اليابان تعيّن وزيراً لـ”الوحدة”.. خطوة اتخذتها بسبب ارتفاع حالات الانتحار منذ بدء جائحة كورونا

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/25 الساعة 20:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/25 الساعة 20:55 بتوقيت غرينتش
اليابان فيروس كورونا - مواقع التواصل

أقدمت اليابان على خطوة نادرة بتعيين وزير لـ"الوحدة"؛ وذلك بعد أن تضاعفت حالات الانتحار بين النساء والطلاب خلال العام الماضي، تزامناً مع جائحة كورونا التي تركت آثاراً اقتصادية واجتماعية ونفسية مدمرة على فئات كبيرة من البشر. 

ففي الوقت الذي شهدت فيه اليابان تميزاً بقدرتها على إبقاء معدلات الوفيات من المصابين بفيروس كورونا منخفضة، شهدت تزايداً في حالات الانتحار خلال فترة الجائحة. 

وأملاً في علاج المشكلة من جذورها، اتخذت الحكومة اليابانية خطوةً جريئة بتعيين عضو في مجلس النواب مختصاً بأزمة الوحدة، حيث تم تعيين تيتسوشي ساكاموتو، الذي كان يخدم الآن بالفعل وزيراً مسؤولاً عن رفع معدلات المواليد المنخفضة وتنشيط الاقتصادات الإقليمية باليابان، الشهر الجاري، في المنصب الإضافي، وذلك بحسب ما قاله موقع Big Think الأمريكي، الخميس 25 فبراير/شباط 2021. 

ليس هذا فحسب، بل أعلنت اليابان كذلك عن خطط لمنتدى وطني طارئ، لمناقشة القضية ومشاركة شهادات الأفراد الذين يُعانون من الوحدة.

بحسب الموقع، سيشرف الوزير بشكلٍ أساسي، على تنسيق الجهود بين مختلف الوزارات التي تأمل علاج المشكلة، مع فريق العمل. 

ارتفاع في حالات الانتحار 

وسبق أن قال تقرير نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية، إن معدَّلات الانتحار بين الشابات زادت بشكلٍ ملحوظ في اليابان وكوريا الجنوبية، ممَّا زاد الاعتقاد بأن هناك روابط مُحتمَلة بين جائحة فيروس كورونا المُستجَد وتصاعد مستويات التوتُّر والكرب، التي تفاقم حِدَّة الشعور بالوحدة والعزلة. 

إحصاءات حكومية قالت إن إجمالي حالات الانتحار في اليابان ارتفع إلى 2153 حالة في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وهو أعلى عدد شهري منذ أكثر من خمس سنوات، مع زيادةٍ أكبر بين النساء. وأظهرت تقارير أنه بين شهري يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول، انتحَرَت 2810 نساء يابانيات على الأقل، أي أكثر بنسبة 41% من النساء اللواتي انتحرن في الفترة نفسها من العام الماضي، وكان عددهن 1994. وتُظهِر البيانات الأوَّلية حسب الفئة العمرية، الارتفاع الأكبر بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 29 عاماً. 

لدى اليابان بالفعل أعلى معدَّل انتحارٍ بين مجموعة الدول الصناعية السبع- قبل الولايات المتحدة مباشرةً- وهي الدولة الوحيدة بين الدول السبع التي يُعتبَر فيها الانتحار السبب الرئيسي للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً، بحسب إحصاءات وزارة الصحة اليابانية. 

وفي اليابان، تدفَّقَت اتصالات المراهقين والشابات بخطوط المساعدة الخاصة بالانتحار، وطلبوا المساعدة على منصة تويتر وفي المنتديات وعبر الإنترنت. 

يوكي نيشيمورا، من الرابطة اليابانية لخدمات الصحة النفسية، قال إن فرصة وصول المتصل إلى الخط الساخن تبلغ نحو 40% فقط. 

أما جيرو إيتو، رئيس منظمة OVA غير الربحية المعنية بمحاولة منع الانتحار، فقال إن الأشخاص الذين يَصلون إلى خط المساعدة الخاص بمنظمته، لديهم في الأغلب شيءٌ واحدٌ مشترك، ألا وهو الوحدة. 

وقال: "في ظلِّ جائحة فيروس كورونا المُستجَد، أصبح لدينا قدرٌ أقل من التواصل وفرصٌ أقل للتحدُّث مع الناس". وأضاف: "إذا كانت لديك عائلة، فإنك تقضي المزيد من الوقت معهم، وإذا كنت تحظى بعلاقةٍ جيِّدة مع عائلتك، فسوف تكون سعيداً. لكن إن لم تكن لديك علاقةٌ جيِّدة وأنت معزولٌ عن العالم الخارجي، فهذا من شأنه أن يولِّد لديك شعوراً بالوحدة والتوتُّر". 

وشكَّل الرجال 70% من حالات الانتحار البالغة 20169 حالة في اليابان، العام الماضي.

تحميل المزيد