قالت صحيفة The Independent البريطانية، الثلاثاء 16 فبراير/شباط 2021، إن أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس النواب، ممن أيدوا جهود دونالد ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات، أشاروا في رسالة بعثوا بها إلى نانسي بيلوسي، إلى أن رئيسة مجلس النواب مسؤولة جزئياً عن الإخفاقات الأمنية أثناء الاقتحام العنيف لمبنى الكابيتول الأمريكي، يوم 6 يناير/كانون الثاني، الذي عبث مثيرو الشغب المؤيدون لترامب خلاله بمكتبها.
اتهامات وانتقادات من الجمهوريين لبيلوسي
أعضاء الكونغرس جيم جوردان وديفين نونيس ورودني ديفيز وجيمس كومر طالبوا بإجابات عن أسئلتهم المتعلقة بـ"مسؤوليتها عن أمن الكابيتول"، وانتقدوا "تركيزها المُبالَغ فيه على مخاوف أمن داخلي مفبركة"، في رسالة تتهمها بقيادة "تمثيلية سياسية" بعد دعمها تركيب أجهزة كشف المعادن في مبنى الكابيتول.
إذ كتب الأعضاء الجمهوريون في رسالتهم، الإثنين 15 فبراير/شباط 2021: "مضت خمسة أسابيع منذ الهجوم على مبنى الكابيتول، ولا تزال العديد من الأسئلة المهمة عن مسؤوليتك عن أمن الكابيتول بلا إجابة".
كما أشار النواب إلى أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي متورطة في رفض طلبات رئيس شرطة الكابيتول آنذاك، ستيف سوند، بتلقي دعم من قوات الحرس الوطني الأمريكي، رغم إشارة ضابط النظام لمجلس النواب آنذاك بول إيرفينغ إلى أنه لم يناقش ذلك معها.
وقال سوند لصحيفة The Washington Post، إن طلباته بالحصول على مساعدة أمنية رُفضت أو أُجلت ست مرات قبل أو أثناء الهجوم. ورفض ضابطا النظام في مجلس النواب ومجلس الشيوخ وكذلك وزارة الدفاع طلباته، وفقاً لسوند.
"يحاولون تجنيب ترامب المسؤولية"
فيما قال درو هاميل، رئيس موظفي مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في تصريح لمجلة Forbes، إن رسالة أعضاء الكونغرس "محاولة حزبية واضحة لتحميل رئيسة مجلس النواب المسؤولية"، في محاولة لصرف الانتباه عن دورهم في دعم مزاعم الرئيس السابق الكاذبة بتزوير الانتخابات التي غذّت هذا الهجوم.
هاميل قال: "من الواضح أن هؤلاء الأعضاء يحاولون تجنيب دونالد ترامب مسؤولية هجوم الكابيتول. وننتظر من هؤلاء الأعضاء توجيه الأسئلة نفسها لزعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل".
ولكن لم يطرح أيٌّ من هؤلاء الأعضاء أو نظرائهم في مجلس الشيوخ أسئلة مماثلة على زعيم الجمهوريين.
واتهم عضو الكونغرس آندي بيغز، وهو أحد الجمهوريين الذين تربطهم صلات بمُنظِّمي تجمعات "أوقفوا السرقة" التي سبقت أعمال الشغب، رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي "بالتهرب من أسئلة مشروعة" متعلقة بأمن الكابيتول.
وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قد أعلنت يوم الإثنين عن خطط لتشكيل لجنة مستقلة "للتحقيق في الحقائق والأسباب" المحيطة بالهجوم على مبنى الكابيتول، و"تعطيل التداول السلمي للسلطة" خلال الجلسة المشتركة للكونغرس، للمصادقة على نتائج الانتخابات في 6 يناير/كانون الثاني.
لجنة مستقلة للتحقيق في حادثة اقتحام الكونغرس
وبعد يوم من تبرئة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ثاني محاكمة له في مجلس الشيوخ، أبدى مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعمهم لتشكيل لجنة مستقلة، على غرار لجنة هجمات 11 سبتمبر/أيلول، للتحقيق في الاقتحام العنيف للكونغرس الأمريكي.
فيما لم يغلق ملف اقتحام الكونغرس، ولم يُخفف حكم مجلس الشيوخ يوم السبت، 13 فبراير/شباط، بتبرئة ترامب من الجدل الدائر حول مسؤوليته عن هجوم 6 يناير/كانون الثاني.
صحيفة The Independent البريطانية قالت إن مشرعين من الحزبين قالوا في حديثهم إلى برامج إخبارية، الأحد 14 فبراير/شباط 2021، إن إجراء المزيد من التحقيقات مرجح.
فيما قال سيناتور لويزيانا بيل كاسيدي، أحد الجمهوريين السبعة الذين صوتوا لإدانة ترامب: "لا بد من فتح تحقيق كامل فيما حدث، وفيما كان معروفاً، ومَن عرفه، ومتى عرفه، وكل ذلك، لأن هذا يبني الأساس لعدم حدوثه مرة أخرى"، وأضاف كاسيدي أنه "يحاول محاسبة الرئيس ترامب"، مشيراً إلى أنه حين يسمع الأمريكيون كل الحقائق، "فسيتبنّى المزيد منهم موقفي". وكان الحزب في ولايته قد وجّه له اللوم بعد تصويته لصالح إدانة ترامب.
وكان قد تقرر بالفعل فتح تحقيق في أعمال الشغب، وعقد جلسات استماع في مجلس الشيوخ في أواخر هذا الشهر في لجنة القواعد بمجلس الشيوخ، وطلبت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، من الجنرال المتقاعد راسل أونوريه الإشراف على مراجعة فورية للإجراءات الأمنية في مبنى الكابيتول.