الوكالة الذرية تكتشف آثار أنشطة سرية بإيران وتثير مخاوف من برنامج طهران النووي

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/02/06 الساعة 09:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/06 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
مفاعل نووي إيراني - غيتي صور

قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية الجمعة 5 فبراير/شباط 2021 إن مفتشي الأمم المتحدة قد عثروا على أدلة جديدة تؤكد وجود أنشطة نووية غير معلنة في إيران، وهو ما يثير تساؤلات جديدة حول نطاق طموحات البلاد النووية، خصوصاً في ظل النزاع الدائر بين طهران والإدارة الأمريكية الجديدة حول آلية العودة للاتفاق النووي. 

وفقاً لثلاثة دبلوماسيين أُطلعوا على هذا الكشف، قالت الصحيفة إن العينات المأخوذة من موقعين خلال عمليات التفتيش التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في الخريف تحوي آثاراً لمواد مشعة قد تشير إلى أن إيران نفذت أنشطة متعلقة بأسلحة نووية، فيما قال الدبلوماسيون إنهم لا يعرفون بالضبط طبيعة ما تم العثور عليه. 

كانت إيران قد منعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي من فحص الموقعين المعنيين لمدة سبعة أشهر، كما نفت مراراً سعيها إلى صنع قنبلة ذرية، وقالت إن كل أنشطتها النووية مخصصة للأغراض السلمية مثل توليد الطاقة والرعاية الصحية. 

ولم يصدر تعليق فوري من إيران على هذه النتائج، وكذلك المسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية على طلبات التعليق، فيما امتنعت الوكالة عن التعليق على النتائج الجديدة لحين حصولها على توضيحات من طهران. 

تساؤلات لوكالة الطاقة الذرية 

كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ضمّنت في تقرير لها في يونيو/حزيران عدداً من التساؤلات التي تطلب من إيران توضيحها عن مجموعة من الأنشطة التي رُبما استُخدمت في صنع أسلحة نووية. كان أحد هذه التساؤلات تنقيب إيران عن قرص من اليورانيوم يمكن استخدامه لإنتاج مادة لمُطلِق النيوترون، أحد المكونات الرئيسية في الأسلحة النووية. 

وكان من ضمن التساؤلات الأخرى إدخال مواد نووية إلى موقع ربما تكون إيران قد اختبرت فيه متفجرات شديدة الانفجار يمكن استخدامها لتفجير سلاح نووي.

كما سألت الوكالة إيران في تقريرها أيضاً عن موقع آخر غير معلن ربما حدثت فيه عمليات تحويل ومعالجة غير مشروعة لليورانيوم.

وذكرت الوكالة أن جميع الأنشطة المشتبه بها حدثت في أوائل عام 2000 أو قبل ذلك، وقد تم هدم موقعين من هذه المواقع منذ سنوات، حيث أكدت الوكالة الدولية أن إيران طهّرت موقعاً آخر عام 2019، فيما لم تستبعد وكالة الطاقة الذرية استخدام مواد من هذا النشاط النووي في الآونة الأخيرة.

نشاطات نووية قديمة 

يقول ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن: "اكتشاف المواد المشعة في هذه المواقع يشير إلى أن إيران لديها بالفعل مواد نووية غير معلنة، رغم إنكارها. ويشير إلى أن إيران كان لديها بالفعل برنامج أسلحة نووية في الماضي، وهو ما قد يدفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمطالبة بالمرور إلى المزيد من المواقع والمزيد من التفسيرات من إيران".

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قالت عام 2015 إنها تعتقد أن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية منظم حتى عام 2003 وواصلت بعض الأنشطة بعد ذلك. وتوصلت واشنطن والقوى الأوروبية إلى استنتاجات مماثلة.

وقال الدبلوماسيون إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تبلغ الدول الأعضاء بعد بآخر النتائج. وهي تطلب حالياً من إيران تقديم تفسير لهذه المادة، وهو ما قال أحدهم إنه إجراء اعتيادي. 

برنامج طهران النووي

وفي الأشهر الأخيرة عززت إيران أنشطتها النووية، منتهكة العديد من القيود المفروضة بحسب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية وروسيا والصين.

وبدأت هذه التحركات بعد أكثر من عام من انسحاب إدارة ترامب من الصفقة في مايو/أيار 2018 ثم فرض عقوبات واسعة على إيران، سبق أن تم رفعها بموجب الاتفاق.

حيث قالت الحكومة الإيرانية، مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، إنها استأنفت تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء نسبته 20% في منشأة نووية تحت الأرض، في تحرك ينتهك الاتفاق النووي المبرم عام 2015. 

وفي ظل إدارة أمريكية جديدة يدور الخلاف الآن بين واشنطن وطهران حول من يبادر باتخاذ الخطوة الأولى لإحياء الاتفاق النووي، حيث عرضت طهران مؤخراً اتخاذ خطوات متزامنة للعودة إلى الاتفاق؛ لكن واشنطن ردت على هذا الاقتراح بفتور.

تحميل المزيد