بعد يوم من تبرئة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ثاني محاكمة له في مجلس الشيوخ، أبدى مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي دعمهم لتشكيل لجنة مستقلة على غرار لجنة هجمات 11 سبتمبر/أيلول للتحقيق في الاقتحام العنيف للكونغرس الأمريكي.
فيما لم يغلق ملف اقتحام الكونغرس ولم يخفف حكم مجلس الشيوخ يوم السبت 13 فبراير/شباط بتبرئة ترامب من الجدل الدائر حول مسؤولية الرئيس السابق عن هجوم 6 يناير/كانون الثاني.
لجنة مستقلة للتحقيق في اقتحام الكونغرس
صحيفة The Independent البريطانية قالت إن مشرعين من الحزبين، قالوا في حديثهم إلى برامج إخبارية الأحد 14 فبراير/شباط 2021، إن إجراء المزيد من التحقيقات مرجح.
فيما قال سيناتور لويزيانا بيل كاسيدي، أحد الجمهوريين السبعة الذين صوتوا لإدانة ترامب: "لا بد من فتح تحقيق كامل في ما حدث. وفي ما كان معروفاً، ومن عرفه ومتى عرفه، وكل ذلك، لأن هذا يبني الأساس لعدم حدوثه مرة أخرى"، وأضاف كاسيدي أنه "يحاول محاسبة الرئيس ترامب"، مشيراً إلى أنه حين يسمع الأمريكيون كل الحقائق، "فسيتبنى المزيد منهم موقفي". وكان الحزب في ولايته قد وجه له اللوم بعد تصويته لصالح إدانة ترامب.
وكان قد تقرر بالفعل فتح تحقيق في أعمال الشغب، وعقد جلسات استماع في مجلس الشيوخ في أواخر هذا الشهر في لجنة القواعد بمجلس الشيوخ، وطلبت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا، من الجنرال المتقاعد راسل أونوريه الإشراف على مراجعة فورية للإجراءات الأمنية في مبنى الكابيتول.
لجنة شبيهة بالتي حققت في هجمات 11 سبتمبر
وتشكيل لجنة مستقلة على غرار اللجنة التي حققت في هجمات 11 سبتمبر/أيلول سيتطلب تشريعاً على الأرجح. وقد يساهم ذلك في دعم التحقيق بتقديم وصف حاسم مدعوم من الحكومة للأحداث. وأعربت نانسي بيلوسي عن دعمها لمثل هذه اللجنة في الوقت الذي أكدت فيه أن الأعضاء الذين سيشاركون فيها سيكونون عنصراً رئيسياً. على أن هذه اللجنة قد تزيد من حدة الانقسامات الحزبية أو تعطل الأجندة التشريعية للرئيس جو بايدن.
فيما يقول السيناتور الديمقراطي كريس كونز (من ولاية ديلاوير)، أحد حلفاء بايدن: "توجد المزيد من الأدلة التي يستحق الشعب الأمريكي الاستماع إليها، ولجنة على غرار لجنة 11 سبتمبر/أيلول وسيلة نضمن بها تأمين مبنى الكابيتول في المستقبل، ونكشف بها إلى أي مدى انتهك الرئيس ترامب قسمه الدستوري ومدى مسؤوليته عما حدث".
أما المدعون العامون في مجلس النواب، والذين دافعوا عن إدانة ترامب بالتحريض على أعمال الشغب، قالوا يوم الأحد إنهم أثبتوا حجتهم. وهاجموا أيضاً زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، وآخرين قالوا إنهم "يحاولون الجمع بين ضدين" بامتناعهم عن إدانة الرئيس السابق وانتقاده في الوقت نفسه.
وكان حليف ترامب المقرب، السيناتور ليندسي غراهام الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، قد صوت لصالح التبرئة لكنه أقر بأن ترامب يتحمل بعض المسؤولية عن حصار الكابيتول الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، منهم ضابط شرطة، وتعطُّل مصادقة المشرعين على فوز بايدن في البيت الأبيض.
إذ قال غراهام: "سلوكه بعد الانتخابات كان مبالغاً فيه. ونحن بحاجة إلى لجنة شبيهة بلجنة 11 سبتمبر/أيلول لمعرفة ما حدث وضمان عدم حدوثه مرة أخرى".
تبرئة ترامب
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد برَّأ، السبت، الرئيس السابق دونالد ترامب، من تهمة التحريض على اقتحام الكونغرس إذ جاء تصويت مجلس الشيوخ، بأغلبية 57 صوتاً مقابل 43 صوتاً، وهو أقل من أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة ترامب بتهمة التحريض على التمرد، بعد محاكمة استمرت خمسة أيام في المبنى نفسه الذي تعرض للاقتحام من قِبل أنصاره، بعد وقت قصير من سماعهم إياه يوجه خطاباً تحريضياً.
يشار إلى أنه قد انضم سبعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الخمسين إلى الديمقراطيين الموحدين في المجلس لصالح الإدانة.
وجاء هذا القرار على الرغم من تقديم مشرّعين ديمقراطيين حججهم النهائية، لإقناع الجمهوريين المتشككين، في مجلس الشيوخ بإدانة ترامب بالتحريض على أعمال الشغب التي شهدها مبنى الكونغرس (الكابيتول).
إذ حثَّ مشرعون ديمقراطيون من مجلس النواب، في ختام جلسات المساءلة أعضاء مجلس الشيوخ على محاسبة ترامب على أحداث التمرد التي جرت بينما كان نائبه آنذاك مايك بنس وأعضاء الكونغرس يعقدون جلسة للتصديق حينها على فوز الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة.
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال العشرات من المقتحمين.