كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، نقلاً عن تقرير استقصائي لصحيفة The New York Times، أن آلان ديرشوفيتز، المحامي الأمريكي المعروف والمقرب من ترامب، عمل بجهد قبل الانتخابات الأمريكية للإفراج عن المستشار السابق لولي عهد أبوظبي، جورج نادر، حتى يكلفه بمباحثات دبلوماسية كانت جارية وقتها بين تل أبيب وأبوظبي بشأن اتفاق التطبيع.
مهمة خاصة لجورج نادر!
الصحيفة الأمريكية قالت إن ديرشوفيتز أخبر ممثلي نادر القانونيين أنه قد تواصل مع مسؤولين في الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية لمعرفة ما إذا كانوا يؤيدون تخفيف عقوبة موكِّلهم البالغة 10 سنوات لإدانته بتهمٍ عدة، منها حيازة مواد إباحية للأطفال والمتاجرة الجنسية بقاصرين، إذا كان سيساعد في المفاوضات التي أفضت بعد ذلك إلى صفقة التطبيع الإسرائيلية الإماراتية.
وكان نادر البالغ من العمر 61 عاماً قد عمل في السابق كنقطة اتصالٍ رئيسية بين أعضاء في الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من جانب، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي كان قد عمل له فيما مضى مستشاراً سياسياً كبيراً من الجانب الآخر، بحسب تقرير الصحيفة الأمريكية.
وبموجب خطة ديرشوفيتز التي كشف عنها تحقيق الصحيفة الأمريكية، كان من المقرر أن "يرحل نادر بمبادرة ذاتية منه" بعد إطلاق سراحه من سجن فرجينيا المحتجز فيه، مستخدماً طائرة خاصة قدَّمتها الإمارات التي يحمل رجل الأعمال اللبناني الأمريكي جنسيتها أيضاً.
ويتابع تقرير الصحيفة بالإشارة إلى أنه في أواخر عام 2015، كان نادر قد نظّم اجتماعاً سرياً لقادة عرب على متن يخت في البحر الأحمر، حيث اقترح عليهم إعادة تشكيل تحالفات القوة في المنطقة وإنشاء مجموعة نخبة لتحلَّ محل مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، والتفاوض نيابة عن دولها.
غير أنه في يناير/كانون الثاني 2018، ألقت السلطات الأمريكية القبضَ على نادر لحيازته "صوراً جنسية مرئية لفتيات قصر" على هاتفه، بعد أن هبط في نيويورك من على متن رحلة جوية قادمة من دبي، وفقاً لبيان وزارة العدل الأمريكية وقتها.
من جهة أخرى، أثار شركاء سابقون لنادر، خلال مقابلات لهم مع موقع MEE، تساؤلات حول ما إذا كان نفوذه واتصالاته الدولية كفلَت له غض الطرف عن سلوكه المنحرف لداعي استخدامه وسيطاً، أو ما إذا كانت ميوله الإجرامية هي التي جعلت منه ذا قيمة وعرضة للاستغلال من جانب قادةٍ معدومي الضمير ووكالات استخبارات دولهم، إلى جانب ذلك، قالت صحيفة New York Times إنه قرب الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب، أدرك حلفاء نادر أن اقتراحاً بالإفراج عنه يجري تداوله.
دور بارز في تأمين العفو عن نادر
وبحسب ما كشفته التقارير، فإن ديرشوفيتز، الذي كان عضواً في الفريق القانوني لترامب خلال محاكمة عزله الأولى في الكونغرس، اضطلع بدورٍ رئيسي في العمل على قرارات العفو التي أصدرتها إدارة ترامب، وأوردت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن ديرشوفيتز كان له دور في ما لا يقل عن 12 قراراً بالعفو و10 قرارات بتخفيف العقوبة عن مُدانين.
كما اضطلع نادر بدورٍ رئيسي في العمل على رفع العقوبات المفروضة في عام 2017 على رجل الأعمال الإسرائيلي، دان غيرتلر، المدان بتهم فساد واستغلالٍ لعلاقته بمسؤولين، لتأمين صفقات تعدين له في جمهورية كونغو الديمقراطية.
علاوة على ذلك، سبق أن اتُهم ديرشوفيتز أيضاً بارتكاب جرائم "اغتصاب قانوني"، يُزعم أن رجل الأعمال الراحل والمُدان في جرائم جنسية، جيفري إبستين، كان مسؤولاً عن تسهيلها.
في المقابل، نفى المحامي تلك الاتهامات، وفي عام 2019 رفعَ ديرشوفيتز دعوى قضائية ضد ضحيته المزعومة، مدعياً أنها تعرضت "لضغوط لاتهامه زوراً"، بغرض الانتقام منه على إثر تمثيله لإبستين سابقاً في قضية متاجرة جنسية في عام 2005.
وصرّح ديرشوفيتز لصحيفة New York Times بأن جهوده دفاعاً عن نادر تعكس "نهجاً متعدد الأوجه للتعامل مع هذه المشكلات. وتبعاً لهذا النهج، فأنا لا أفصل بين الدبلوماسية والالتزامات القانونية والنواحي التنفيذية والقضائية، فكلها جزء مما أفعله".