أعلن وزير بريطاني، الخميس 4 فبراير/شباط 2021، أن هناك حالياً نحو 4000 سلالة متحورة من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض "كوفيد-19″ في مختلف أنحاء العالم، لذا يحاول جميع منتجي اللقاحات بما في ذلك فايزر وأسترازينيكا تحسين لقاحاتهم.
حيث قال ناظم الزهاوي، وهو الوزير البريطاني المسؤول عن توزيع اللقاحات في المملكة المتحدة، لمحطة سكاي الإخبارية، إنه من غير المرجح بشدة ألا يكون اللقاح الحالي فعالاً مع السلالات المتحورة سواء في مقاطعة كنت (جنوب شرق بريطانيا) أو مع سلالات أخرى، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأعراض الشديدة والعلاج في المستشفيات.
فيما تبحث جميع الشركات المصنعة، فايزر-بيونتيك ومودرنا وأكسفورد-أسترازينيكا وغيرها، كيفية تحسين لقاحاتها للتأكد من مدى الجاهزية لأي سلالة، طبقاً لما أورده الوزير البريطاني ذو الأصول العراقية.
حسبما هو موثق ومعلن رسمياً، يواجه العالم الآن 3 سلالات متحورة جديدة من فيروس كورونا، في إنجلترا وجنوب إفريقيا والبرازيل، وقد ظهرت تلك السلالات الجديدة في عدد من دول العالم، الأمر الذي يسبب رعباً لدى البعض.
كان وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، قد أعلن في 22 ديسمبر/كانون الأول 2020 أن بلاده رصدت سلالة جديدة إضافية من فيروس كورونا أصيب بها مخالطان لأشخاص قادمين من جنوب إفريقيا، وذلك بعد أقل من أسبوع من الإعلان رسمياً عن سلالة متحورة من الفيروس أكثر قدرة على الانتقال بنسبة تصل إلى 70%، وتكافح بريطانيا لكبح انتشارها.
يشار إلى أنه منذ الرابع من شهر يناير/كانون الثاني 2021، تم فرض إغلاق وطني في بريطانيا، وهو الثالث على التوالي وصارم مثل الأول.
سلالة كورونا الجديدة ظهرت بسبب أخطاء صحية
إلى ذلك، قالت وكالة الصحة العامة في المملكة المتحدة إن سلالة كورونا الجديدة ظهرت في بريطانيا بسبب أخطاء ارتكبتها السلطات الصحية، في اعتراف يسدل الستار على جدل واسع دار في الآونة الأخيرة حول السياسة التي اتبعتها بريطانيا في تأخير الجرعة الثانية من لقاح كورونا، والتي أثارت انتقاداً واسعاً داخلياً وأوروبياً.
فقد شكلت سياسة المملكة المتحدة في تطعيم المواطنين بشكل غير إرادي السبب وراء إنتاج طفرات جديدة من فيروس كورونا، حسب تقرير وكالة الصحة العامة البريطانية الذي أشار إلى أن مختصين راقبوا هذه الطفرة بشكل خاص، لأنها تجمع بين طفرة N501Y المعروفة باسم المتغير الإنجليزي، وهو أكثر عدوى، وطفرة 484K، التي يبدو أن لها تأثيراً على فاعلية اللقاح، والتي من شأنها أن تقلل فاعليته جزئياً.
سياسة نالها الانتقاد
كانت المملكة المتحدة قد حاولت الأسبوع الماضي الدفاع عن سياستها في التطعيم، والتي تعتمد على تأخير الجرعة الثانية من اللقاح، لأكثر من 3 أسابيع، من خلال تقرير نشرته قالت إنه يقدم أدلة من الواقع على أنَّ اللقاح قد آتى مفعوله في حماية البريطانيين.
التقرير قال إن البيانات الأولية تؤكد صحة السياسة البريطانية التي تعتمد على فاعلية اللقاح من الجرعة الأولى في كل من كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، والبالغين الأصغر سناً، والتي تزداد بمرور الوقت، قبل الحصول على حماية أقوى وأفضل على المدى الطويل من خلال جرعة ثانية متأخرة.
هذه السياسة نالت انتقادات عدة، كان أهمها الانتقاد المباشر الذي وجهه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاستراتيجية البريطانية في التطعيم.
وفي الوقت الذي أخّر فيه مسؤولو الصحة في بريطانيا الجرعات الثانية لمدة تصل إلى 12 أسبوعاً، في مسعى لتسريع عملية إطلاق اللقاحات، فإن شركتي فايزر وموديرنا قد أوصتا بألا تتعدى الفترة بين جرعتي التلقيح 21 و28 يوماً، على التوالي.
فيما أعلن وزير الصحة البريطاني، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2021، أن أكثر من 10 ملايين شخص في بريطانيا تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح، واصفاً ذلك بأنه حدث كبير ومهم.
يذكر أن بريطانيا تعتزم تطعيم كل من تزيد أعمارهم على 70 عاماً والفئات الأكثر عرضة للإصابة والعاملين في الصفوف الأولى في مواجهة المرض مثل العاملين بالرعاية الصحية بحلول منتصف فبراير/شباط الجاري.
ارتفاع حصيلة الوفيات إلى 109 آلاف و355
كانت المملكة المتحدة قد سجلت، الأربعاء 3 فبراير/شباط 2021، ألفاً و322 وفاة بكورونا في يوم واحد، لترتفع الوفيات إلى 109 آلاف و355.
كما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 3 ملايين و871 ألفاً و825، بعد الإبلاغ عن 19 ألفاً و202 إصابة في الساعات الـ24 الأخيرة.
وسبق أن أعلن هانكوك تلقي 10 ملايين في المملكة الجرعة الأولى من لقاح كورونا حتى الآن.