كشفت دراسة علمية حديثة، أن العالم ربما يكون قد خسر ما يزيد على 20.5 مليون سنة من متوسط أعمار سكانه في 81 دولة حول العالم بسبب فيروس كورونا، كما أن الدراسة تكشف المغالطة القائلة بأن من يموتون كانوا سيموتون على أي حال لو لم يُصابوا بكورونا، وفق ما نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 18 فبراير/شباط 2021.
فقد بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا إلى غاية مساء الجمعة 19 فبراير/شباط، أزيد من مليونين و400 ألف حالة، حيث تصدرت الولايات المتحدة بأكثر من 492 ألف حالة، متبوعة بالبرازيل بنحو 243 ألف حالة وفاة، ثم الهند بنحو 156 ألف حالة.
فيروس كورونا تسبب في خسائر أكثر
رغم أن وفيات كوفيد غالباً ما تتم مقارنتها باعتبارها أقل شأناً من الإنفلونزا، التي تقتل العديد من كبار السن والأفراد الضعفاء كل عام، فإن الدراسة أظهرت أن فيروس كورونا قد تسبّب في خسائر أكثر بكثير.
فقد أوضحت الدراسة أنه في البلدان التي تأثرت بشدة، نجد أن السنوات المفقودة من أعمار السكان بسبب كوفيد، كانت أكثر من الإنفلونزا بمرتين إلى تسع مرات.
كما أن السنوات المفقودة من أعمار السكان هي الفارق بين عمر الفرد عند وفاته ومتوسط العمر المتوقع. وكان الرجال أسوأ حالاً من النساء، إذ كانت السنوات المفقودة من أعمارهم أعلى بنسبة 44%.
رغم أن الأشخاص الأكبر سناً أكثر عرضة لخطر الوفاة في البلدان الأغنى، فإن العدد الأكبر من السنوات المفقودة كان بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاماً.
أفكار خاطئة في التعامل مع ضحايا الفيروس
فيما قال مؤلفو الدراسة، المنشورة في دورية Scientific Reports العلمية، إن إحصاء الوفيات قد يمنحنا فكرةً خاطئة عن تأثير فيروس كورونا.
إذ كتب هيكتور بيفاري أرولاس، من مركز أبحاث الصحة والاقتصاد بجامعة بومبيو فابرا في برشلونة الإسبانية: "جاءت العديد من الاستجابات (أو انعدام الاستجابات) السياسية مدفوعةً بالجدل القائل إن كوفيد-19 يقتل على الأرجح الأفراد الذين لم يكُن أمامهم سوى سنوات قليلة بالحياة على أي حال، حتى في غياب كوفيد-19".
بينما نظر الباحثون إلى حالة أمراض القلب، التي تتسبّب كذلك في الوفاة المبكرة. ووجدوا أن عدد السنوات المفقودة من أعمار السكان بسبب أمراض القلب، كان أكثر من نظيره مع كوفيد.
لكن حصيلة الوفيات الزائدة في الدول -أي الزيادة الإجمالية في الوفيات من عامٍ لآخر- قد غطّت على زيادة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب.
الرجال أكثر عرضة للموت بسبب كورونا
كان الرجال أكثر عرضةً للموت المبكر بسبب كوفيد، مقارنةً بالنساء. ويقول مؤلفو الدراسة، إن هذا الفارق يُبرّر السياسات التي تُركّز على دعم صحة الرجل.
غير أن القضاء على هذه الفجوة يتطلّب تقليل وفيات الرجال بنسبة 34%. إذ أوضحوا: "هذا يُشير إلى أن السياسات القائمة على الجنس قد تكون مبررةً بشكلٍ متساوٍ مع تلك القائمة على أساس العمر".
فيما درس الباحثون أكثر من 1.279.866 حالة وفاة في 81 دولة، إلى جانب بيانات متوسط العمر المتوقع وتوقعات إجمالي الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 حسب البلد. وقدّروا إجمالاً، أنه ربما تكون 20.507.518 سنة قد فُقدت من أعمار السكان، بسبب كوفيد-19، بالدول التي شملتها الدراسة، أي 16 عاماً في المتوسط لكل حالة وفاة.