كشف وزير الأمن والاستخبارات الإيراني، محمود علوي، أن أحد أعضاء القوات المسلحة الإيرانية قد وفر الإمكانات اللازمة لاغتيال محسن فخري زادة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبفضله لم تتمكن طهران من حماية العالم النووي رغم معرفتها المسبقة بنية استهدافه.
وقال علوي، في حديث للتلفزيون الإيراني، مساء الإثنين 8 فبراير/شباط 2021، إن جهاز الأمن والمخابرات قد أبلغ القوات المسلحة قبل خمسة أيام من عملية الاغتيال، أن هناك شكوكاً حول وجود مخطط للنيل من العالم فخري زادة، وكذلك قد حدد لهم المكان الذي تمت فيه عملية الاغتيال.
وأردف علوي: "البعض غرد على تويتر قائلاً إن وزارة الأمن كانت على علم بمكان وزمان الاغتيال فلماذا لم تتحرك؟! كانت لدينا معلومات عن مكان الاغتيال وليس موعد التنفيذ، العالم زادة كان عضواً في القوات المسلحة، والشخص الذي وفر الإمكانات لعملية الاغتيال عضو بالقوات المسلحة، ونحن في وزارة الأمن لا يمكننا التدخل بالشؤون الاستخباراتية للقوات المسلحة، لذا طلبنا من القوات المسلحة إرسال ممثل عنها؛ لبحث مخطط الاغتيال، لكن العملية للأسف تمت قبل إرساله".
اغتيال فخري زادة
وقُتل فخري زادة، رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا لدى وزارة الدفاع الإيرانية، والذي كان يعتبر من أبرز مطوري البرنامج الإيراني النووي، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في عملية اغتيال وصفتها طهران بـ"الإرهابية".
وأفادت وزارة الدفاع الإيرانية بأن "عناصر إرهابية مسلحة هاجمت سيارة تقل فخري زادة"، الذي أصيب بجروح خطيرة "أثناء الاشتباك بين فريقه الأمني والمهاجمين، ونُقل إلى المستشفى حيث فارق الحياة رغم جهود الأطباء لإنقاذه".
واتهمت القيادة الإيرانية إسرائيل، التي سبق أن تعهدت مراراً باتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع إيران "من الحصول على سلاح نووي"، بالوقوف وراء هذه العملية، مشددة على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة اغتيال فخري زادة.
إسرائيل تمتنع عن التعليق
حينها، قال مسؤول من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المكتب يمتنع عن التعليق على الأنباء عن هجوم استهدف عالماً نووياً إيرانياً بارزاً.
فيما كان محسن فخري زادة هو العالم الوحيد الذي ذكره نتنياهو في أحد البرامج، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مؤامرة اغتياله قد فشلت مرة في السنوات الماضية.
كما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحاً غامضاً لنتنياهو، قال فيه: "لا أستطيع أن أشارككم بعض الأشياء التي فعلتها هذا الأسبوع، ولكن أود أن أقول لكم، إنّ هناك شيئاً ما، يتحرك في الشرق الأوسط، وإن أمامنا فترة متوترة".
بينما قالت القناة الـ13 الإسرائيلية، إن العالم الإيراني محسن فخري زادة عمِل تحت قيادة المرشد الأعلى "خامنئي" وكان رجله السري، حيث كان يعرف كيف يترجم الأيديولوجية إلى سياسة، العلاقة هذه كانت فريدة من نوعها.
أبرز علماء إيران النوويين
يعد محسن فخري زادة من أكثر العلماء نفوذاً بمجال الأبحاث العلمية بإيران، وُلد في عام 1961، وهو ضابط إيراني بالحرس الثوري الإيراني وأستاذ الفيزياء بجامعة الإمام الحسين بطهران.
كما تم تصنيف العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة كواحد من 5 شخصيات إيرانية ضمن قائمة أقوى 500 شخصية في العالم، وفقاً لمجلة فورين بوليسي الأمريكية.
بينما جاء اسم فخري زادة باعتباره عالماً أول في وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة الإيرانية والمدير السابق لمركز أبحاث الفيزياء "PHRC"، على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد إيران في 24 مارس/آذار 2007.