قال موقع "أكسيوس" الأمريكي، الأربعاء 23 فبراير/شباط 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم الاتصال بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك قبيل صدور تقرير استخباراتي عن مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول.
الموقع أشار إلى أنه حصل على هذه المعلومة من مصدر مطلع – لم يذكر اسمه – موضحاً أنه في حال أجريت المكالمة، فإنها ستكون الأولى بين الملك سلمان وبايدن، منذ تولي الأخير رئاسة أمريكا في يناير/كانون الثاني 2021.
من جانبه، لم يؤكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي مكالمة بايدن، وقال "أكسيوس" إن وزارة الخارجية أحالت طلبه بالحصول على تعليق إلى البيت الأبيض.
من المتوقع أن يناقش بايدن والملك سلمان عدداً من المواضيع، لكن محادثاتهما ستركز بشكل رئيسي على نشر التقرير الذي يتحدث عن تفاصيل متعلقة بقتل خاشقجي، والذي سيتم الكشف عنه غداً الخميس.
بحسب "أكسيوس"، فإن التقرير يتضمن إشارة إلى ضلوع ولي العهد محمد بن سلمان في قتل خاشقجي، ما قد يسبب حرجاً للرياض، مضيفاً أن ولي العهد سبق أن رفض اتهامات التورط بالقضية، لكنه أكد أن المملكة تتحمل مسؤولية ما حدث للصحفي الراحل.
إعادة ضبط العلاقات
يأتي ذلك، بينما يعمل بايدن على إعادة رسم العلاقات مع السعودية، بعدما جعل الرئيس السابق دونالد ترامب من الرياض أولوية لدى السياسة الخارجية الأمريكية.
كذلك فإن بايدن وخلال الحملة الرئاسية في عام 2020، سبق أن اتهم محمد بن سلمان بأنه أعطى الأوامر لقتل خاشقجي، وقال حينها إنه لن يبيع الأسلحة للسعودية، ووعد بأنه "سيجعلهم منبوذين"، وفق تعبيره.
يأتي هذا الاتصال المتوقع، بين بايدن والملك سلمان، بعد نحو أسبوع من قول البيت الأبيض إن نظير الرئيس الأمريكي جو بايدن في السعودية، هو الملك سلمان، وليس ولي العهد محمد.
في هذا السياق، كانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي قد قالت في مؤتمر صحفي: "لقد أوضحنا منذ البداية أننا سنقوم بإعادة ضبط علاقتنا مع السعودية".
ورداً على سؤال عما إذا كان بايدن سيتحدث إلى ولي العهد السعودي، أشارت بساكي بكل وضوح إلى أن هذا الأمر ليس على جدول الأعمال، موضحة أن بايدن سيتحدث مع الملك في الوقت المناسب.
في الجهة المقابلة، بعث السعوديون برسائلهم الخاصة لتقوية العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، إذ أفرجت الحكومة، الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، عن الناشطة لُجين الهذلول ولو بشكل مشروط، إذ لا تزال قيد المراقبة وتخضع لحظر سفر.
كما قال مستشاران ملكيان سعوديان إنَّ تقليص الحكم على الهذلول جاء بناءً على طلب من ولي العهد السعودي الذي سعى لتخفيف الضغط من واشنطن. ورحب بايدن بإطلاق سراح الهذلول.
وبينما أشاد المدافعون عن حقوق الإنسان بإطلاق سراح الهذلول، أعربوا عن عدم تيقُّنهم مما إذا كان بايدن سيجعل مثل هذه القضايا أولوية على المدى الطويل، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية.
من جانبه، قال سونجيف بيري، المدير التنفيذي لمنظمة "الحرية إلى الأمام" الحقوقية: "ستكون نتيجة مريعة للغاية لو عاد النظام الملكي السعودي بعد سنة من الآن إلى القمع الداخلي والتدخلات الخارجية، ببساطة لأنَّه توصل إلى استنتاج بأنَّ الحكومات الغربية تطوي الصفحة".