“جيراننا سمحوا لإسرائيل بنقل الصراع لأراضيهم”.. إيران: السعودية لا تستطيع تحقيق نصر عسكري

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/21 الساعة 23:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/21 الساعة 23:01 بتوقيت غرينتش
جواد ظريف

في تصريحات ذات لهجة حادة، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد 21 فبراير/شباط 2021، إن السعودية لا تستطيع تحقيق نصر عسكري، أو الحصول عبر المفاوضات على ما فشلت فيه عسكرياً.

ظريف أضاف، في تصريحات لقناة "المنار" اللبنانية، التابعة لـ"حزب الله": "خطأ جيراننا أنهم سمحوا لإسرائيل بأن تنقل الصراع إلى أراضيهم وسوف تسلبهم الأمن ولن تبادر للدفاع عنهم.. وإذا أقدمت إسرائيل على مهاجمة إيران ستكون قد أقدمت على خطوة انتحارية".

الوزير الإيراني رأى أن مشكلة المنطقة أن بلدانها تعلِّق الآمال على الخارج أكثر من الداخل، على حد قوله.

فيما رأى أنه في حال قام الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، بمواصلة نهج سلفه دونالد ترامب، فلن يحصل على شيء من إيران، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لم تنفذ أي مادة في الاتفاق النووي منذ أربع سنوات".

إظهار "الحب القاسي" للسعودية

يشار إلى أن ظريف قال قبل أيام إن الولايات المتحدة بحاجة لإظهار ما وصفه بـ"الحب القاسي" للسعودية في اليمن، وتطلب منها وقف "الفظائع"، وذلك في معرض تعليقه على إعلان إدارة بايدن وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية المستخدمة في حرب اليمن.

إذ أكد ظريف، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن "السعودية أنفقت العام الماضي أكثر من 70 مليار دولار على المشتريات العسكرية، وأنفقت الإمارات التي يبلغ عدد سكانها الأصلي 1.5 مليون ما يقرب من 22 مليار دولار"، مضيفاً: "أقتبس من الأرقام والإحصائيات.. إجمالي الإنفاق العسكري الإيراني مع أكثر من مليون جندي يرتدون الزي العسكري حوالي 10 إلى 11 مليار دولار".

كما تساءل ظريف: "إذاً، هل هم مستعدون لخفض نفقات الأسلحة؟ هل الولايات المتحدة مستعدة لوقف بيع ربع مبيعات الأسلحة العالمية لمنطقتنا؟".

كانت الولايات المتحدة قد أعلنت مؤخراً وقف دعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وتعيين مبعوث أمريكي هناك للدفع باتجاه حل دبلوماسي.

الحوار بين إيران والسعودية

جدير بالذكر أن إيران أعلنت خلال الشهر الماضي أنها مستعدة للحوار مع الدول الخليجية، بما فيها السعودية، من أجل التوصل لتفاهم مشترك، وأنها ترحب بأي "تغيير جاد" في سياسات المنطقة.

فقد سبق أن صرّح ظريف أن يد طهران ما زالت ممدودة للحوار البناء مع دول الجوار، وخصوصاً دول الخليج، لأن طهران دائماً ما تؤكد أن المنطقة بحاجة للحوار والتعاون وتعزيز الثقة بين دولها.

بدوره، أشار المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إلى أنه بالرغم من وضع بعض دول المنطقة- بما فيها السعودية- عراقيل أمام إيران، إلا أنهم يدعون إلى التفاهم المشترك، بينما كان الرد حتى الآن هو عدم التجاوب، وفق قوله.

علاقات متوترة

من المعروف أن العلاقات البينية بين طهران والرياض متوترة منذ سنوات طويلة لأسباب مختلفة، وقد فشلت بعض المساعي التي حاولت رأب الصدع بينهما.

رغم ذلك أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، خلال سبتمبر/أيلول 2019، أن بلاده تلقت رسائل من السعودية عبر وسطاء من قادة بعض الدول (لم يسمهم)، دون الكشف عن محتوى تلك الرسائل، متابعاً: "إذا كانت السعودية تريد فعلاً تغيير سلوكها فنحن نرحب بذلك. ونود أن تكون إحدى الرسائل العلنية للسعودية هي إنهاء حرب اليمن".

إلا أن السعودية نفت لاحقاً إرسالها أية رسائل خاصة أو سرية إلى إيران.

حيث قال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان: "السعودية لم ترسل أية رسائل خاصة أو سرية إلى إيران"، مؤكداً أن رسالتهم لإيران هي تغيير سلوكها أولاً قبل مناقشة أي شيء آخر، بحسب قوله.

ومنذ مارس/آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.

تحميل المزيد