وافق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السبت 20 فبراير/شباط 2021، على إعلان تكساس منطقة "كارثة كبرى"، وفتح مزيد من الموارد الفيدرالية لمساعدة الولاية، التي تضربها موجة من الطقس السيئ مصحوبة بعاصفة ثلجية غير مسبوقة، وفق ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية.
إذ يعيش سكان ولاية تكساس الأمريكية أوضاعاً صعبة جداً، بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، التي وصلت إلى درجة التجمد، إضافة إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي عدة أيام في المدينة، إلى جانب ذلك فقد تعطّلت الطرق بسبب الجليد، وانقطعت معها معدات الحرارة، كما أن الأنابيب لم تعد تنقل المياه.
تكساس منطقة "كارثة كبرى"
قال بيان للبيت الأبيض، إن بايدن أعلن عن وقوع كارثة كبرى في ولاية تكساس، وأمر بالمساعدة الفيدرالية، لتكملة جهود التعافي على مستوى الولاية والمناطق المتضررة من العواصف الشتوية الشديدة التي بدأت في 11 فبراير/شباط الجاري، وما زالت مستمرة.
إذ وافق بايدن بالفعل على إعلان الطوارئ بالولاية في نهاية الأسبوع الماضي، لكن إعلان الكارثة الكبرى سيسمح بتوفير مزيد من الموارد والمساعدة، وضمن ذلك، على سبيل المثال، التأمين التكميلي لمساعدة الأفراد الذين يعانون من تكاليف غير مغطاة أو تكاليف أخرى لجعل المنازل صالحة للسكن.
تشمل المساعدة، وفقاً لبيان إخباري من الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، "مِنحاً للإسكان المؤقت وإصلاحات المنازل، وقروضاً منخفضة التكلفة لتغطية خسائر الممتلكات غير المؤمَّنة، وبرامج أخرى لمساعدة الأفراد وأصحاب الأعمال على التعافي من آثار الكارثة".
فقد التقى بايدن مع القائم بأعمال مدير الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بوب فينتون، الجمعة 19 فبراير/شباط، وأعرب عن نيته التوقيع على الإعلان، الذي يأتي استجابة لطلب من حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت.
حلول غير مألوفة من سكان تكساس
حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 18 فبراير/شباط، فإن أكثر من سبعة ملايين من سكان تكساس أصبحوا مضطرين إلى تسخين الماء بعد أن حرم انقطاع الكهرباء المرافق من قدرتها على ضخ المياه، ما سمح للضغط بالهبوط إلى مستويات تسمح بانتشار البكتيريا. وأفسدت درجات الحرارة المتجمدة سباكة المنازل المبنية لتحمّل حرارة الصيف.
من المنتظر أن تستمر الأزمة في ثاني أكبر ولاية أمريكية، إذ لا يزال ملايين السكان غير قادرين على الحصول على الماء، ويواجه كثيرون صعوبة في إيجاد الطعام، ويُتوقع أن تستمر موجة البرد القارس حتى مطلع الأسبوع المقبل.
بعد قضاء عدة أيام بلا كهرباء في إحدى ضواحي هيوستن، بدأت الكاتبة والمعلمة كيسي مور (35 عاماً)، ترى آثار ذلك على منزلها.
إذ أوشكت نباتاتها على الموت، لذا قرّرت هي وزوجها بناء خيمة باستخدام ستائر غرفة المعيشة أمام مدفأة الغاز، وناما بالتناوب في الليل وسط كلابهما؛ لمشاركة حرارة أجسامهم.
فرغم أن كيسي تقر بأن هذا الخيار لم يكن آمناً تماماً، ولكنّه كان الخيار الوحيد بدلاً من التجمّد داخل المنزل، وتقول بهذا الخصوص: "في مثل هذه المواقف يجب أن تعتمد على نفسك، وجميع من تحدّثت إليهم يعيشون في وضعية النجاة".
أزمة غذاء ومياه تضرب تكساس
تختبر موجة البرد القارس وانقطاع الكهرباء التي أصابت سكان تكساس، حدود النزعة الفردية القاسية في الولاية، إذ أجبرت العديد من السكان على التكفّل باحتياجاتهم الأساسية دون مساعدةٍ من أحد.
انقطعت المياه في منزل داني سورمان منذ صباح الإثنين 15 فبراير/شباط، حين استيقظ ليجد الأنابيب متجمدة في هيوستن، وحين فرغت أباريق المياه التي اشتراها، أعاد تعبئتها من منزل شقيقة زوجته قبل أن تنقطع المياه لديها أيضاً.
هذا المدرس البالغ من العمر 29 عاماً، يؤكد أنه من المرهق أن تضطر إلى نقل المياه حول المنزل، من أجل تنظيف المرحاض، وغسل يديك وكل شيء، كما أنه لم يدرك فعلاً كمّ الأشياء التي يعتمد عليها وجودُ الماء باستمرار حول المنزل.
بينما قالت ريتشيل ريسكيند إنها بدأت "تعبئة كل الفوارغ التي يُمكنها العثور عليها"، الأربعاء 17 فبراير/شباط، بعد انتشار تقارير حول احتمالية انقطاع المياه: "لم أُرِد أن ينتهي بي المطاف لشرب مياه المرحاض".
تفريغ الغضب
ليس من الواضح بعدُ متى تعود هذه الخدمات، إذ طلبت شركة Oncor، التي تُوزّع الكهرباء في شمال تكساس، من عملائها أن يستعدوا لحالات انقطاع مُطوّلة للكهرباء، في ظل محاولة الجهات المسؤولة إعادتها.
انتشر الغضب العام على المسؤولين عن إدارة منظومة الكهرباء، المنفصلة عن مثيلتها في الولايات الأخرى؛ لإبعادها عن طائلة الرقابة الفيدرالية. إذ تعرّض عمال مرافق البلدية في أوستن لتهديدات أثناء عملهم على استعادة البنية التحتية المتضررة للطاقة.