اتهم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الخميس 4 فبراير/شباط 2021 واشنطن بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل الذي حدث في بلاده عام 2016.
قال صويلو، في تصريح لصحيفة Hurriyet التركية، إن الولايات المتحدة أدارت محاولة الانقلاب التي نفذتها منظمة فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، لتعلق واشنطن على تصريحات الوزير التركي مؤكدة أن لا يد لها في المحاولة الانقلابية الفاشلة.
تصريحات صويلو عن انقلاب 15 يوليو/تموز
صويلو قال للصحيفة التركية إنه من الواضح تماماً أن الولايات المتحدة تقف وراء محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز وأن شبكة غولن "هي من نفذتها بناء على أوامرها".
صويلو أكد في حديثه أنه قبل مضي 24 ساعة على محاولة الانقلاب، قال لقناة تلفزيونية، عبر الهاتف، إن الولايات المتحدة تقف خلف ما حدث، مضيفاً: "علمنا من وثائق بريطانية بعد سنوات عدة أن الولايات المتحدة كانت وراء انقلاب عام 1960، كما أنها كانت تقف خلف انقلاب عام 1980، ومن الواضح أنها كانت تقف خلف عملية 28 فبراير/شباط (الانقلاب عام 1997)". وأشار إلى أنه بعدما أصبح وزيراً للداخلية لاحظ أنه أينما تكمن أنشطة منظمة "غولن"، فإن الولايات المتحدة تقف وراءها.
وتابع أن "غولن" هي "منظمة فاسدة وجهة استخباراتية، وإرهابية، ووحدة اتصالات، وتمت صناعتها لتغيير وإعطاء مفهوم آخر عن الإسلام".
تعليق واشنطن على اتهام صويلو
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية رداً على تصريحات صويلو بشأن ضلوع الولايات المتحدة في الانقلاب الفاشل في تركيا في عام 2016 "خاطئة تماما".
وأضافت الوزارة في بيان لها أن مثل تلك "التصريحات وغيرها من المزاعم غير المسؤولة والتي لا أساس لها بأن الولايات المتحدة مسؤولة عن أحداث في تركيا لا تتسق مع وضع تركيا كحليف في حلف شمال الأطلسي وشريك استراتيجي للولايات المتحدة".
انقلاب 15 يوليو/تموز
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية، واغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان.
فيما قوبلت محاولة الانقلاب باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجَّه المواطنون بحشود غفيرة تجاه مبنى البرلمان، ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
ورغم مرور سنوات على محاولة الانقلاب الفاشلة فإن واشنطن ما تزال ترفض مطالب أنقرة بإعادة فتح الله غولن وكبار أعضاء تنظيمه، حيث شكل هذا الموضوع نقطة مهمة في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وبدأت وزارة العدل التركية أولى خطوات المطالبة بتسليم غولن، في 19 يوليو/تموز 2016، عبر إرسال أربعة ملفات متعلقة بطلب التسليم إلى السلطات الأمريكية وعقب مراسلات جرت بين وزارتي العدل التركية والأمريكية في أغسطس/آب 2016، كما أرسلت أنقرة وفداً إلى واشنطن لإجراء محادثات حول تسليم زعيم التنظيم