تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع الحد الأقصى المسموح به للاجئين الذين ستستقبلهم الولايات المتحدة خلال السنة المالية الحالية، إلى 62500، وذلك بزيادة كبيرة عن الحد الأقصى الذي حدده الرئيس السابق دونالد ترامب وبلغ 15000 فقط.
أمريكا ستزيد عدد اللاجئين
وكالة رويترز نقلت، السبت 6 فبراير/شباط 2021، عن شخصين مطلعين على قرار الإدارة الأمريكية بخصوص اللاجئين -لم تذكر اسميهما- قولهما إن القرار سيوفر أماكن لنحو 22 ألف لاجئ من إفريقيا.
كما سيوفر القرار أماكن لـ6 آلاف من شرق آسيا، و4 آلاف من أوروبا وآسيا الوسطى، و5 آلاف من أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، و13 ألفاً من جنوب آسيا. كما سيتم توفير 12500 مكان غير مخصصة لفئة معينة.
تأتي هذه الخطوة بعد أن وقّع بايدن على أمر تنفيذي يدعو إلى إجراء تغييرات بشأن عملية قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، يوم الخميس الماضي، وقال إنه يخطط لوضع حد خلال السنة المالية 2022 التي تبدأ في أول أكتوبر/تشرين الأول 2021، يبلغ 125000 لاجئ.
كان عدد اللاجئين الذين تم قبولهم في أمريكا قد تراجع إلى مستويات تاريخية في عهد ترامب، الذي وصف اللاجئين بأنهم يشكلون تهديداً أمنياً، وجعل الحد من عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة سمة مميزة لرئاسته.
كان ترامب قد خفض بشكلٍ مُطرد الحد الأقصى السنوي للاجئين، وهو 110 آلاف، الذين قال الرئيس الأسبق أوباما إنهم يجب السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، في عام 2016.
علاوةً على ذلك، أضافت إدارة ترامب المزيد من العقبات أمام الأشخاص الأكثر احتياجاً للجوء، كما ألغيت بعض مناصب مسؤولي اللاجئين من الأساس في الخارج.
جَعَلَ هذا بعض المتقدِّمين بطلباتٍ للجوء في انتظار المقابلات إلى أجلٍ غير مُسمَّى، ولم يتمكَّن آخرون من السفر أثناء الجائحة مع تزايد عدد المهاجرين المضطهدين الذين يسعون إلى الدخول القانوني إلى الولايات المتحدة.
ازدياد أعداد اللاجئين بالعالم
يأتي قرار بايدن المقبل حول استقبال اللاجئين، بينما يزداد الوضع سوءاً، حيث ارتفع عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم بشكلٍ مُطرد إثر الحروب والقمع والكوارث الإنسانية التي أدَّت إلى نزوح الناس من أوطانهم.
وقدَّرت الأمم المتحدة أنه اعتباراً من الصيف الماضي، كان هناك 26.3 مليون لاجئ في جميع أنحاء العالم، وأكثر من ثلثيهم من خمسة بلدان، هي: سوريا وفنزويلا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار.
من جانبه، أثار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، إمكانية الانضمام إلى بريطانيا، في قبول اللاجئين الفارين من القمع السياسي في هونغ كونغ.
يُشار إلى أنه عادة ما يحدد الرئيس مستويات اللاجئين المسموح بها سنوياً، قرب بداية كل سنة مالية، فيما يتعين عليه بموجب القانون التشاور مع الكونغرس قبل تحديد العدد السنوي للاجئين الذي تعتزم الإدارة السماح به، لكن القرار النهائي يحدده البيت الأبيض.
كان بايدن، قد وقّع الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، ثلاثة أوامر تنفيذية تهدف إلى إصلاحات في ملف الهجرة وتغيير السياسات التي وضعها ترامب، وأثارت جدلاً في الولايات المتحدة.
أحد الأوامر يقضي بتشكيل فرقة عمل يرأسها وزير الداخلية، للعمل على لمّ شمل الأطفال الذين انفصلوا عن ذويهم بموجب سياسة ترامب وشعارها "عدم التسامح مطلقاً".
كما وقَّع بايدن أمراً تنفيذياً يقضي بمراجعة وزارة الأمن الداخلي لسياسات حماية المهاجرين، التي أقرتها الإدارة السابقة.
كذلك كان بايدن قد كشف أنه يخطط للكشف عن مشروع قانون شامل للهجرة يهدف إلى توفير الفرصة لحصول ما يقدر بنحو 11 مليون شخص، يعيشون في الولايات المتحدة دون وضع قانوني، على الجنسية الأمريكية، في غضون 8 سنوات.