ذكر تقرير نشرته مجلة People الأمريكية يوم السبت 6 فبراير/شباط 2021 إن الفتاتين اللتين قتلتا شقيق ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون المنفي في أحد مطارات ماليزيا، قد تعرضتا للخداع بعد أن ظنتا أنهما تشاركان في عرض تلفزيوني يجري تصويره.
ففي فبراير/شباط 2017، قَتَلَت عاملة التدليك ستي عائشة والنادلة دوان تي هونغ دون أن تدريا أنه شقيق ديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث اعتقدت الفتاتان أن مركب الأعصاب "في إكس" الذي لطختا به عيني كيم جونغ ووجهه هو نوع من الزيوت.
لقطات لحادث مقتل شقيق زعيم كوريا الشمالية
كانت هذه التفاصيل من الخطوط العريضة التي تضمنها فيلم Assassins لصانعي الأفلام الوثائقية، جيسيكا هارغراف ورايان وايت، اللذين تلقيا مكالمةً هاتفية بعد أشهر قليلة من مقتل كيم من زميل صحفي يعمل على مقال لمجلة GQ وحكى لهما ما دفعهما وحفزهما لإنتاج الفيلم الوثائقي عن حادث الاغتيال.
في المقابل فقد التقطت كاميرات المراقبة في المطار القميص الذي كانت دوان ترتديه من أجل هذه المناسبة، القميص كان عليه كلمة "LOL" بأحرف كبيرة، وقد ألقي القبض على الفتاتين بعد أن غسلتا أيديهما قبل مغادرة المطار.
كذلك فقد اشتُبه في ثمانية أشخاص من كوريا الشمالية، لكن تم الزج بشخص واحد فقط في السجن فيما عاد أربعة منهم إلى منازلهم قبل بدء التحقيق.
تعليمات دائمة بالقتل منذ سنوات
مسؤولو المخابرات بكوريا الجنوبية وفي سياق ذي صلة قالوا إنه كان هناك ما يمكن أن يطلق عليه بالتعليمات الدائمة بالقتل منذ 2011، لكن حكومة كوريا الشمالية أصرت على عدم تورطها زاعمة أن الرجل قد سقط ميتاً بنوبة قلبية.
حيث مات كيم جونغ نام، الذي أرسل قبل خمس سنوات رسالة إلى أخيه يطلب الرحمة ويتوسل إليه بأن أسرته "ليس لديها أي مكان تختبئ فيه"، في الطريق إلى المستشفى ثم نُقل عنه في دقائقه الأخيرة أنه كان يخبر السلطات أنه تعرض للرش بسائل ما.
صانعة الأفلام جيسيكا هارغراف تقول إن الأمر بات في هذه اللحظة لا يُصدق بتاتاً، فرواية القتل غير منطقية لكن تفاصيلها دفعتهم للتفكير فيها بشكل دقيق وعميق.
من جانبه قال صانع الأفلام وايت: "عندما يكون جوهر قصتك واحداً من أخطر الأنظمة، فإن ذلك يضفي، على ما أعتقد، مستوى من الخوف والخطورة على عملية صناعة الفيلم. وكان هذا يطاردنا دائماً طوال فترة صناعة الفيلم. كنا نعرف أننا نكشف أشياء عما ارتكبه نظام كوريا الشمالية، وبالتالي هل سيكون هناك انتقام؟ هل كنا تحت المراقبة، أم كانت سلامتنا الجسدية وأمننا السيبراني في خطر؟".
محاكمة قتلة شقيق زعيم كوريا الشمالية
في المقابل وبعد إلقاء القبض على السيدتين ومحاكمتهما لجأت السلطات الى إطلاق سراح عائشة في وقت متأخر من محاكمتها، وسقطت تهمها إثر ضغط دبلوماسي من بلدها الأم إندونيسيا؛ أما دوان، فقد دافعت عن نفسها عن جريمة أقل خطورة تتمثل في إلحاق إصابة بسلاح خطير وأُطلق سراحها من السجن منذ ذلك الوقت.
في حين يعتبر فيلم Assassins غير مألوف، لكنه مثل الأحداث التي يوثقها بدقة متناهية، فقد اعتقدت السيدتان أنهما وُظفتا للظهور في مقاطع فيديو فعلية وشاركتا في العديد من المقالب عبر الإنترنت مع موظفيهما قبل مهمتهما الأخيرة.
جيسيكا تشير إلى أنها أثناء إنتاج الفيلم حصلت على سجلات غير مفلترة لمراسلاتهما، بما فيها المراسلات مع العملاء من كوريا الشمالية مضيفة أنه: "بمرور الوقت يمكن مشاهدة وقوع كل منهما فريسة للخديعة، التي صُممت حسب نقاط الضعف الخاصة بكل واحدة وصارت تسحبها أكثر فأكثر داخل شباكها".
مضيفة أنهم بدأوا التصوير عام 2017. أي بعد أسبوعين من تلك المكالمة المشؤومة من زميلهما الصحفي، وسافر وايت إلى ماليزيا. وعملوا ما بين سنتين ونصف إلى ثلاث، حيث يقول وايت إن الفريق قضى الكثير من الوقت في كلتا القريتين من حيث تنحدر الفتاتان.
يذكر أن عائشة ودوان عاشتا في قرى بإندونيسيا وفيتنام كانت في محيط المدن الأكبر. فيما يعرض الفيلم الوثائقي أيضاً ما حدث للسيدة بعد المحاكمة وبعد انصراف الإعلام. ويشير وايت كيف أن دوان غمرتها آمالها بالتمثيل والغناء، بالإضافة إلى ذلك فإن فيلم Assassins وباختصار من المحتمل أن يكون قد قدم الصورة الأكثر اكتمالاً عن مقتل كيم.