اتسعت دائرة الاحتجاجات المنددة بالأوضاع الاقتصادية في السودان، الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، لتشمل مدينة جديدة بولاية غرب كردفان جنوبي البلاد، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
إذ تشهد مجموعة من المدن السودانية في ولاية دارفور، منذ يوم الإثنين 8 فبراير/شباط، احتجاجات، تنديداً بالأوضاع الاجتماعية الصعبة، وهي المظاهرات التي تخللتها أعمال شغب، بينما أدت الحكومة السودانية الجديدة، الأربعاء، اليمين الدستورية.
احتجاجات "عنيفة" في أكثر من مدينة سودانية
شهدت شوارع مدينة الفولة، مركز ولاية غرب كردفان "تظاهرات عنيفة، خلَّفت أضراراً وخسائر مادية كبيرة في المحلات التجارية"، و"تعرضت بعض المتاجر لعمليات نهب وحرق، وطال التخريب مقر حكومة الولاية بالمدينة".
فيما قال والي غرب كردفان حماد عبدالرحمن صالح، بحسب المصدر ذاته، إن هناك "مجموعة دخيلة على الولاية (لم يسمها) قامت بتلك الأعمال التخريبية"، مؤكداً أن "الوضع صار تحت السيطرة".
يأتي ما حدث في "الفولة"، عقب احتجاجات مستمرة منذ أيام في مناطق مثل الفاشر ونيالا والضعين، (غرب)، والأبيض (جنوب)، والقضارف وبورتسودان (شرق) للتنديد بالأوضاع الاقتصادية.
فيما تقر الحكومة بأن هناك أزمات اقتصادية بالبلاد، وأعلنت الإثنين تشكيلاً حكومياً جديداً بهدف تحسين الأوضاع وتلبية مطالب الشعب.
إذ يعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، نتيجة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الأسواق الموازية (غير الرسمية) إلى أرقام قياسية (الدولار= 55 جنيهاً في السوق الرسمي و390 في الموازي).
اعتقال عشرات المتظاهري في السودان
بينما أعلن مسؤول أمني، الأربعاء، "القبض على أكثر من 100 متهم في أحداث الشغب والتخريب بمدن الأبيض والرهد وأم روابة".
جاء ذلك بحسب مدير الشرطة بولاية شمال كردفان اللواء حسن حامد أحمد عبدالرحيم، في تصريح لوكالة السودان للأنباء، شدد فيه على ضرورة "ردع كل متفلت يحاول العبث بممتلكات الشعب".
فيما أصدر حاكم ولاية شمال كردفان جنوبي البلاد خالد مصطفى آدم، الإثنين الماضي، قراراً بإعلان حالة الطوارئ بجميع أنحاء الولاية، إضافة إلى حظر تجوال ليلي.
فى سياق متصل، تظاهر مئات المحتجين بمدينة الضعين، مركز ولاية شرق دارفور غربي السودان، الأربعاء، للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية، مصحوبة بأعمال عنف وحرق لمقار حكومية، وفق إعلام محلي.
إذ ذكرت صحيفة التغيير المحلية، أن مواكب طلابية جابت مدينة الضعين، واعتدت على مقر وزارة المالية بالولاية، وأحرقت بعض سيارات الوزارة، ومقر إذاعة وتلفزيون ولاية شرق دارفور بالكامل.
من جانبها أدانت تنسيقية لجان المقاومة (غير حكومية)، الأربعاء، في بيان أحداث العنف، وقالت "ندين وبشدة أي أعمال عنف أو تخريب للممتلكات الخاصة والعامة".
تزامناً مع أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية
الاحتجاجات المتواصلة في البلاد تأتي تزامناً مع أداء وزراء الحكومة السودانية الجديدة، الأربعاء، اليمين الدستورية، أمام رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، بحضور رئيسة القضاء نعمات عبدالله.
فيما دعا البرهان في كلمة له الوزراء الجدد، وفق ما نقلت عنه الوكالة الرسمية للأنباء، إلى "العمل بيد واحدة في كل أجهزة الدولة لضمان السير في خط الانتقال الديمقراطي والتأسيس للفترة التالية، وقيام الانتخابات بتماسك واتحاد والعبور بالبلاد".
كما قال البرهان: "رؤيتنا أن نخدم الشعب، لأننا أتينا برغبته منه في التغيير، ويجب ألا نخذله في تحقيق آماله وتطلعاته الكبيرة نحو الأفضل".
بدوره، قال وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، بحسب الوكالة: "الحكومة الجديدة لديها 5 أولويات تمثل برنامج الانتقال، على رأسها رفع الضائقة المعيشية والإصلاح الاقتصادي".
أضاف أن الأولوية الثانية للحكومة الجديدة استكمال عملية السلام وتنفيذ بنود الاتفاق الموقع ما بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا.
فيما قال إن الأولوية الثالثة هي إصلاح الأجهزة الأمنية وتوفير الأمن والأمان، والرابعة تحقيق العدالة، فيما الأولوية الخامسة تتمثل في تحقيق الانتقال الديمقراطي بنهاية الفترة الانتقالية وإقامة انتخابات حرة ونزيهة.
يعيش السودان، منذ 21 أغسطس/آب 2019، مرحلة انتقالية تستمر 53 شهراً، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش و"قوى إعلان الحرية والتغيير".