تحولت فتوى دار الإفتاء المصرية، التي أصدرتها عقب تعرُّض الإعلامي الشهير عمرو أديب، إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن أفتت بعدم "الشماتة بالمصائب والابتلاءات التي تقع للغير ومنها الحوادث والموت"، وهي الفتوى التي صدرت مباشرة بعد تعرُّض الإعلامي المثير للجدل لحادثة سير خطيرة في مدينة 6 أكتوبر.
وذهب العديد من رواد "تويتر" في مصر إلى وصف عمرو أديب بـ"ولي من أولياء الله الصالحين"، لأن دار الإفتاء لم تصدر هذه الفتوى إلا بعد أن تعرَّض الإعلامي الشهير لحادثة السير، وباتت حديث وسائل الإعلام المصرية والعربية أيضاً.
يقول "سعيد"، بهذا الخصوص: "كل الشعب المصري شمتان في عمرو أديب، طلعت دار الإفتاء المصرية قالت إن الشماتة مش من أخلاق المسلم، انتو مش عارفين إن عمرو أديب من أولياء الله الصالحين".
وفي الوقت الذي وجَّه فيه العديد من المصريين انتقادات لدار الإفتاء، المعروفة بقربها من السلطة في مصر ودعمها لمواقفها وقراراتها، فإن أحد الرواد علَّق على الأمر ساخراً بأن "دار الإفتاء ظلت تنتظر حتى عمل عمرو أديب حادثة لتذكِّرنا بتحريم الشماتة".
بينما دعا مغرد آخَر دار الإفتاء في مصر إلى تسمية هذه الفتوى بفتوى "متشمتوش في عمرو أديب".
عشية يوم الأربعاء 18 فبراير/شباط 2021، أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى جاء فيها: "الشماتة بالمصائب والابتلاءات التي تقع للغير –ومنها الحوادث والموت- ليست خُلُقاً إنسانياً ولا دينياً. والشامت بالموت سيموت كما مات غيره، والله تعالى قال عندما شمت الكافرون بالمسلمين في غزوة أحد: {إن يمسسكم قرح فقد مسَّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} [سورة آل عمران: الآية 140]. والنبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تُظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك (رواه الترمذي)".
وأضافت أيضاً: "فالشماتة والتشفِّي في المُصاب الذي يصيب الإنسان أيًاً كان، مخالفاً للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة، فعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ لا الفَرَح والسرور".
حادثة عمرو أديب
وقعت مساء الثلاثاء 16 فبراير/شباط، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى، وتضرر جزء كبير من سيارته.
وسائل إعلام مصرية قالت إن أديب، الذي يقدم برنامجاً على قناة "إم بي سي مصر"، اصطدم بمؤخرة سيارة أخرى كانت محمَّلة بأسطوانات غاز، بسبب سوء الأحوال الجوية، وتم نقله إلى المستشفى بعد إصابته بكدمات في الضلوع.
وأظهر مقطع فيديو وصورٌ تداولها مصريون على شبكات التواصل الاجتماعي، تهشُّم الجزء الأمامي من سيارة أديب، كما ذكر الإعلام المصري أن سائق السيارة التي اصطدم بها أديب تم نقله إلى المستشفى أيضاً.
صباح الأربعاء، غادر أديب المستشفى، فيما بدأت الشرطة التحقيق في الحادث؛ لمعرفة المتسبب به.
من جانبه، نقل الصحفي المصري محمد صلاح، رسالةً من عماد أديب، شقيق عمرو، كان قد وصف فيها الحادث الذي تعرض له شقيقه بـ"المروع"، وقال إن "الله نجاه، وإنه في المستشفى يقوم بإجراء الأشعة؛ للتأكد من عدم وجود نزيف أو مضاعفات".