قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، في تقرير لها، الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، إن هوس وإعجاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الكبير بألعاب الفيديو، دفعه إلى استثمار مبلغ مالي ضخم في أكبر الشركات الأمريكية التي تنشط في هذا المجال، إذ استحوذ صندوق الثروة السيادي السعودي، الذي يرأسه ولي العهد، على أكثر من 3 مليارات دولار من الأسهم في ثلاث شركات لصناعة ألعاب الفيديو في الولايات المتحدة، خلال الربع الرابع من العام الماضي.
وفق ما جاء في التقرير نفسه، فإن الأمر يتعلق بشركات Activision Blizzard وElectronic Arts وTake-Two Interactive Software.
ما قصة محمد بن سلمان مع ألعاب الفيديو؟
سنعود إلى عام 2016، حينها كان ولي العهد السعودي قد أخبَرَ وكالة Bloomberg الأمريكية أنه كان جزءاً من الجيل السعودي الأول الذي نشأ على ألعاب الفيديو.
كما نسب وليّ العهد الفضل إلى ألعاب الفيديو في إثارة الإبداع، بينما أخبَرَ مجلة The New Yorker الأمريكية في عام 2018، بأن اللعبة المفضَّلة لديه كانت سلسلة Call of Duty، اللعبة الأكثر مبيعاً لشركة Activision.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قالت شركةٌ تابعةٌ لمنظمة وليّ العهد الخيرية، مؤسَّسة محمد بن سلمان، إنها اشترت حصة الثلث في شركة SNK، المُطوِّر الياباني للعبة King of Fighters وSamurai Shodown، كما أكدت هذه المؤسَّسة الخيرية أنها ستزيد حصتها إلى 51% في المستقبل.
استثمارات ضخمة
بالإضافة إلى ذلك، استحوذ صندوق الثروة السيادي على 14.9 مليون سهم في Activision، بقيمةٍ سوقية تقارب 1.4 مليار دولار خلال الربع الرابع، وفقاً لنموذج 13F المُقدَّم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
إذ شملت مشترياتها الأخرى 7.4 مليون سهم في Electronic Arts، و3.9 مليون سهم في Take-Two، بقيمة 1.1 مليار دولار و836 مليون دولار على التوالي، في نهاية ديسمبر/كانون الأول.
هذا، وزادت أسهم جميع صانعي الألعاب الثلاثة منذ انتهاء الربع الثالث، إذ قفزت Activision بنحو 27%، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى تقرير الأرباح المتفائل في وقتٍ سابق من ذلك الشهر.
كما ارتفعت أسهم Electronic Arts بنسبة 12% تقريباً، فيما ارتفعت أسهم Take-Two بحوالي 18% منذ 30 سبتمبر/أيلول، وهو ما يعادل تقريباً إجمالي العائد بنسبة 17.7% لمؤشِّر S&P 500 القياسي.
ويُعَدُّ صندوق الاستثمارات العامة جزءاً أساسياً من خطة وليّ العهد لتنويع الاقتصاد السعودي من اعتماده على النفط، إذ قام الصندوق بالعديد من الاستثمارات البارزة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك حصةٌ تبلغ 4.4 مليار دولار في شركة Uber Technologies، والتزاماتٌ كبيرة لصندوق Vision التابع لمجموعة Softbank.
نحو 13 مليار دولار كاستثمارات في أمريكا
في السياق نفسه، وحسب موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكية، الأربعاء، فإن صندوق الثروة السيادية في السعودية، وهو من بين أكبر الصناديق في العالم، اشترى 7.4 مليون سهم بقيمة 1.06 مليار دولار في Electronic Arts، و14 مليون سهم بقيمة 1.4 مليار دولار في Activision Blizzard.
كما رفع صندوق الثروة إجمالي حيازاته من الأسهم الأمريكية، بما في ذلك حصص في Uber و Carnival وTake-Two Interactive إلى ما يقرب من 12.8 مليار دولار في الربع، ارتفاعاً من 7 مليارات دولار في الربع الثالث.
من أجل تنويع الاقتصاد
كانت الرهانات الكبيرة على ألعاب الفيديو أحدث إشارة على قيادة وليّ العهد، وياسر الرميان، محافظ الصندوق السيادي، لتحوُّلٍ قوي في استثمار المملكة لثروتها.
في الماضي، كان البنك المركزي السعودي يستثمر عائدات النفط الزائدة، ومعظمها في أصولٍ سائلة مستقرة مثل سندات الخزانة الأمريكية. وقال الرميان في ديسمبر/كانون الأول، إن المملكة فوَّتَت فرصةً لشراء أسهم رخيصة خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008.
لكن المملكة كانت مستعدةً للاستفادة من الركود في الأسواق أوائل العام الماضي، حين تسبَّبَت جائحة فيروس كورونا المُستجد في تدهور الأسهم.
وتلقَّى صندوق الاستثمارات العامة تحويلاً بقيمة 40 مليار دولار من احتياطيات الدولة، في مارس/آذار، لتمويل موجة من الأنشطة التي أدَّت إلى شراء الصندوق حصصاً من شركاتٍ، من بينها شركة فيسبوك. وبحلول نهاية يونيو/حزيران، باعت المملكة معظم تلك الرهانات.