“تيار عون” يريد مراجعة تفاهمه مع حزب الله بعد 15 عاماً من التحالف: لم ننجح في بناء لبنان

عربي بوست
تم النشر: 2021/02/07 الساعة 07:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/07 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
الرئيس اللبناني العماد ميشال عون والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله/رويترز

أقر حزب "التيار الوطني الحر"، الذي أسسه الرئيس اللبناني ميشال عون، السبت 6 فبراير/شباط 2021، أن تفاهمه مع "حزب الله"، "لم ينجح في مشروع بناء الدولة"، مشيراً إلى أن مرور 15 عاماً على هذا التحالف يعد مناسبة مهمة "للمراجعة والتمعن" في هذا التفاهم. 

جاء ذلك في بيان صدر عن المجلس السياسي في التيار الوطني الحر عقب اجتماع دوري، ويعكس حجم الخلافات المتزايدة مع حليفه الأبرز "حزب الله".

حيث قال بيان "التيار الوطني"، الذي يرأسه حالياً جبران باسيل صهر عون، إنه يرى في ذكرى توقيع "تفاهم مار مخايل" مع حزب الله "مناسبة للتمعن في هذا التفاهم".

وأضاف: "التفاهم جنّب لبنان شرور الفتنة والانقسام وحماه من اعتداءات الخارج، فردع إسرائيل وصدّ الإرهاب، إلا أنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون".

واعتبر "التيار الوطني"، في بيانه، أن "تطوير هذا التفاهم باتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه، إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة".

وفي 6 فبراير/شباط 2006، وقع أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر (آنذاك) الرئيس الحالي عون تفاهماً في كنيسة مار مخايل ببيروت، للعمل معاً في معالجة قضايا هامة أبرزها "بناء الدولة".

تتألف وثيقة التفاهم من 10 بنود، أبرزها "قانون الانتخاب"، و"العلاقات اللبنانية السورية"، و"حماية لبنان"، وبند آخر بعنوان "بناء الدولة" ينص على اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة، وقضاء عادل ومستقل، ومعالجة الفساد من جذوره.

رد حزب الله 

من جانبه، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التي تمثل "حزب الله" في البرلمان، النائب علي فياض، أن "هذا التفاهم صامد ومستمر".

أضاف فياض، حسب ما نقلت عنه إذاعة "النور" المحلية (خاصة)، أن "التعقيدات الحادة التي عصفت بالساحة اللبنانية سياسياً واقتصادياً واضطراب البيئة الإقليمية على مدى السنوات الماضية وتأثيراتها السلبية على لبنان أضعفت من التأثيرات الإيجابية لهذا التصور الداخلي".

ورأى فياض أن "التحدي الأكبر أمام طرفي الاتفاق كان بناء دولة المؤسسات والقانون ومكافحة الفساد"، معتبراً أن تلك "عناوين أساسية في ورقة التفاهم". 

نفق سياسي في لبنان 

ويعكس هذا الموقف المستوى غير المسبوق في تأرجح العلاقة بين الحليفين على خلفية تصاعد الأزمة الاقتصادية والسياسية وتفشي الفساد في البلاد، ورافق ذلك احتجاجات شعبية اندلعت في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وأدت بعد 12 يوماً إلى إسقاط حكومة سعد الحريري التي كان "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" من أبرز أركانها.

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة حسان دياب بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، في 4 أغسطس/آب 2020، راح ضحيته أكثر من 200 شخص، وسط أزمة اقتصادية صعبة تعيشها البلاد حالياً.

تحميل المزيد