قال تقرير نشرته مجلة Newsweek الأمريكية، الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، إن كلاً من روسيا وايران وتركيا تدعم مطالب سوريا بضرورة وقف الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف حياة العسكريين والمدنيين، وفق بيانات رسمية لنظام بشار الأسد.
إذ قالت بعثة سوريا في الأمم المتحدة، إنَّ الحملات الجوية شبه السرية، التي تشنّها إسرائيل على بعض الأهداف السورية وتستهدف مواقع يشتبه في أنَّها مرتبطة بإيران ومواقع تابعة لقوات الدفاع الجوي السوري، تُشكّل انتهاكاً للترتيبات الثنائية لفترة ما بعد الحرب بين الجارتين، حسبما جاء في بيان البعثة.
مذكرة سورية ضد إسرائيل
بعثة سوريا في الأمم المتحدة قالت إن كافة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المناطق والأهداف السورية، ليست مجرد مسألة فنية تتعلق بسلامة الحركة الجوية المدنية في الأجواء السورية، لكنها عمل عدواني ينتهك اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974. كذلك اعتبرت بعثة سوريا أنَّ الاستراتيجية الجوية الإسرائيلية في سوريا تتعارض مع القانون الدولي، إذ قالت إنَّ تلك الهجمات تُشكّل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية شيكاغو التي تضمن سلامة الطيران المدني في العالم، وفق تصريحات البعثة .
من ناحية أخرى أكّدت روسيا وإيران وتركيا هذه المبادئ التي استعرضتها بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة، وذلك في اجتماع ثلاثي عُقد يوم الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، حيث طالبت موسكو وطهران وأنقرة، في بيان مشترك، بوقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية بسوريا، والتي تُشكّل انتهاكاً للقانون الدولي والإنساني وتقوّض سيادة سوريا ودول الجوار وتُعرّض الاستقرار والأمن بالمنطقة للخطر.
البيان المشترك لروسيا وإيران وتركيا تحدث أيضاً عن العمليات الأمريكية في سوريا، مؤكداً رفض الدول الثلاث كل محاولات فرض حقائق جديدة على أرض الواقع بحجة مكافحة الإرهاب، من بينها مبادرات الحكم الذاتي غير القانونية والمخططات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض وحدة سوريا وتهديد الأمن القومي لدول الجوار، على حد وصف البيان.
الدول الثلاث أعربت عن القلق بشأن تزايد الأعمال العدائية ضد المدنيين، وأكدت معارضتها عمليات الاستيلاء والنقل غير القانونية لعائدات النفط التي ينبغي أن تكون ملكاً لسوريا، على حد وصفها.
هجمات إسرائيلية على سوريا
من ناحية أخرى قالت مصادر محلية في سوريا، إن الجولة الأخيرة من الهجمات الإسرائيلية استهدفت يوم الإثنين 15 فبراير/شباط 2021، وحدة دفاع جوي تابعة للنظام السوري غربي دمشق.
في المقابل زعم نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، الموالي للمعارضة السورية في المملكة المتحدة، أنَّ ثمة أضراراً لحقت بمخازن الصواريخ الإيرانية بسوريا، ممّا أسفر عن مقتل ما يصل إلى 16 من رجال الميليشيات غير السوريين في موقعين بالقرب من العاصمة.
البعثة الدائمة لسوريا لدى الأمم المتحدة قالت إنَّ مثل هذه الهجمات تُعرّض حياة المدنيين لخطر لا لزوم له، مشيرة إلى أنَّ الأعمال العدائية والإرهابية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل لم تكن الأولى من نوعها، مشيرة إلى أنه "في عدة اعتداءات سابقة، استخدم سلاح الجو الإسرائيلي طائرات مدنية غطاءً له أثناء مهاجمته للأراضي السورية، واستعمل الركابَ المدنيين دروعاً بشرية، في تجاهل تام لحياتهم".
اتهامات إسرائيلية لإيران
من ناحية أخرى وجهت تل أبيب اتهامات إلى طهران بالمسؤولية عن إرسال أفراد مسلحين وتجنيد مجموعات موالية مثل حزب الله وتنظيمات أخرى في أماكن بعيدة مثل أفغانستان وباكستان، لإنشاء قواعد عمليات متقدمة ونقل ذخائر متطورة إلى سوريا.
رغم الهجوم الإسرائيلي على الجانب الإيراني وتوجيه الاتهامات له، فإن تل أبيب تحافظ في الوقت نفسه على عدم التصادم مع روسيا ومصالحها في سوريا.
إذ يقول مسؤول عسكري إسرائيلي، إن بلاده تملك آلية لتفادي الصدام مع الجيش الروسي، لتسهيل تنفيذ عملهم العسكري بحرية، وتقليل مخاطر الاحتكاك مع القوات الروسية، وتعزيز السلامة المتبادلة، على حد قوله.