في تقرير لها يوم الجمعة 5 فبراير/شباط 2021 قالت صحيفة The New York Times الأمريكية إن الرئيس الأمريكي جو بايدن استطاع الاستمرار في مناصب كثيرة لمدة سنوات قادماً من خلفيات انتخابية وتعامل مع تسعة رؤساء أمريكيين، ما جعله لا يشعر بأجواء احتفالية إضافية يوم تنصيبه رئيساً للبلاد في 20 يناير/كانون الثاني 2021.
فقد اعتاد بايدن هذه الأجواء والمراسم من خلال عمله في مناصب شتى، حيث اعتاد ترحيب الموظفين به والسفر في مواكب متعددة، بل اعتاد التردد على البيت الأبيض أثناء عمله لثماني سنوات نائباً للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، لذلك كان منطقياً ما قاله يوم التنصيب وهو ذاهب للبيت الأبيض إنه "ذاهب إلى المنزل"، على حد قوله.
بايدن يتمتع بطائرة الرئاسة
رغم كل مظاهر الاعتياد في حياة بايدن لكنه، ووفقاً لصحيفة The New York Times فإن بايدن حين يسافر على متن الطائرة الرئاسية يوم الجمعة القادم 12 فبراير/شباط 2021 عائداً لمنزله، في ولاية ديلاوير ستكون هذه أول رحلة له على متن الطائرة الرئاسية منذ أكثر من عقدين.
بحكم منصبه نائباً للرئيس باراك أوباما، ولمدة 8 سنوات فقد كان ممنوعاً من الطيران على متن الطائرة الرئاسية "بوينغ في سي 25" Boeing VC-25.
تستلزم الإجراءات الأمنية في أمريكا ألا يسافر الرئيس ونائبه على طائرة واحدة معاً تحت أي ظرف، أما طائرة الرئاسة الثانية، من طراز "بوينغ 757″، المخصصة لنائب الرئيس، فهي طائرة أصغر حجماً وأضيق بكثير وأكثر بساطة بالطبع.
سفر بايدن إلى كولومبيا
في المقابل ورغم سنوات عمله في المناصب الحكومية، فإن رحلته التي قام بها على متن طائرة الرئاسة في عام 2000 كانت إلى كولومبيا وكان معه وقتها بيل كلينتون، كانت من المرات الوحيدة التي كانه معه الرئيس فيها حيث ذهب في إطار العمل على برنامج مساعدات طارئة لمحاربة تجارة المخدرات ودعم الديمقراطية في البلاد.
في المقابل هناك مرة أخرى استقل فيها بايدن طائرة الرئاسة، وذلك كان خلال رحلة له إلى البوسنة في عام 1997.
هذا يعني أن جيل بايدن، السيدة الأولى والتي استطاعت أن تستقل طائرة الرئاسة في عام 2015 مع الرئيس أوباما أثناء زيارتهما لكلية المجتمع بجامعة ميشيغان، تعتبر أحدث عهداً من الرئيس بالطائرات الرئاسية.
هبوط طائرة الرئاسة في مشهد مهيب
من جانبه علق جون دي بوديستا، كبير موظفي البيت الأبيض السابق في عهد كلينتون، على الأمر بقوله إنه عندما تهبط طائرة الرئاسة 747، يكون مشهداً جديراً بالمشاهدة، على حد قوله، مضيفا أنه عندما يسير الرئيس الأمريكي نازلاً منها، تشعر بعظِم الأمر في خطواته. هو نفسه سيشعر بقوة ذلك. الأمر يختلف عن الطائرة 757، حسبما ذكر التقرير الأمريكي.
من جانبه فقد سبق أن تباهى ترامب، وأبدى إعجابه بالطائرة الرئاسية حين صعد إليها. وقال للصحفيين بعد اصطحابهم إلى مقصورته الأمامية في الطائرة: "هذه طائرة خاصة للغاية".
كذلك ففي عام 2018 تفاخر ترامب بأن الطائرة المجهزة للعمل كبيت أبيض متنقل، بها "نحو 20 جهاز تلفزيون". ومع ذلك، كانت لديه خطط لتغيير شكل الطائرة، إلا أنها خطط لم تتحول إلى واقع قط.
في حين كان أوباما مفتوناً بالطائرة الرئاسية عندما استقلها في أول رحلة له على متنها خلال الأسبوع الثالث من رئاسته. وقتها قال أوباما للصحفيين المرافقين له: "ما رأيكم في هذه الرحلة الأنيقة هنا؟" على حد قوله.
تعليق جدول السفر الرئاسي بسبب كورونا
في سياق آخر قال مسؤولو البيت الأبيض إن جدول السفر الرئاسي المعتاد كان معلقاً بسبب جائحة كورونا. حيث قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جينيفر ساكي، في تصريحات صحفية إن الرئيس يفضل ركوب طائرة الرئاسة والتحليق في جميع أنحاء البلاد، لكن هذه ليست الخطوة التي يخطط لها حالياً، في إشارة إلى أزمة كورونا.
من ناحية أخرى شدد مسؤولون كبار آخرون في الإدارة على أن بايدن ليس معزولاً وأنه سيبدأ رحلاته المحلية قريباً، فيما قال مسؤولون سابقون إن رحلات السفر الرئاسية مكلفة ويستغرق الإعداد لها وقتاً طويلاً.
حيث قال بوديستا، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، إنه من المهم للناس أن يشعروا بحضور الرئيس وبذلِه الجهود للمجيء إلى المكان الذي يوجدون فيه، مشيراً إلى أن أحد أسباب الانقسامات العميقة في البلاد هو شعور الناس بتجاهل الرئيس لهم.
البقاء في البيت الأبيض بسبب الفيروس
من ناحية أخرى يقول المؤرخ الرئاسي، مايكل بيكلوس، إن البقاء في البيت الأبيض قد يكون أفضل لبايدن في كثير من الأحيان، وذلك بسبب الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد. في إشارة إلى موقف ترامب وانقسام الآراء حول رحيل الرئيس السابق.
بيكلوس كذلك قال إن رؤية بايدن في مركز العمليات الرئاسي ومتابعته وهو يعلن عن كيفية تعامله مع كل مشكلة كبرى تلو الأخرى، هو أمر مطمئن أكثر من رؤيته على متن طائرة رئاسية، على حد قوله.