2000، وكتبت: "بالنظر إلى تقديركم الواضح للعدالة والحرية والأسرة، وما تتمتعون به من احترام عالمي، أؤمن أن تدخلكم يمكنه المساعدة في إنهاء محنة هاتين المرأتين".
في السياق ذاته، ينتشر القلق بشأن محنة الأميرة في الأمم المتحدة، وقد طلب أنصارها في البداية المساعدة من الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، الذي يشرف عليه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والذي وضع الأميرة على قائمة قضاياه.
كذلك أحيلت قضية الأميرة إلى ثلاث هيئات أخرى: المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، والمقررة الخاصة المعنية بمسألة العنف ضد المرأة، واللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة.