انهارت النائبة الديمقراطية ذات الأصول الفلسطينية رشيدة طليب بالبكاء داخل قاعة مجلس النواب الأمريكي الخميس 4 فبراير/شباط 2021 أثناء حديثها عن المضايقات والهجمات العنصرية التي تعرضت لها، بما فيها أثناء الهجوم الأخير على مبنى الكابيتول من طرف أنصار ترامب.
موقع Business Insider الأمريكي نقل تفاصيل الخطاب الذي ألقته رشيدة طليب، إذ بدأت تتكلم عن تهديدات بالقتل وصلتها منذ يومها الأول في الكونغرس، وصفتها النائبة بأنّها كانت "خطيرة".
خطاب مؤثر لرشيدة طليب
طليب تحدثت في خطاب مؤثر لها بالكونغرس والدموع تغالبها أنه في يومها الأول بعد انتخابها للكونغرس عام 2018، تحدث إليها مكتب التحقيقات الفيدرالي على انفراد، وأوضحت رشيدة قائلة: "لم أكُن قد أدّيت اليمين الدستورية بعد، وشخصٌ ما أراد قتلي لمجرد أنّني موجودة".
كما أردفت أنّ التهديدات لحياتها تواصلت وصارت "أقبح وأكثر عنفاً". وقالت إنّ أحد تلك التهديدات احتفى بمذبحة نيوزيلندا التي شهدت قتل رجلٍ لـ51 من المصلين داخل مسجدين في كرايست تشيرش، بينما ذكر شخصٌ آخر اسم ابنها في تهديده.
رشيدة قالت: "كل تهديدٍ كان يُصيبني بالشلل. وحين رأيت ما حدث في السادس من يناير/كانون الثاني، لم يكُن بوسعي سوى أن أشكر الله أنّني لم أكُن موجودةً هنا"، وحينها تقدّمت النائبة ألكساندريا أوكازيو-كورتيز لتهدئتها.
كما أضافت رشيدة أنّها شعرت بالارتياح الشديدة لعدم وجودها في الكابيتول أثناء اقتحام المبنى في أعمال العنف التي خلّفت خمسة قتلى. ومنذ الهجوم، قال الخبراء إنّ الهجوم كان من الممكن أن يُخلّف المزيد من القتلى، وإنّ التحرّك السريع لنقل أعضاء الكونغرس إلى برّ الأمان أنقذ الكثير من الأرواح على الأرجح.
حيث قال ديفين بورغارت، المدير التنفيذي لمنظمة Institute for Research and Education on Human Rights الحقوقية، خلال حديثه إلى موقع Business Insider الأمريكي الشهر الماضي: "لو نجح المتمردون في الوصول إلى أحد أعضاء الكونغرس، ولا سيّما أحد الأعضاء الذين شوّه الإعلام اليميني سمعتهم، لكنا شهدنا المزيد من إراقة الدماء لأنّهم كانوا مشحونين للغاية بنظريات المؤامرة والكراهية".
وفي أعقاب الهجوم، قالت رشيد إنّها قرّرت هي وفريقها "إبعاد تهديدات القتل عنها. كنا نحاول الإبلاغ عنها وتوثيقها، وإبقاءها بعيداً عني لأنّها تُصيبني بالشلل. وكل ما أردت فعله هو أن آتي إلى هنا لخدمة الناس الذين نشأت وسطهم".
وأردفت أنّ أفراد عائلتها توسّلوا إليها لتحصل على حراسٍ شخصيين أكثر وتحمل سلاحاً.
لكنّها قالت وهي تصف فريق عملها المتنوع: "يجب أن أخبركم أنّ الصدمة الناجمة عن مجرد وجودي هنا كمسلمة صعبةٌ للغاية، ولكن تخيّلوا حال فريقي. أنا أقلق كل يوم على حياتهم بسبب هذا الخطاب. ولم أكن أعتقد أنّهم لن يشعروا بعدم الأمان هنا".
واختتمت حديثها بأن تطلب من زملائها عدم الاستهانة بأهمية ما حدث خلال أعمال عنف الكابيتول: "أرجوكم، أرجوكم أن تتعاملوا مع ما حدث في السادس من يناير/كانون الثاني بكل جدية. فهذه الأمور ستُؤدي إلى المزيد من الموت، ونحن أفضل من ذلك. بل يجب أن نكون أفضل من ذلك".
اقتحام الكونغرس الأمريكي
وفي سابقة خطيرة بالحياة السياسية الأمريكية، شهدت واشنطن، في 6 يناير/كانون الثاني، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.