اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين 1 مارس/آذار 2021، نتائج مؤتمر المانحين الخاص باليمن "مخيبة للآمال"، إذ لم تستطع توفير نصف ما كانت يحتاجه البلد الذي يعاني فيه أكثر من 16 مليون شخصٍ الجوع، منهم ما يقارب 50 ألف يمني "يموتون جوعاً بالفعل في ظروف تشبه المجاعة".
جاء ذلك في بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، وذلك عقب مؤتمر افتراضي عقدته حكومتا السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة، وشارك فيه العديد من الدول والمؤسسات المانحة، بهدف جمع التبرعات المالية المطلوبة لتمويل خطة الاستجابة الأممية للأوضاع الإنسانية في اليمن، العام الحالي.
وفق البيان، قال الأمين العام إن "نتائج مؤتمر التعهدات اليوم بشأن اليمن مخيبة للآمال، حيث بلغ إجمالي التعهدات المعلنة نحو 1.7 مليار دولار، وهذا المبلغ أقل مما تلقيناه من خطة الاستجابة الإنسانية عام 2020، وأقل بمليار دولار عما تم التعهد به في المؤتمر الذي عقدناه في 2019".
وأضاف: "يحتاج ملايين الأطفال والنساء والرجال اليمنيين بشدة إلى المساعدة للعيش، وإنّ قطع المساعدات عنهم هو حكم الإعدام".
وتابع: "أفضل ما يمكن أن يقال عنه اليوم هو أنه يمثل دفعة أولى، وأشكر أولئك الذين تعهدوا بسخاء، وأطلب من الآخرين التفكير مرة أخرى فيما يمكنهم فعله للمساعدة في تجنب أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود".
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد طالب الدول المانحة، في وقت سابق من الإثنين، بالتبرع بسخاء؛ لتجنُّب مجاعة واسعة النطاق في اليمن، ساعياً لجمع 3.85 مليار دولار لتمويل عمليات الإغاثة.
إذ قال غوتيريش في كلمته بافتتاح المؤتمر: "أناشد جميع المانحين أن يمولوا نداءنا بسخاء؛ لوقف المجاعة التي تخيم على البلاد"، مضيفاً: "كل دولار مهم". وتابع: "خفض المساعدات بمثابة عقوبة إعدام لعائلات بأكملها".
أزمة ومجاعة
وبينما قُتل وأصيب عشرات الآلاف من المدنيين في النزاع المتواصل منذ سيطرة الحوثيين المدعومين من إيران، على العاصمة صنعاء في 2014، فإنّ القتال تسبّب في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، بحسب الأمم المتحدة، ووضع ملايين السكان على حافة المجاعة.
حيث ينعقد المؤتمر في وقت يتصاعد فيه النزاع مع محاولة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، السيطرة على مدينة مأرب، آخر معاقل السلطة المعترف بها دولياً في الشمال، فيما تتكّثف الهجمات ضد السعودية الداعم العسكري الأكبر للحكومة.
غوتيريش قال في كلمته، وفق تقرير فرانس برس، إن "المجاعة ستثقل كاهل اليمن. الجميع في سباق إذا ما أراد منعَ الجوعِ والمجاعة من إزهاق أرواح الملايين". مضيفاً: "ليست هناك من مبالغة في وصف شدة المعاناة باليمن".
كما اعتبر أنه "بالنسبة لمعظم الناس، أصبحت الحياة في اليمن الآن لا تطاق. وتمثّل الطفولة في اليمن نوعاً خاصاً من الجحيم. هذه الحرب تبتلع جيلاً كاملاً من اليمنيين. يجب أن ننهيها الآن ونبدأ بالتعامل مع عواقبها على الفور".
بحسب الأمم المتحدة، سيواجه أكثر من 16 مليون شخص من بين 29 مليوناً، الجوع في اليمن هذا العام، وهناك ما يقارب من 50 ألف يمني "يموتون جوعاً بالفعل في ظروف تشبه المجاعة".
كذلك، تحذّر وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن 400 ألف طفل تحت سن الخامسة يواجهون خطر الموت، من جرّاء سوء التغذية الحاد في 2021، في زيادة بنسبة 22% عن عام 2020.
كانت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية جمعت العام الماضي 1.9 مليار دولار من أصل 3.4 مليار دولار كان يحتاجها البلد الفقير.
تراجع توزيع المواد الغذائية
في المقابل أدى نقص التمويل في 2020 إلى وقف 15 من 41 برنامجاً إنسانياً رئيسياً في اليمن، حسبما أفادت الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر/أيلول 2020، فيما تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأُوقفت الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي.
من جانبه قال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أوك لوتسما، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، الأحد، إن الحرب تُحول اليمن إلى "دولة غير قابلة للحياة"، مضيفاً: "عوامل التنمية تبخرت على مدار الحرب" وأصبح اليمن يشهد "أسوأ أزمة تنموية في العالم".
في المقابل، حذّرت 12 منظمة إنسانية، الجمعة، من بينها "سايف ذي تشيلدرن" و"المجلس النرويجي للاجئين" من "كارثة" في حال استمرار تخفيض التمويل.
إذ أوضحت المنظمات في بيان مشترك، أن "التخفيضات الشديدة في المساعدات أدت إلى تعميق معاناة الناس"، مشيرة إلى أن "هناك ستة ملايين شخص، بينهم ثلاثة ملايين طفل من دون مياه نظيفة وخدمات صرف صحي خلال جائحة عالمية"، في إشارة إلى فيروس كورونا.