قال موقع Business Insider الأمريكي، الجمعة 5 فبراير/شباط 2021، إن طبيباً عالج المعارض الروسي الشهير أليكسي نافالني بعد تسميمه العام الماضي، تُوفّي فجأة، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً وسط مطالبات بالتحقيق في ملابسات الوفاة.
كما أكد تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، الخميس 4 فبراير/شباط الجاري، أنّ سيرجي ماكسيميشين، نائب رئيس الأطباء في مستشفى أومسك رقم 1 للطوارئ، قد "تُوفّي فجأة".
فيما لم يذكر تصريح الدفن سبب الوفاة، لكن المستشارة الإعلامية لوزارة الصحة في مدينة أومسك الروسية، جالينا نازاروفا، قالت لموقع Life.ru الروسي، إن ماكسيميشين (55 عاماً) "تُوفّي بنوبةٍ قلبية".
كان نافالني قد نُقِلَ إلى المستشفى في الـ20 من أغسطس/آب عام 2020، بعد أن سقط مريضاً على متن رحلة من مدينة تومسك إلى موسكو؛ مما دفع الطائرة إلى الهبوط اضطرارياً في أومسك. ومات ماكسيميشين في وحدة العناية المركزة نفسها التي استقبلت نافالني في أغسطس/آب عام 2020.
أشرف مباشرةً على علاج نافالني
من جهته، أكد كبير موظفي نافالني، ليونيد فولكوف، لشبكة CNN الأمريكية، أن ماكسيميشين أشرف مباشرةً على علاج نافالني، مضيفاً أنه "كان رئيس القسم الذي عالج نافالني، والمسؤول عن علاجه، خاصةً الغيبوبة التي أدخله فيها الأطباء لعلاجه".
فولكوف أشار إلى أن ماكسيميشين "كان يعرف أكثر من أيّ شخصٍ آخر حالة نافالني، لذا لا يُمكنني استبعاد احتمال حدوث تلاعب. ورغم أن منظومة الرعاية الصحية في روسيا سيئةٌ للغاية، ومن الشائع أن يموت الأطباء في مثل عمره فجأة، فإنّني أشكك في فتح أي تحقيقٍ حول وفاته".
جدير بالذكر أن ماكسيمشين عمل في مستشفى أومسك لمدة 28 عاماً.
تسميم أليكسي نافالني
يشار إلى أن الحالة الصحية للمعارض الروسي تدهورت خلال رحلة جوية في 20 أغسطس/آب 2020، ما أجبر الطائرة على الهبوط اضطرارياً في مدينة أومسك الروسية.
بعد تسميم نافالني، أدخله أطباء أومسك في غيبوبة مستحثة طبياً لمدة 48 ساعة، قبل أن يسمحوا في النهاية بنقله جواً إلى مستشفى في برلين؛ ليحصل على رعاية متخصصة يوم 22 أغسطس/آب 2020.
بدوره، قال كبير الأطباء في المستشفى أليكساندر موراخوفسكي، يوم 21 أغسطس/آب 2020، إنه لا يُمكنهم السماح بنقل نافالني جواً تحت رعاية أقاربه في حال كانت حالة المريض تثير القلق. فأي شيء يُمكن أن يحدث، حتى الأسوأ يُمكن أن يحدث.
حينها انتقد فريق نافالني الأطباء، قائلاً إنه ليس لديهم أي سبب لاحتجازه.
لكن موراخوفسكي خالفهم الرأي، وقال بعد إجلاء نافالني بحسب شبكة BBC البريطانية: "بذل مستشفى أومسك رقم 1 للطوارئ جهداً كبيراً لإنقاذ حياة أليكسي نافالني، ولا شك في هذا الأمر".
من جانبه يتهم المعارض نافالني (44 عاماً)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً بإصدار أوامر قتله عبر تسميمه بمادة نوفيتشوك في أغسطس/آب 2020، إلا أن موسكو تنفي أن تكون ضالعة في عملية كهذه.
إلا أن تحقيقاً لـCNN أثبت أن العملية نفذها عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
كذلك أعلنت الحكومة الألمانية حينها، أن نافالني تعرض للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك"، بعد نقله إلى برلين لتلقي العلاج.
أيضا دعت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، موسكو إلى فتح تحقيق في "تسميم" نافالني، وأبدت الأخيرة استعدادها لإجراء تحقيق شامل وموضوعي.
في حين نجا نافالني من التسمم المفترض، بعد فترة استشفاء بألمانيا لمدة خمسة أشهر.