قالت صحيفة The Times البريطانية إنه من المحتمل أن ينتهي الأمر بالجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر "خادماً" لمرتزقة شركة فاغنر الروسية، وأوضحت أن مرتزقة فاغنر لم يعودوا يتظاهرون بالعمل لدى حفتر وجيشه الوطني الليبي، بل إن كبار ضباطه يرغبون في إزاحته.
تقرير الصحيفة البريطانية الذي نُشر السبت 27 فبراير/شباط 2021، أشار إلى أنه لم يمر وقت طويل على ظهور مرتزقة فاغنر الروسية على الخطوط الأمامية بالقرب من طرابلس، حتى حذرت الأمم المتحدة المشير خليفة حفتر، الذي جنّدهم، من أنه يعقد صفقة مع الشيطان.
مرتزقة فاغنر يتولون زمام الأمور
بحسب الصحيفة البريطانية، فإنه من المحتمل أن ينتهي الأمر بحفتر، الذي كان عازماً على السيطرة على العاصمة الليبية وتنصيب نفسه ديكتاتوراً على ليبيا، خادماً لهم.
كما أضافت أن مرتزقة فاغنر، الذين لا يأخذون أوامرهم إلا من وزارة الدفاع الروسية والكرملين، هم من يتولون زمام الأمور.
مع ذلك، تستمر قوات مرتزقة فاغنر، التي يُقدَّر قوامها بـ2000 فرد، منتشرة عبر شرق وجنوب ليبيا وتدعمها طائرات مقاتلة أرسلتها روسيا، في عملها بلا هوادة.
بالرغم من أنها، هي والقوات التركية التي تقاتل لصالح المعسكر الآخر، كان من المفترض أن تغادر ليبيا الشهر الماضي، لكن لا يُظهِر أي من الجانبين ميلاً للتخلي عن بلد لديه أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في إفريقيا.
أصبح المرتزقة "هم السادة"
قال دبلوماسي غربي: "هناك انزعاج واضح بين كبار ضباط الجيش الوطني الليبي من احتمال فقدان الليبيين السيطرة بالكامل على عملية صنع القرار. فقد أصبح المرتزقة هم السادة".
من جانبها، تضغط الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن على الإمارات العربية المتحدة، حليف آخر لحفتر قال البنتاغون إنه يدفع مقابل نشر مرتزقة فاغنر، لقطع مواردها المالية عنه.
فقد تمتع الزعيم الإماراتي الفعلي محمد بن زايد بعلاقة خاصة مع دونالد ترامب، لكنها أغضبت المسؤولين الأمريكيين. وفي سبتمبر/أيلول 2019، قتلت غارة تركية بطائرة مُسيَّرة على قاعدة للقوات التابعة لخليفة حفتر ما لا يقل عن ثلاثة ضباط إماراتيين يعملون في تشغيل منظومة صواريخ بانتسير روسية الصنع، وفقاً لثلاثة مسؤولين غربيين وقائدين ليبيين.
بينما قال مسؤولان إن الإمارات ردت بمحاولة نقل إحدى بطاريات صواريخ باتريوت الأمريكية الصنع إلى ليبيا، في خطوة لاقت انتقاداً لاذعاً من الولايات المتحدة. إذ إن نشر الصواريخ الأمريكية هناك ينتهك اتفاقية التصدير وربما يمنح روسيا إمكانية الوصول إلى النظام الأمريكي.
رغم فشلهم في الاستيلاء على طرابلس
فشل مرتزقة فاغنر في الاستيلاء على العاصمة الليبية بحلول منتصف عام 2020 عندما كثَّفت تركيا، التي تدعم الحكومة المُعترَف بها دولياً في طرابلس، ضربات الطائرات بدون طيار. وانسحبت قوات فاغنر وحفتر، لكنها تركت وراءها أحياءً كاملة مُدجَّجة بالألغام.
الصحيفة أشارت إلى أن القائد العسكري لفاغنر هو ديمتري أوتكين، قائد سابق للقوات الخاصة الروسية وحاصل على وسام الحرب من الرئيس فلاديمير بوتين.
في صورة مُتدَاوَلة على تليغرام، يمكن رؤية رجل يُزعَم أنه أوتكين مع وشم من صاعقة ونسر مُنمق، وهما رمزان يرتبطان غالباً بالنازيين الجدد. ونفى متحدث باسم شركة Concord، المملوكة ليفغيني بريغوزين، المقرب من بوتين والذي يمتلك فاغنر أيضاً، تورط بريغوزين مع المرتزقة ومعرفته بأوتكين.
لكن تواجدهم في سرت يعيق البرلمان
تواجد مرتزقة فاغنر في مدينة سرت جعل من الصعب تأمين جلسة النواب في المدينة، وفق ما أعلنت اللجنة العسكرية الليبية المشتركة، السبت، التي أوضحت أنها لا تملك القوة اللازمة لحماية انعقاد جلسة مجلس النواب.
جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس اللجنة، أحمد أبوشحمة، عقب ساعات من دعوة رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح، للاجتماع بالمدينة، لمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية.
قال أبوشحمة إن "المدينة ما زالت تحت سيطرة القوات الأجنبية والمرتزقة دون وجود أي قوة شرعية تؤمن المنطقة". وأضاف أن "الأمر يعود إلى أعضاء مجلس النواب لاختيار المكان المناسب لاجتماعهم بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة".
أردف: "اللجنة العسكرية المشتركة تقدر حرص النواب على عقد جلسة للبرلمان مجتمعا لإعطاء الثقة لحكومة الوحدة الوطنية". واستدرك: "نحن لجنة فنية عسكرية دورها يتلخص في وقف إطلاق النار".
تضم اللجنة العسكرية 5 أعضاء من الحكومة الشرعية، و5 آخرين من ميليشيا اللواء الانقلابي خليفة حفتر، حيث تتمثل مهمتها في مراقبة وقف إطلاق النار.