تنطلق الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021 المحاكمة التاريخية للرئيس السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ، في الوقت الذي لا يزال مبنى الكونغرس يشهد احتياطات أمنية عالية جداً، منذ اقتحامه على يد أنصار الرئيس الشهر الماضي، تضمنت سياجاً أمنياً كثيفاً من الأسلاك الشائكة وقوات الحرس الوطني وضباط الشرطة المُسلَّحين، إثر تخوف لدى النواب من اقتحام جديد لأنصار ترامب أثناء محاكمته.
بحسب وكالة Bloomberg الأمريكية الأحد 7 فبراير/شباط 2021 فإن الممرات والمساحات الخضراء حول مبنى الكابيتول ومباني مكاتب الكونغرس المجاورة، التي عادةً ما يرتادها السيَّاح، ما زالت مغلقة منذ أحداث الشغب في 6 يناير/كانون الثاني.
كما لا يزال جنودٌ من الحرس الوطني يحملون البنادق، وهم جزءٌ من وحدةٍ قوامها عدة آلاف مُخصَّصة للمساعدة في حفظ الأمن، يتمركزون مع شرطة الكابيتول عند نقاط التفتيش لدخول هذه المساحة، ناهيك عن 500 فرد من الحرس الوطني بالعاصمة واشنطن على أهبة الاستعداد كقوة ردِّ فعلٍ سريع.
من جانبه، قال النائب آندي كيم، وهو ديمقراطي من ولاية نيوجيرسي: "إنه أمرٌ غريب. لقد عملت في الكثير من المجالات الصعبة من قبل، ومن الصعب للغاية رؤية هذا المستوى من التأمين في مثل هذا المحيط الشاسع".
كما قال: "نريد أن نتأكَّد من أننا في أمان، وأنه يمكننا القيام بهذا العمل، لكن يجب أن يكون لدينا بعض الإحساس بما سيكون عليه هذا المكان من أجل المُضي قُدُماً في الأمر".
وستلعب مشاهد الحصار دوراً رئيسياً في محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ، والتي تبدأ الثلاثاء 9 فبراير/شباط. ويخطِّط مديرو المساءلة في مجلس النواب، الذين سيحاكمون ترامب في قضية التحريض على التمرُّد، لعرض تسجيلاتٍ بالفيديو لخطاب الرئيس السابق أمام حشدٍ من المؤيِّدين، علاوةً على تسجيلاتٍ لأعمال الشغب اللاحقة التي خلَّفَت خمسة قتلى.
تأمين ضروري لمحاكمة ترامب
وقام كيم، الذي عمل في أفغانستان كمستشارٍ استراتيجي مدني للجنرال ديفيد بترايوس والجنرال جون ألين، بجولةٍ في جزءٍ من منطقة الكابيتول الأمنية مع أعضاء حرس نيوجيرسي هذا الأسبوع.
كما قال كريستوفر رودريغز، مدير وكالة الأمن الداخلي وإدارة الطوارئ في العاصمة، في جلسة استماعٍ للجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب هذا الأسبوع، إنه على الرغم من احتمال إسقاط الحواجز وإعادة القوات إلى مراكزها السابقة، من غير المُرجَّح أن يحدث أيٌّ من ذلك قريباً.
وقال رودريغز: "يجب أن نُظهِر وجوداً أمنياً علنياً في العاصمة، على الأقل في الوقت الحالي". وأضاف: "نعتقد أن هذا الموقف ضروريٌّ لضمان أن إدارة الشرطة يمكنها نشر قواتها في جميع أنحاء المدينة أثناء حالة الطوارئ".
وأضاف أن عمدة واشنطن، موريل بوزر، طلبت أن تكون وحدةٌ من قوات الحرس الوطني في العاصمة في حالة تأهُّب حتى 12 مارس/آذار. وقالت وزارة الدفاع إن أفراد الحرس الوطني سيواصلون دعم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية بـ7 آلاف عضو، وسينخفض عددهم إلى 5 آلاف حتى منتصف مارس/آذار.
ويلقي غالبية الأمريكيين اللوم على ترامب في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني، حيث قال ثلثاهم إنه يتحمَّل على الأقل قدراً من المسؤولية، وفقاً لاستطلاعٍ أجرته وكالة Associated Press ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة نُشِرَ أمس السبت 6 فبراير/شباط. ومع ذلك، قال 47% فقط إن مجلس الشيوخ يجب أن يدين ترامب.
وهناك حاجةٌ إلى جميع الديمقراطيين، بالإضافة إلى 17 جمهورياً، لتجاوز ثلثي عتبة مجلس الشيوخ من أجل التصويت لإدانة ترامب. وأشار تصويتٌ اختباري في مجلس الشيوخ الشهر الماضي إلى أن عدداً قليلاً من أعضاء الحزب الجمهوري على استعدادٍ لإدانة الرئيس السابق، لكن أقل بكثير من المستوى المطلوب لمنعه من الخدمة في المناصب العامة مرةً أخرى.
تهديدٌ متواصل
قال السيناتور كريس مورفي، الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، إن أحد أسباب الحفاظ على وجود الحرس الوطني في مبنى الكابيتول هو منح شرطة الكابيتول فرصةً لإعداد خطة أمنية جديدة تأخذ في الاعتبار التهديد المستمر من الأشخاص الذين يريدون مهاجمة المبنى.
وقال مورفي للصحفيين: "أعتقد أنه من المهم الحفاظ على وجود بعض الحرس الوطني هنا على المدى القصير. لا أعتقد أن التهديدات قد زالت".
وحتى في الوقت الذي يتطلَّع فيه أعضاء الكونغرس إلى المستقبل، فإنهم ما زالوا يشعرون بالحزن على الهجوم الذي وقع الشهر الماضي، حيث أعرب قادة الكونغرس في وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي عن تبجيلهم لضابط شرطة الكابيتول براين سيكنيك، الذي لقى حتفه بعد الاشتباك مع المتظاهرين في الهجوم.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في ذكرى سيكنيك، إن الحادث ترك ندوباً على الجميع، بمن فيهم زميل سيكنيك ضابط شرطة الكابيتول هوارد ليبينغود، وضابط شرطة العاصمة جيفري سميث، اللذين انتحرا بعد ذلك الهجوم.
وقال القائم بأعمال رئيس شرطة الكابيتول، يوغاناندا بيتمان، في بيانٍ مُصوَّر يوم الجمعة 5 فبراير/شباط: "لن نتعرَّض للترهيب أو الضرب. سوف نتجاوز هذا معاً".