تصدرت طبيبة مسلمة محجبة طوابع البريد الأسترالي التي أصدرتها البلاد مؤخراً بهدف تكريم العاملين في الخدمات الأساسية على عملهم الدؤوب في مكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
حيث قال موقع Canberra Weekly الأسترالي، الأحد 21 فبراير/شباط 2021، إنه بعد مرور عام على الجائحة أصدرت هيئة البريد الأسترالية الحكومية مجموعة جديدة من الطوابع تعرض رسومات للعاملين في الخدمات الأساسية تكريماً لهم على عملهم الدؤوب والتحديات التي يواجهونها.
يجدر الإشارة إلى أن أستراليا شهدت أول هجرة للمسلمين واستقرارهم فيها منذ سنوات طويلة من إنشاء الاتحاد الأسترالي سنة 1901، ويعود وجود المسلمين هناك إلى القرن السادس عشر. وقد ارتفعت إبان الحرب العالمية الثانية وتيرة الهجرة ارتفاعاً ملحوظاً، وشكّل المهاجرون من أصول تركية في البداية أكبر الفئات المهاجرة.
كانت خدمات البريد الأسترالي قد تضاعفت خلال فترة الإغلاق التي تسبب فيها الوباء، الأمر الذي دفع إدارة البريد إلى تدريب 2000 من سعاة البريد على أساليب التعامل والإيصال خلال تلك الأزمة.
طوابع "أبطال" الخطوط الأمامية
إذ احتفت طوابع "أبطال" الخطوط الأمامية التذكارية بالمعلمين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وأفراد الجيش الأسترالي، والشرطة، والعاملين في متاجر البقالة، وعمال توصيل الطعام، بالإضافة إلى عمال البريد، الذين يعتمد عليهم الأستراليون اعتماداً كبيراً لتجنب مراكز التسوق المزدحمة، وذلك بعدما أصبحت كورونا جزءاً من الحياة.
هذه الطوابع تصور مشاهد أصبحت مألوفة الآن لمعظم الأستراليين: طفلة تلوح لزملائها في الفصل ومعلمتها من خلال الكاميرا عبر الإنترنت، وأفراد طواقم طبية يبتسمون وهم يرتدون معدات الوقاية الشخصية، وجنود وأفراد شرطة ملثمين يراقبون الحدود ويتابعون تنفيذ إجراءات الحجر الصحي، وسائق توصيل يحمل صندوقاً مليئاً بمواد البقالة.
كما تتضمن المجموعة خمسة طوابع بقيمة 1.10 دولار صممها استوديو التصميم في هيئة البريد الأسترالية ورسمها روبرت إليوت، بالإضافة إلى تشكيلة طوابع مصغرة وحزمة طوابع وبطاقات بريدية ماكسي وغلاف أول يوم.
يذكر أن مجموعة الطوابع المحدودة والمنتجات المرتبطة بها باتت متوفرة الآن.
من جهتها، تقول نيكول شيفيلد، المديرة العامة التنفيذية لهيئة البريد الأسترالية، إن تصميمات هذه الطوابع تمثل أبطال الحياة اليومية الذين يساهمون في استمرار حركة البلاد، وتقديم خدمات مهمة للمجتمع، مؤكدة أن هؤلاء الأفراد الذين وصفتهم بالشجعان عملوا على إنقاذ حياة الجميع خلال الأشهر الـ12 الماضية، فقد قاموا على رعاية الأشخاص الضعفاء وساعدوا في التعامل مع آثار كوفيد-19 الكثيرة.
استمرار حركة الحياة في أستراليا
شيفيلد أضافت أن أفراد الكوادر الطبية أجروا فحوصات للملايين من الناس، وساهمت قوات الدفاع الأسترالية وخدمات الشرطة في مراقبة حدودنا وترتيبات الحجر الصحي، وتكيف المعلمون سريعاً مع التعلم عبر الإنترنت، منوهة بأن العاملين في البريد، والتوصيل، والمتاجر، ساهموا في استمرار حركة البلاد، وتوفير الوصول إلى المنتجات والخدمات الأساسية، موجّهة الشكر لهم جميعاً على "جهودهم الدؤوبة".
جدير بالذكر أن الحكومة الفيدرالية كانت قد ألغت عدداً من التدابير، ومن بينها خدمة الرسائل المستعجلة، لأن البريد الأسترالي لا يستطيع ضمان وصول الرسائل بسرعة. وهو يقوم بإيصال الرسائل الأخرى إلى مناطق الضواحي ورسائل الأرياف كل خمسة أيام.
سبق أن لفتت كريستين هولغيت، الرئيسة التنفيذية للبريد الأسترالي، إلى أنه على الرغم من مساعدة شركة كوانتس (شركة الطيران الأسترالية الحكومية) في نقل الرسائل والطرود، فإن ذلك لا يؤكد وصولها بنفس المدة التي كانت قبل جائحة كورونا.