في ظل تنامي قلق دولي بشأن مصيرها، قالت الإمارات، الجمعة 19 فبراير/شباط 2021، إن الشيخة لطيفة (35 عاماً)، إحدى بنات حاكم دبي، تتلقى الرعاية في المنزل، وذلك عقب ساعات من مطالبة الأمم المتحدة من البلاد بدليل على أنها على قيد الحياة.
حيث قالت السفارة الإماراتية بلندن، في بيان، إن عائلة الشيخة لطيفة أكدت أنها تتلقى الرعاية في المنزل بدعم من عائلتها والأطباء، مؤكدةً أنها تواصل التحسن وتأمل أن تعود إلى الحياة الطبيعية في الوقت المناسب.
فيما رأت سفارة الإمارات أن التغطية الإعلامية "لا تعكس الوضع الحقيقي" للشيخة لطيفة.
إظهار دليل
في وقت سابق من الجمعة، قالت ليز ثروسيل المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في إفادة عبر الإنترنت من جنيف: "أثرنا مخاوفنا بشأن الوضع، في ضوء أدلة الفيديو المقلقة التي ظهرت هذا الأسبوع. طلبنا مزيداً من المعلومات والتوضيحات حول وضع الشيخة لطيفة الحالي"، منوهة إلى أن المفوضية اتصلت بالبعثة الدائمة للإمارات في جنيف، الخميس 18 فبراير/شباط الجاري.
إذ طلبت الأمم المتحدة أن تكون لرد الحكومة الإماراتية أولوية، فقد دعت إلى إظهار دليل على أنها على قيد الحياة؛ نظراً إلى المخاوف البالغة بشأن الشيخة لطيفة، وفقاً لما أوردته ثروسيل التي ذكرت أن المفوضية الأممية ستواصل مراقبة الوضع عن كثب.
كان ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قد أكد مؤخراً، خلال مؤتمر صحفي، أن فريق العمل التابع للأمم المتحدة والمعنيّ بحالات الاختفاء القسري، ينظر في مسألة "احتجاز" لطيفة آل مكتوم، المختفية منذ سنوات.
"رهينة في فيلا تحولت إلى سجن"
جاءت تلك التطورات في أعقاب قيام برنامج "بانوراما" للتحقيقات الاستقصائية الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، الثلاثاء 16 فبراير/شباط الجاري، بنشر مقطع فيديو للشيخة لطيفة، تقول فيه باللغة الإنجليزية إنها "رهينة في فيلا تحولت إلى سجن"، منوهة إلى أنها تعيش ظروفاً سيئة.
في مقطع الفيديو المُسرب أشارت لطيفة إلى أنها اضطُرت إلى تسجيله في الحمام، لأنه المكان الوحيد الذي يمكنها غلق الباب على نفسها فيه، موضحةً أن كل النوافذ مغلقة، ويوجد خمسة من رجال الشرطة بالخارج وشرطيتان بالداخل، وأنها تخشى على حياتها، ولا تعرف متى سيُطلق سراحها.
كان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد أعرب عن قلقه إزاء وضع الشيخة لطيفة، لافتاً إلى أن القضية يتم التحقيق فيها من قِبل مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وأضاف: "ما سنفعله هو الانتظار، وسنرى ما ستفعله الأمم المتحدة".
"أمر مقلق للغاية"
كما اعتبر وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، ما يحدث بحق لطيفة "أمر مقلق للغاية، وبإمكانكم أن تروا شابة في كرب شديد".
وسُئل الوزير البريطاني عما إذا كان يؤيد ضرورة أن تقدم الإمارات دليلاً على أن لطيفة على قيد الحياة؛ فقال لقناة سكاي نيوز التلفزيونية: "في ضوء ما شاهدناه، أعتقد أن الناس تريد على المستوى الإنساني أن ترى أنها على قيد الحياة وبخير".
يشار إلى أن قضية الشيخة لطيفة ظهرت عام 2018، بعد أن أخفقت محاولتها الفرار من الإمارات، التي تواجه اتهامات حقوقية بالتمييز ضد النساء وعدم تقبُّل أي من أشكال المعارضة.
فيما تقول تقارير، إن مصير لطيفة وعلاقتها المضطربة بوالدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي، ونائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد، يسلطان الضوء على شؤون أسرته وعلى حملة دولية لتحرير ابنته.
جدير بالذكر أنه في مارس/آذار الماضي، قال قاضٍ بالمحكمة العليا بلندن إنه قبل كحقائق مُثبتة، ما أوردته الأميرة هيا، زوجة الشيخ محمد السابقة، من أقوال خلال نزاع قضائي، وضمن ذلك أن الشيخ أمر بخطف لطيفة. ورفض محامو محمد بن راشد ما نُسب إليه.