استمراراً لانتهاكاتها المتواصلة بحق مسلمي الروهينغا، ستبدأ بنغلادش خلال اليومين المقبلين نقل ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف لاجئ من الأقلية المسلمة إلى جزيرة نائية تضربها أعاصير وفيضانات متواصلة في خليج البنغال، ضاربة عرض الحائط بالانتقادات والإدانات الحقوقية التي تتعرض لها من وقت لآخر.
تعد تلك المجموعة هي الإضافة الأحدث، حيث سبقتها وقائع أخرى مماثلة.
حيث قال الكومودور البحري، راشد ستار، من الجزيرة، اليوم الأحد 14 فبراير/شباط 2021، إنه سيتم نقل اللاجئين الروهينغا إلى جزيرة بهاسان شار بحراً يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز.
كانت داكا قد نقلت نحو سبعة آلاف شخص إلى جزيرة بهاسان شار منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول من المخيمات على الحدود مع ميانمار المجاورة ذات الأغلبية البوذية، حيث يعيش أكثر من مليون لاجئ من الروهينغا، الأقلية المسلمة المضطهدة في بورما، في أكواخ متداعية على سفوح التلال، وفي شبكة من المخيمات البائسة جنوبي بنغلاديش.
"الترحيل قسراً"
تقول منظمات حقوقية دولية، بينها "هيومن رايتس ووتش" والعفو الدولية، إن بعض اللاجئين يجبرون على الرحيل، لكن وزير خارجية بنغلاديش أبو الكلام عبدالمؤمن نفى ذلك في تصريحات سابقة، واصفاً تلك الاتهامات بأنها كاذبة، على حد قوله.
المنظمات نفسها أكدت أن "حكومة بنغلاديش قررت نقل حوالي 23 ألف أسرة متطوعة إلى "باسان شار"، حيث عزت الحكومة هذا القرار إلى ما وصفته بمخاطر الانهيارات الأرضية في المخيمات التي أقيمت على سفوح التلال "والمكتظة" بالسكان، زاعمة أن هؤلاء اللاجئين قالوا إنهم سيكونون في "وضع أفضل" على الجزيرة.
إلا أن بعض الأفراد من من المجموعة الأولى للروهينغا في أوخيا، حيث يقع المخيم المؤقت، والذين تعرضوا للترحيل، كشفوا أنهم نزحوا قسراً على غير إرادتهم.
في حين رفضت الحكومة مخاوف بشأن سلامة اللاجئين في هذه الجزيرة، منوهة إلى قيامها ببناء تحصينات ضد الفيضانات، بالإضافة إلى تسكين 100 ألف شخص وبناء مستشفيات ومراكز للأعاصير.
يشار إلى أن بنغلادش تعرضت لانتقادات بسبب عدم تشاورها مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهيئات إغاثة أخرى بشأن نقل اللاجئين.
إذ أكد مكتب الأمم المتحدة في بنغلاديش، في بيان سابق أنه "لا يشارك" في عمليات النقل هذه، التي يتلقَّى "معلومات قليلة" بشأنها، مشدداً على أن اللاجئين "يجب أن يكونوا قادرين على اتخاذ قرار حر ومبني على الوقائع بشأن إعادة توطينهم".
جدير بالذكر أن المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين تقدر عدد الروهينغا الذين يعيشون في بنغلاديش في مخيمات قريبة من الحدود مع بورما بـ860 ألفاً.
ولجأ نحو 150 ألفاً أيضاً إلى دول أخرى في المنطقة، بينما ما زال 600 ألف يعيشون في بورما.
كان التدفق الهائل للاجئين قد أدى إلى إنشاء مخيمات تعاني من البؤس الذي تفاقم مع انتشار فيروس كورونا المستجد وسمح بازدهار تهريب المخدرات.
وازدادت عملية إعادة مواطني الروهنغيا إلى وطنهم ميانمار صعوبة بعد ما شهدته البلاد من انقلاب عسكري نفذه قادة بالجيش في 1 فبراير/شباط الجاري.