قالت وسائل إعلام إسرائيلية، السبت 20 فبراير/شباط 2021، إن تل أبيب ستشتري لقاحات كورونا وتعطيها لنظام بشار الأسد، كجزء من بند سري، في اتفاق تم التوصل إليه بوساطة روسية، وقضى بتبادل للأسرى بين إسرائيل والأسد، فيما ألمح نائب عربي بالكنيست إلى أن إسرائيل ستقدم اللقاحات لدمشق.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قالت إن تل أبيب وافقت على شراء مئات الآلاف من جرعات اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا، مشيرةً إلى أنها ستُعطى للنظام بشكل سري.
من جانبها قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن قيمة ما ستدفعه إسرائيل إلى روسيا لشراء لقاحات لنظام الأسد، يصل إلى ملايين الدولارات.
لم يصدر حتى الساعة 9:00 بتوقيت غرينتش، أي تعليق رسمي من إسرائيل، أو روسيا، أو نظام الأسد على ما كشفه إعلام إسرائيلي عن شراء اللقاحات، لكن النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، ألمح في تغريدة إلى إتمام هذا البند السري.
الطيبي كتب في تغريدة على حسابه في تويتر: "إنني أطالب حكومة إسرائيل بالمصادقة على نقل لقاحات إلى قطاعي غزة والضفة الغربية من احتياطي اللقاحات الكبير الموجود بحوزة إسرائيل، فهي بوصفها دولة محتلة تقع عليها مسؤولية كبرى، فهل علينا أن ننتظر أن يعبر يهودي الحدود إلى غزة كي يحظى باللقاح؟".
من جانبها، قالت القناة 13 الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إن "الثمن الإضافي في الصفقة الذي تم دفعه لسوريا لم يكن على حساب مواطني إسرائيل ولا يمس بمصالح إسرائيلية، وهذا الثمن رمزي وإنساني مع رؤية المصالح الإسرائيلية المستقبلية مقابل روسيا وسوريا في قضايا مستقبلية هامة لإسرائيل".
في السياق ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان"، إن "الثمن الإضافي للسوريين صودق عليه خلال اجتماع الحكومة، أول من أمس (الأربعاء الفائت) ولا يدور الحديث عن تحرير أسرى سوريين آخرين. وسبب حظر النشر هو منع رفع ثمن صفقات مستقبلية".
كذلك أشارت الهيئة إلى أن إسرائيل تقدمت رسمياً الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، بطلب إلى روسيا "مناشدة إياها رفع معارضتها لنشر جميع تفاصيل صفقة التبادل مع سوريا لا سيما ما يخص ما حصلت عليه دمشق مقابل الإفراج عن الشابة الإسرائيلية التي اجتازت الحدود".
أشارت الهيئة إلى أن الطلب الإسرائيلي قيد النظر في موسكو حالياً، لكنها أضافت: "إلا أنه لا تغيير في الموقف الروسي من هذه المسألة في هذه المرحلة".
كانت "الحركة من أجل نزاهة الحكم"، قد طالبت أيضاً نتنياهو، ووزير الدفاع بيني غانتس بالكشف فوراً عن جميع تفاصيل الصفقة مع سوريا، وقالت الحركة: "وفقاً لما نُشر في وسائل الاعلام فإن الأمر لا يدور عن جوانب أمنية إلا أن الحكومة تمتنع عن نشر التفاصيل لتجنب اندلاع خلافات داخل الجمهور".
ومع الإعلان عن اتفاق إسرائيل والأسد برعاية روسية، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن بند سري غير معلن، مشيرةً إلى أن تل أبيب اضطرت لإبقائه سرياً بطلب من موسكو.
يأتي الحديث عن شراء إسرائيل لقاحات للأسد، في وقت لم تبدأ فيه سوريا بعد أي عملية تلقيح ضد كورونا، ويتزامن ذلك مع تدهور كبير في الاقتصاد السوري جعل الحكومة غير قادرة على تأمين كافٍ للمواد الأساسية للعيش.
صفقة إسرائيل والأسد
كانت إسرائيل والأسد قد توصلا إلى اتفاق، بموجبه سلّمت سلطات نظام الأسد إلى روسيا، فتاة إسرائيلية عبرت الحدود إلى سوريا، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه تمت إعادة الفتاة من موسكو، شاكراً روسيا على دورها في إتمام الصفقة، كما أعلنت إسرائيل إعادتها راعيين سوريين كانا قد اعتقلا في عملية أمنية.
بحسب وكالة أنباء النظام في سوريا (سانا)، عبَرت المرأة الإسرائيلية الحدود إلى محافظة القنيطرة بالخطأ، كما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنها تبلغ من العمر 25 عاماً وتقيم بمستوطنة موديعين عيليت الأرثوذكسية المتطرفة في الضفة الغربية المحتلة.
كذلك كانت وكالة أنباء النظام قد قالت يوم الأربعاء الفائت إن عملية تبادل للأسرى ستجري بين النظام وإسرائيل، بوساطة روسية، ستُطلق إسرائيل بموجبها سراح اثنين من السوريين في سجونها، هما دياب قهموز ونهال المقت، مقابل إفراج النظام عن فتاة إسرائيلية.
لكنَّ الأسيرين رفضا العودة إلى دمشق، واعتُقل دياب (34 عاماً) في عام 2016، وحُكم عليه عام 2018 بالسجن 14 سنة بتهمة تهريب مواد متفجرة- تسلَّمها من حزب الله بلبنان- إلى إسرائيل. ويقبع حالياً في سجن إسرائيلي بصحراء النقب.
أما نهال فتقضي حكماً بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ في منزلها ببلدة مجدل شمس في الجولان.
يُذكر أن إسرائيل قد استولت على مرتفعات الجولان في سوريا خلال حرب عام 1967 التي بدَّلت ملامح الشرق الأوسط، وضمَّتها لاحقاً، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، ومعظم السوريين الذين يعيشون على مرتفعات الجولان من الدروز، والغالبية العظمى منهم لا تعترف بسيادة إسرائيل.
يُشار أيضاً إلى أن نظام الأسد يردد دائماً أنه جزء من محور الممانعة في المنطقة ضد إسرائيل، ويتهم الأخيرة بأنها تنتهك "سيادة" أراضيه، من خلال ضرباتها الجوية المتكررة التي تستهدف قواته تارة، وميليشيات تدعمها إيران تارة أخرى.