أمرت محكمة أمريكية، الجمعة 26 فبراير/شباط 2021، بيونغ يانغ بدفع تعويضات يبلغ مجموعها 2.3 مليار دولار، لأفراد طاقم السفينة "يو إس إس بويبلو" الذين تم أَسرهم وتعذيبهم لمدة 11 شهراً، من قِبل القوات البحرية الكورية الشمالية في عام 1968.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن المحكمة أمرت كوريا الشمالية بدفع هذا المبلغ لبحارة "سفينة التجسس" التابعة لسلاح البحرية الأمريكي، ولأُسرهم تعويضاً عن الإساءة الجسدية والنفسية التي عانوها أثناء اعتقالهم.
وقد حكمت المحكمة الفيدرالية في واشنطن للناجين الـ49 بتعويضات تتراوح بين 22 و48 مليون دولار ومبالغ أقل لمئة من الأقارب.
وقال آلان بالاران المحامي المعيَّن من قِبل الدولة لإدارة القضية: "بسبب الهمجية التي يمارسها الكوريون الشماليون، احتاج جميعهم تقريباً رعاية طبية و/أو نفسية".
أضاف كذلك، أن "كثيرين حاولوا تخفيف الألم عن طريق الكحول أو المخدرات، ومعظمهم شهدوا تدهور أُسرهم و/أو حياتهم المهنية. وقد فكر البعض في الانتحار".
وكان طاقم السفينة "يو إس إس بويبلو"، البالغ عددهم 83 فرداً، أُسِروا من قِبل بيونغ يانغ في 23 يناير/كانون الثاني 1968.
وقالت كوريا الشمالية، إن سفينة التجسس انتهكت مياهها الإقليمية، لكن الولايات المتحدة تنفي ذلك. وأجرى الجانبان مفاوضات شاقة.
ومقابل إطلاق سراح الرهائن في ديسمبر/كانون الأول 1968، وقَّعت واشنطن وثيقة قدَّمت فيها الولايات المتحدة اعتذارها "الرسمي" عن "أعمال التخريب الخطيرة" التي قاموا بها، بينما نفت علناً وجود هذا النص.
وأُطلِقت دعاوى قضائية بالولايات المتحدة في 2018، بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كوريا الشمالية دولة تدعم الإرهاب، ما يجعل الإجراءات القانونية ممكنة ضد هذا البلد في المحاكم الأمريكية.
واحتفظت كوريا الشمالية بالسفينة وحوَّلتها إلى متحف، لكن البحرية الأمريكية ما زالت تعتبرها من سفنها العاملة.