تواجه زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبان، اليوم الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021 القضاء بتهمة انتهاك قوانين بث خطاب الكراهية، وذلك بعد نشرها صوراً "عنيفة" عن تنظيم داعش في ديسمبر/كانون الأول من العام 2015.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن لوبان كانت قد نشرت في وقت سابق تلك الصور بعد أسابيع قليلة من مقتل 130 شخصاً في باريس جراء هجمات دموية تبناها التنظيم؛ إذ شاركت لوبان تلك الصور بعدما شبه أحد الصحفيين حزبها "التجمع الوطني" بتنظيم الدولة، لترد عليه بنشر صور عدة منها للصحفي الأمريكي، جيمس فولي، الذي قتل على يد داعش، وللطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرقه عناصر تنظيم داعش في سوريا، وكتبت في تغريدتها تعليقاً على تلك الصور "هذا هو داعش".
صورة داعش ورطت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا
ولاحقاً، حذفت لوبان صورة الصحفي الأمريكي بعدما أثار نشرها غضب والديه اللذين، اتهماها بمحاولة استغلال مأساة ابنهما في قضايا سياسية، ولكن زعيمة اليمين المتطرف ردت عليهما بأنها لم تكن تعلم هوية نجلهما وأنها عثرت على صورته عبر بحثها في جوجل.
وفي عام 2018 اتهمها قاض فرنسي بكسر قانون يمنع من نشر "رسائل عنيفة تحرض على الإرهاب أو المواد الإباحية أو التي تضر بشكل خطير بالكرامة الإنسانية" ويمكن أن يراها أطفال، وأمر ببدء محاكمتها في العام الماضي، قبل أن يجري تأجيلها بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفي حال جرت إدانة لوبان، فإنها مهددة بالسجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات وغرامة قدرها 75 ألف يورو (90 ألف دولار).
تعليق مارين لوبان
وتعليقاً على ذلك، قالت مارين لوبان إنها ضحية مطاردة سياسية، مشيرة إلى أنها رفضت أمراً بالخضوع لاختبارات نفسية كجزء من التحقيق بعد أن جرى تجريدها من حصانتها البرلمانية.
وفي نفس السياق، أوضح محاميها، دافيد داسا لو ديست، أن "مارين لوبان لم يكن لديها نية لتعريض أي قاصر للخطر، وأنها كانت ترد على هجوم استفزازي من قبل صحفي"، فيما اتهم، لو ديست، المدعين بـ"التمييز" من خلال "تشويه روح ونص القانون لتقييد حرية لوبان في التعبير".
ومنذ توليها رئاسة الحزب اليميني المتطرف في فرنسا من والدها، ترشحت لوبان مرتين للرئاسة الفرنسية، وأظهرت الاستطلاعات الأخيرة أنها أقرب من أي وقت مضى إلى مبتغاها.
وأثار ذلك التكهنات حول ما إذا كانت الشعبوية المناهضة للاتحاد الأوروبي والمناهضة للهجرة يمكنها أخيراً دخول قصر الإليزيه.
مناظرة مرتقبة
يوم الخميس، من المقرر أن تجري مناظرة تلفزيونية في وقت الذروة مع وزير داخلية ماكرون جيرالد دارمانين، والتي ستتم مراقبتها عن كثب بعد أن انتقد النقاد أداءها في المناظرة ضد ماكرون قبل تصويت 2017.
وتوقع استطلاع للرأي أجرته شركة "هاريس إنترأكتيف" ونشرته عدة صحف أن تنهزم لوبان بصعوبة أمام ماكرون في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية المقبلة بحصولها على 48% من الأصوات، وقالت لوبان في مؤتمر صحفي الجمعة "إن فرضية انتصاري ذات مصداقية وحتى معقولة".
لكن ينبه خبراء إلى أن الوقت ما زال مبكراً للحكم على استطلاعات الرأي. ولم تتوقع أي مؤسسة فوز ماكرون عام 2017 إلا قبل فترة قصيرة من موعد الاقتراع.