قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الإثنين 22 فبراير/شباط 2021، إن الولايات المتحدة ستسعى لتعزيز وتمديد الاتفاق النووي المبرم بين القوى العالمية وإيران، داعياً طهران إلى الالتزام بما تعهدت به لوكالة الطاقة الذرية، الأحد.
كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قالت الأحد، إنها توصلت إلى اتفاق مع إيران للتخفيف من وطأة الخطوات التي تعتزم طهران اتخاذها هذا الأسبوع، وتشمل إنهاء عمليات التفتيش المفاجئة، حيث اتفق الجانبان على إبقاء المراقبة "الضرورية" لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
تعزيز الاتفاق النووي
وقال بلينكن في كلمة مسجلة لمؤتمر نزع السلاح، الذي ترعاه الأمم المتحدة، في جنيف: "الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بعدم حصول إيران على سلاح نووي. الدبلوماسية أفضل مسار لتحقيق هذا الهدف".
وقال بلينكن، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال إنه إذا عادت إيران إلى "الالتزام الصارم" بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015، فإن إدارته ستقوم بالشيء نفسه.
وأضاف أن أمريكا تسعى من خلال العمل مع الحلفاء والشركاء، إلى إطالة أمد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وتعزيرها.
كما أشار إلى أنها في الوقت نفسه تسعى للتصدي لمباعث القلق الأخرى مثل "سلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، وتطويرها للصواريخ الباليستية وانتشارها".
تابع كذلك في إشارة إلى اتفاقها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه على طهران التزامها بالضمانات المتفق عليها.
اتفاق مع وكالة الطاقة
كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، قد أعلن الأحد 21 فبراير/شباط، أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة أبرمت اتفاقاً مع إيران لمواصلة أنشطة التحقق والمراقبة "اللازمة" في إيران، التي كانت قد قلصت تعاونها الأسبوع الحالي، معتبراً أن ما اتفقوا عليه "شيء قابل للتطبيق، ومفيد لجَسر الهوة بيننا وإنقاذ الموقف".
جروسي قال أيضاً، إن وتيرة وصول المفتشين إلى المواقع الإيرانية ستتراجع، ولن يكون هناك مزيد من عمليات التفتيش المفاجئة.
تأتي تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، عقب زيارته الأخيرة لطهران والتي بحث خلالها "أنشطة التحقق الضرورية" التي تجريها الوكالة، وكان قد التقى بعض المسؤولين الإيرانيين، منهم رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي.
صراع على الخطوة الأولى
كانت إدارة بايدن قد صرّحت الأسبوع الماضي، بأنها مستعدة للحديث مع إيران حول عودة البلدين للاتفاق الذي يهدف إلى منع طهران من امتلاك أسلحة نووية مقابل رفع معظم العقوبات الدولية.
إذ أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن بلاده ستقبل أي دعوة من جانب المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع لدول "5+1" وإيران؛ لمناقشة السبل الدبلوماسية المتعلقة ببرنامج إيران النووي.
ودول الـ"5+1″ هي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وهي الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وأمريكا؛ إلى جانب ألمانيا.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد، موقف بلاده، بقوله إنه "يتعين على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن إيران أولاً، إذا كانت تريد الحديث عن إنقاذ الاتفاق النووي".
ظريف أضاف في مقابلة تلفزيونية مع قناة "برس تي.في" الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية، أن الولايات المتحدة لن تتمكن من الانضمام مُجدداً إلى الاتفاق النووي قبل أن ترفع العقوبات، مضيفاً: "بمجرد أن يفي جميع الموقعين على الاتفاق النووي بالتزاماتهم، ستعود إيران إلى المفاوضات لاستئناف الاتفاق".
جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد انسحب من الاتفاق النووي عام 2018، وأعاد فرض العقوبات على إيران، التي تُتهم حالياً بأنها بدأت بدورها انتهاك بنود الاتفاق تدريجياً.