ظهر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، السبت 27 فبراير/شباط 2021، في أول نشاط رسمي له بالعاصمة السعودية الرياض، بعد يوم واحد من تقرير الاستخبارات الأمريكية، الذي يوجه إليه أصابع الاتهام بخصوص اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول، عام 2018.
إذ نقلت وسائل إعلام محلية صوراً وفيديوهات تُظهر ولي العهد السعودي وهو يشارك في فعاليات اختتام سباقات "فورمولا إي"، التي تحتضنها حلبة الدرعية.
يظهر في المقاطع التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، دخول محمد بن سلمان للحلبة، وتحيته للحضور والمشاركين، كما تم التركيز على عبارات التحية والدعم والدعوات التي عبَّر بها عدد من الجماهير الحاضرة في الحلبة.
إذ بارك عدد من السعوديين، كما يظهر في الفيديو، لمحمد بن سلمان تعافيه من الوعكة الصحية التي مر بها، بعد أن أعلن الديوان الملكي السعودي في وقت سابق، إجراء ولي العهد جراحة بالمنظار لاستئصال الزائدة الدودية، تكللت بالنجاح.
تقرير الاستخبارات الأمريكية
تم الكشف عنه الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، وقال إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وافق على قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في 2018 وأمر بذلك على الأرجح، وفق ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.
كما أدرج التقرير أسماء 21 فرداً، لدى المخابرات الأمريكية ثقة كبيرة بأنهم متورطون أو مسؤولون عن مقتل خاشقجي نيابة عن ولي العهد.
وفق المصدر نفسه، فإن ولي العهد السعودي رأى خاشقجي تهديداً للمملكة، ودعم العنف بشكل كبير إن لزم الأمر لإسكاته، ليوافق بذلك على قتل خاشقجي.
بينما ذكرت شبكة "CNN" الأمريكية، أن الفريق السعودي المكون من 15 شخصاً والذي وصل إلى إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018، عندما قُتل خاشقجي، كان يضم أعضاء مرتبطين بالمركز السعودي للدراسات والشؤون الإعلامية (CSMARC) في الديوان الملكي، بقيادة مستشار مقرب من بن سلمان، إضافة إلى سبعة من أفراد النخبة الوقائية الشخصية لمحمد بن سلمان، والمعروفة باسم قوة التدخل السريع (RIF).
رد سعودي غاضب
بعد ساعات من صدور التقرير الاستخباراتي الأمريكي، رفضت السعودية "رفضاً قاطعاً"، ما ورد فيه بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي، واصفةً إياه بـ"الاستنتاجات المسيئة وغير الصحيحة".
في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنها "تابعت ما تم تداوله بشأن التقرير الذي تم تزويد الكونغرس به بشأن جريمة مقتل جمال خاشقجي".
كما أضافت الوكالة أن "حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً، ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة، ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة".
وأكملت: "كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها".
الخارجية السعودية ذكرت أيضاً، أنها "تؤكد ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة، من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكاً صارخاً لقوانين المملكة وقِيمها، ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها".
وأردفت: "تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحَّبت بها أسرة خاشقجي".