ذكرت وسائل إعلام عبرية وسورية، الجمعة 5 فبراير/شباط 2021، أن القوات الروسية تقوم مجدداً بعملية نبش مقبرة مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، لجمع عينات من الجثث بهدف تحليل سلسلة وراثية للبحث عن رفات جندي إسرائيلي دفن فيها.
العملية ليست الأولى، إذ سبق للجيش الروسي الذي يدعم نظام بشار الأسد أن قام بنبش مقبرة سورية، وسلم جثت جنود إسرائيليين إلى تل أبيب، قتلوا خلال مواجهات سابقة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، رغم معارضة بشار الأسد.
نبش مقبرة مخيم اليرموك في سوريا
ذكر موقع "صوت العاصمة" السوري نقلاً عن مصادر قولها إن "القوات الروسية أطلقت قبل يومين عمليات نبش وتنقيب جديدة في مقبرة مخيم اليرموك"، مشيرةً إلى أن "الروس يستخدمون عربة طبية لجمع عينات من الجثث بهدف تحليل السلسلة الوراثية DNA، في المقبرة ومحيطها، ومناطق أخرى داخل مخيم اليرموك، ضمن عمليات البحث".
أضافت المصادر للموقع السوري أن القوات الروسية "أخرجت العديد من الجثامين من داخل القبور، وأجرت لها تحليل السلسلة الوراثية، قبل إعادتها إلى القبور"، مؤكدة أن "القوات الروسية فرضت طوقاً أمنياً في محيط المقبرة، ومنعت جميع المدنيين من دخولها تحت أي ظرف كان".
مع العلم أن القوات الروسية سلمت في وقت سابق جثتين تعودان لجنديين إسرائيليين كانتا مدفونتين في مقبرة مخيم اليرموك، إحداهما تعود لـ"زكريا باومل" الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، والتي سُلّمت لإسرائيل في مارس/آذار 2018.
كما حاولت مجموعات تابعة لتنظيم داعش، أثناء سيطرتها على مخيم اليرموك، استخراج جثامين الجنود الإسرائيليين، عبر نبش بعض القبور، وفقاً لدلالات أشخاص من أبناء المنطقة، دون الإعلان عن نتيجة عمليات البحث حينها، فيما إن كان التنظيم استخرج جثة منها أم لا.
إذ شكّلت عمليات هدم القبور التي نفّذها التنظيم في المنطقة آنذاك عائقاً كبيراً أمام عمليات البحث، إلى جانب القصف الصاروخي والمدفعي الذي طال المقبرة خلال فترة المعارك فيها، والتي طمست معالم عشرات القبور وحولتها لحفر كبيرة.
روسيا سبق أن سلمت جثمان جندي لإسرائيل
حسب وسائل إعلام إسرائيلية، يبقى أربعة جنود إسرائيليين معلن أنّهم في عداد المفقودين بحسب السلطات الإسرائيلية: زملاء باومل في السلطان يعقوب، والطيّار رون أراد، الذي اختفى في لبنان عام 1986، بالإضافة إلى غي هيفر الذي اختفى بدوره في الجولان عام 199.
إذ تلعب روسيا دوراً محورياً، فهي حليفة الجيش السوري، فيما تقيم علاقات جيدة مع إسرائيل التي تعدُّ عملياً في حالة حرب مع سوريا، كما تقيم علاقات جيّدة أيضاً مع تركيا الداعمة للفصائل السورية المعارضة.
في أبريل/نيسان من عام 2019، نشرت وزارة الدفاع الروسية تسجيلاً لمراسم تسليم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو رفات جندي إسرائيلي، قتل في معارك بلبنان في العام 1982.
قالت وزارة الدفاع في بيان لها: "سلمت روسيا إسرائيل رفات الجندي من كتيبة الدبابات الإسرائيلية، زخريا باومل، الذي فُقد منذ أكثر من 37 عاماً".
كما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن بوتين قوله لنتنياهو الذي استقبله في موسكو؛ إن "الجيش الروسي بالتنسيق مع الجيش السوري هو الذي عثر على رفات الجندي الإسرائيلي زخريا باوميل، الذي قُتل باشتباك مع الجيش السوري عام 1982".
أضاف الرئيس الروسي أن قواته عثرت على رفات الجندي الإسرائيلي "حتى يدفن في إسرائيل، وتتمكن أسرته من وضع إكليل الزهور على قبره"، وفق تعبيره.