كوريا الشمالية حاولت سرقة لقاح فايزر.. مخابرات سيول اتهمتها باختراق مختبرات الشركة إلكترونياً

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/16 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/16 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش
لقاح فايزر المضاد لكورونا طورته شركة بيونتيك - تعبيرية - رويترز

قال جهاز المخابرات الكوري الجنوبي، الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2021، إن كوريا الشمالية حاولت سرقة معلومات بخصوص لقاح فايزر، الواقي من فيروس كورونا، عن طريق اختراق الشركة إلكترونياً، حسبما ذكر نائب برلماني مطلع.

فقد زادت عمليات التجسس الإلكتروني التي تستهدف هيئات صحية وخبراء لقاحات وشركات أدوية خلال جائحة فيروس كورونا، مع تهافُت مجموعات قرصنة مدعومة من دول على اقتناص أحدث الأبحاث والمعلومات المتعلقة بالمرض.

محاولة سرقة معلومات عن لقاح فايزر

قال ها تاي-كيونج، وهو نائب معارض في لجنة المخابرات بالبرلمان، إن شركة الأدوية العملاقة كانت بين الهيئات التي تم اختراقها في محاولة سرقة معلومات عن اللقاحات والعلاجات، وأضاف "كانت هناك محاولات لسرقة لقاح فايزر وتقنية العلاج خلال هجمات إلكترونية تم خلالها اختراق فايزر".

في تصريحات للصحفيين بعد إحاطة من الجهاز لم يتطرق النائب إلى توقيت أو نجاح المحاولة، وفقاً لما يتضح من نص تصريحاته التي اطلعت عليها رويترز. وأكد مكتبه التصريحات دون الخوض في تفاصيل. ولم تصدر مقارّ شركة فايزر في آسيا وكوريا الجنوبية تعليقاً.

فيما كان متسللون يُعتقد أنهم كوريون شماليون قد حاولوا، العام الماضي، اختراق أنظمة ما لا يقل عن تسع شركات للرعاية الصحية، مثل جونسون آند جونسون ونوفافاكس وأسترازينيكا.

كما قال جهاز المخابرات العامة في كوريا الجنوبية، إنه أحبط محاولات جارتها لاختراق شركات كورية جنوبية عاكفة على تطوير لقاحات فيروس كورونا. وقال خبراء في مجال الصحة، إن قراصنة كوريا الشمالية قد يكونون راغبين في بيع البيانات المسروقة، لا في استخدامها لتطوير لقاح محلي.

لكن كوريا الشمالية ليست الوحيدة المتهمة

فقد ذكرت تقارير سابقة أن قراصنة ترعاهم الدولة من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، ينخرطون في محاولات حثيثة لسرقة أسرار لقاح كورونا، فيما وصفه خبراء الأمن بـ"حرب ملكية فكرية"، في  الوقت الذي ينتظر فيه العالم اللقاح لوضع حدّ للجائحة التي تتزايد خسائرها يومياً. 

يُتهم قراصنة هذه البلدان بمحاولة الحصول على نتائج التجارب مبكراً، وسرقة معلومات حساسة تخص إنتاج لقاح فيروس كورونا بكميات كبيرة، في وقتٍ اقتربت فيه الموافقة على إنتاج عدد من اللقاحات للجمهور، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. 

يقول آدم مايرز، نائب الرئيس الأول في شركة Crowdstrike المتخصصة في أمن تكنولوجيا المعلومات، إن دولاً من بينها روسيا والصين، شاركت في اختراق شركات وهيئات غربية "على مدار العشرين عاماً الماضية"، ولكنها منذ مارس/آذار 2020 "أصبحت تركز على موضوع واحد"، في إشارة إلى فيروس كورونا. 

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون - رويترز
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون – رويترز

مايرز أضاف أن "ما تراه هنا أحدث مرحلة في حرب الملكية الفكرية الدائرة منذ أمد طويل، ولكنها مرحلة حساسة لأطرافها. إذ أصبح من يمكنه تطوير اللقاحات أولاً مصدر فخر وطني".

غير أن جميع الدول المتهمة نفت تورطها في محاولات القرصنة، إذ قالت روسيا إنها "لا علم لها" بمحاولات القرصنة، فيما دافعت الصين عن نفسها بالقول إن أبحاث اللقاحات التي تجريها في مرحلة متقدمة، وليست مضطرة لسرقة ما يفعله الآخرون. وتنفي إيران الاشتراك في حرب إلكترونية كذلك.

لكن خبراء في القطاعين الخاص والعام يدفعون بخلاف ذلك، قائلين إن مجموعات القراصنة التي ترعاها الدولة عادةً ما تربطها علاقات بالتجسس أو وكالات الدفاع. 

استهداف أبحاث اللقاحات الخاصة بكورونا

من جانبه قال المركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة، هذا العام، إن مختبرات أبحاث لقاح كورونا كانت مستهدفة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، من قراصنة مجموعة Cozy Bear الروسية، التي ترعاها الدولة، والمرتبطة بوكالة الأمن الداخلي FSB.

يضيف الخبراء الغربيون أن الهجمات تأتي بشكل متكرر من الصين وإيران وكوريا الشمالية. وفي سبتمبر/أيلول 2020، اتهمت إسبانيا قراصنة صينيين بسرقة أسرار أبحاث كوفيد من مختبراتها في حملة "شديدة الشراسة".

كذلك اتُّهم قراصنة مرتبطون بإيران بمحاولة سرقة أسرار من شركة الأدوية الأمريكية Gilead Research، في مايو/أيار 2020، باستخدام صفحة تسجيل دخول بريد إلكتروني زائفة، في إحدى المرات، سعياً لدفع مسؤول تنفيذي كبير للسماح بمرورهم إلى أنظمة الشركة.

تشير مصادر بريطانية نقلت عنهم The Guardian، إلى أنها لا تعتقد أن هذه المحاولات نجحت في اختراق أهداف بريطانية -رغم استحالة إثبات هذا التأكيد- لكن من المسلم به أن بعض الهجمات الإلكترونية نجحت في مناطق متفرقة من العالم.

غير أن هؤلاء القراصنة تحولوا لاستهداف أساليب الإنتاج والبيانات المتعلقة بنجاح التجارب. وهذه المعلومات تعتبر ذات أهمية كبيرة، حيث يجري تجهيز عدد من اللقاحات للتداول على مستوى العالم.

تحميل المزيد