في خطوة ليست في صالح دونالد ترامب، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي، السبت 13 فبراير/شباط 2021، على قبول شهادة النائبة عن الحزب الجمهوري، جيمي هيريرا باتلر، باعتبار ذلك دليلاً في محاكمة الرئيس السابق التي تجري في قضية مساءلته.
شهادة النائبة باتلر، وهي عضوة بمجلس النواب عن الحزب الجمهوري، جاءت في هيئة بيان أرسلته إلى المجلس، قالت من خلاله إن كيفن مكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، تحدَّث معها عن اتصال هاتفي أجراه مع ترامب في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، خلال اقتحام مئات من أنصار الرئيس السابق مقر الكونغرس، قال فيه ترامب: "حسناً يا كيفن، أظن أن هؤلاء الناس مستاؤون من (نتيجة) الانتخابات أكثر منك".
محامو ترامب يحاولون تبرئته
في السياق ذاته بدأ محامو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الجمعة، تقديم دفوعهم لتبرئته، وقالوا إن مساءلته "انتقام سياسي" من قِبل الديمقراطيين.
كما قال فريق الدفاع عن ترامب، إن خطابه محميٌّ بضمان الحق في حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأمريكي، وإن فريق الادعاء لم يربط بشكل مباشر بين ترامب والأعمال التي قام بها مثيرو الشغب.
من جانبه قال مايكل فان دير فين، المحامي في فريق الدفاع عن ترامب، إن "موضوع المساءلة أمام مجلس الشيوخ إجراء غير عادل وغير دستوري بشكل صارخ وعمل من أعمال الانتقام السياسي".
كما أكمل فريق الادعاء من الديمقراطيين عرض القضية، قائلاً إن ترامب كان على علم بما سيحدث عندما حض المؤيدين، في السادس من يناير/كانون الثاني، على التوجه إلى مبنى الكونغرس و"القتال بضراوة" عندما كان أعضاء الكونغرس في جلسة للتصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، وأضاف أنه تجب محاسبة الرئيس الجمهوري السابق.
مزاعم ترامب بخصوص فوز بايدن
في المقابل يزعم ترامب أن فوز بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني كان نتيجة فساد على نطاق واسع.
إذ قال فان دير فين، إن مجمل تصريحات ترامب لمؤيديه تمثلت في أن العملية الديمقراطية سوف تسير وفقاً لنص القانون وينبغي أن تسير كذلك. وأضاف: "هذه ليست كلمات شخص يحرِّض على تمرد عنيف".
من ناحية أخرى وجَّه مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون، الاتهام إلى ترامب في 13 يناير/كانون الثاني، بالتحريض على التمرد، إلا أنه من غير المرجح أن يتمكن الديمقراطيون من حشد التأييد الكافي لإدانة لترامب ومنعه من تولي منصب عام، مرة أخرى.
لكن في المقابل تستلزم إدانة ترامب موافقة ثلثي أعضاء المجلس، وهو ما يعني ضمان تأييد 17 عضواً جمهورياً على الأقل رغم استمرار شعبيته بين الناخبين الجمهوريين.
تعليق بايدن على المحاكمة
من جانبه قال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض، الجمعة: "أنا منزعج مما يقوم به أصدقائي من الجمهوريين".
أما إذا ما تمت تبرئة ترامب، فإنه من الممكن لمجلس الشيوخ أن يقرر توجيه توبيخ له أو حتى أن يصوّت لمنعه من تولي أي منصب عام، مرة أخرى. وعند سؤاله، الخميس، عما إذا كان الخيار الثاني متاحاً، قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إن مثل هذا القرار ينبغي أن ينتظر حتى تنتهي المحاكمة.
يُذكر أن ترامب هو أول رئيس أمريكي تجري مساءلته مرتين، وأول من يواجه محاكمة بعد تركه منصب الرئيس. وكانت أول محاكمة لمساءلته، والتي استندت إلى سعيه للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن، قد انتهت بتبرئته قبل عام في مجلس الشيوخ الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون آنذاك.