قال تقرير نشرته صحيفة New York Times الأمريكية يوم الإثنين 15 فبراير/شباط 2021 نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين إن إيران هي التي تقف وراء إنشاء خلية من 15 شخصاً ألقي القبض عليهم في إثيوبيا بتهم التخطيط لاستهداف السفارة الإماراتية.
إثيوبيا من جانبها سبق أن أعلنت في الأيام القليلة الماضية عن توقيف خلية كانت تسعى إلى إحداث فوضى في العاصمة أديس أبابا، وقد عثر معهم على مخزن أسلحة ومتفجرات، وقد زعم البلد الإفريقي أن الخلية كانت تستهدف مصالح أبوظبي.
إيران واستهداف الإمارات في إثيوبيا
في المقابل يقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن طهران دفعت بالخلية منذ الخريف الفائت وطلبت منها جمع المعلومات الاستخباراتية عن سفارات الولايات المتحدة وإسرائيل أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك فقد زعم المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن توقيف الخلية في إثيوبيا كان جزءاً من حملةٍ أوسع للبحث عن أهدافٍ تخص إيران في دول إفريقية، إذ تحاول طهران الانتقام لمقتل العالم النووي محسن فخري زادة، الذي يُقال إنّه قُتِلَ على يد إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني، واللواء قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في العراق قبل عامٍ تقريباً.
من ناحية أخرى فقد أكدت مديرة استخبارات قيادة البنتاغون في إفريقيا الأدميرال هايدي بيرغ هذه الرواية وقالت إن طهران مسؤولة عن الـ15 شخصاً الذين جرى اعتقالهم في إثيوبيا.
رفض إيران مزاعم أمريكا
في المقابل رفضت إيران هذه الاتهامات، إذ قالت المتحدثة باسم السفارة الإيرانية في أديس أبابا: "هذه المزاعم التي لا أساس لها لم تُروّج لها سوى وسائل الإعلام الخبيثة التابع للنظام الصهيوني. ولم تقل إثيوبيا أو الإمارات شيئاً عن التدخل الإيراني في تلك القضايا".
من ناحية أخرى فإن جهاز المخابرات والأمن الوطني الإثيوبي كشف عن مجموعة ثانية من المتآمرين كانت تُخطّط لضرب السفارة الإماراتية في الخرطوم بالسودان.
فيما أكد مسؤولٌ سوداني تلك الرواية.
في المقابل فقد ربط مسؤولٌ دفاعي أمريكي بارز الاعتقالات في إثيوبيا بخطةٍ إيرانية فاشلة لقتل السفير الأمريكي في جنوب إفريقيا، وهي الخطة التي وردت في تقارير مجلة Politico الأمريكية في سبتمبر/أيلول 2020.
المسؤولون الأمريكيون والسودانيون قرروا طرح أزمة الخلية الإيرانية على طاولة النقاش بين البلدين، لكن في إطار من السرية، نظراً لحساسيتها الدبلوماسية والاستخباراتية.
أزمة سياسات بايدن تجاه إيران
اعتقالات إثيوبيا تتزامن مع تزايد الحساسية السياسية داخل إيران والولايات المتحدة، في ظل الحديث عن سياسات مرتقبة لبايدن تجاه طهران، وما إذا كان البيت الأبيض سيعيد إحياء الاتفاق النووي من عهد أوباما، الذي تخلى عنه دونالد ترامب عام 2018.
ومما زاد الضغوطات على الرئيس بايدن أنّ وزير المخابرات الإيراني اقترح أنّ بلاده قد تسعى إلى الحصول على أسلحةٍ نووية في حال عدم رفع العقوبات الأمريكية قريباً.
في المقابل ورغم كل جهودها، لم تفِ إيران بوعودها بالانتقام لخسائرها رفيعة المستوى حتى الآن، باستثناء هجومٍ صاروخي على القوات الأمريكية في العراق شهر يناير/كانون الثاني عام 2020 بعد أيام من مقتل سليماني.
ديفيد ميلر، خبير السياسة الخارجية، كشف أن أي خطة لضرب الإمارات، حسب الرواية الإثيوبية، ستكون خياراً غريباً بالنظر إلى احتمالية تقويضها الدبلوماسية النووية المفترضة لبايدن مع إيران.
من جانبه قال بروس ريدل، ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق: "تُعتبر إفريقيا مكاناً سهلاً نسبياً للعمل فيه، خاصةً أنّ إثيوبيا منشغلةٌ بالفعل بقضايا أخرى".
حلقات القط والفأر بين إيران وإسرائيل
من ناحية أخرى فإن الخلية الإثيوبية، تعتبر حلقة في سلسلة حلقات القط والفأر بين عملاء إيران وإسرائيل على الأراضي الإفريقية في السنوات الأخيرة. وفي أماكن أخرى من إفريقيا يقول مسؤولو الاستخبارات الأمريكية إنّهم عادةً ما يُطلعون الدول الصديقة على الأنشطة الإيرانية المشتبه بها.
كينيا شهدت أيضاً حوادث شبيهة، فقد سبق أن قُبِض على إيرانيَين عام 2012 مشتبهٌ في حيازتهما لـ15 كيلوغراماً من المتفجرات، ويقضيان الآن حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً.
المسؤولون الكينيون كشفوا أن الرجلين أعضاء في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، فيما قال محاموهما إنّهما خضعا للاستجواب بواسطة رجال المخابرات الإسرائيلية وهما في حيازة كينيا.
كذلك وبعد أربع سنوات في عام 2016، رحّلت كينيا إيرانيين قُبِضَ عليهما خارج السفارة الإسرائيلية بتهم حيازة مقاطع مصورة للسفارة الإسرائيلية لكن إيران نفت قيامهما بأي شيء وقالت إنهما مجرد أكاديميين يستقلان سيارة دبلوماسية إيرانية.