قال وزير شؤون الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي، إن بلاده قد تضطر لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بمفردها، لأن الولايات المتحدة يبدو أنها لن تفعل ذلك، وذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل"، الثلاثاء 2 فبراير/شباط 2021، أن هنغبي يرى أن واشنطن لن تهاجم المنشآت النووية في إيران أبداً.
تصريحات الوزير الإسرائيلي تأتي في ظل الحديث عن اقتراب الجمهورية الإسلامية من الحصول على السلاح النووي، وتبادل الاتهامات بين طهران وواشنطن بشأن من يعرقل العودة إلى الاتفاق النووي، الذي كان قد انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2017.
إيران قد توجه ضربة لإيران بمفردها
وزير شؤون الاستيطان الإسرائيلي تساحي هنغبي، أضاف أنه يجب على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستقبل بإيران نووية، أو ما إذا كانت ستشن مثل هذه الضربة بمفردها". وأوضح أن إسرائيل ربما ستضطر إلى العمل بشكل مستقل لإزالة هذا الخطر.
كمال قال إنه من الممكن ألا يكون هناك خيار في المستقبل سوى مهاجمة إيران عسكرياً، لافتاً إلى أن إسرائيل لن تقبل بإيران مسلحة نووياً.
إذ كان وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس قد كشف، الثلاثاء، أن "أمام إيران نحو 6 أشهر لإنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي".
أضاف أن "السياسة التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أضرت بشدة ببرنامج طهران النووي، غير أن فريق الرئيس الحالي جو بايدن أشار إلى أن استراتيجية ترامب قد فشلت"، مرجحاً أن تكون إيران على بعد أسابيع فقط من امتلاك ما تحتاجه لتطوير قنبلة نووية.
بايدن يبحث عن حل دبلوماسي
فقد التقى المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بإيران مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة سبل إحياء الاتفاق النووي الموقّع مع إيران عام 2015، الذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.
إذ قال مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة رويترز، مشيراً إلى حوار المبعوث الأمريكي الخاص روبرت مالي، مع المسؤولين السياسيين بوزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والألمانية "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما نفكر فيه".
أكد المصدر الثاني إجراء المحادثة، لكنه لم يقدم تفاصيل. ولم تردّ وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق.
فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه إذا عادت طهران "للالتزام" بالاتفاق فإن واشنطن ستقوم بالمثل، وسوف تسعى عندئذ للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً يغطي أيضاً سعي إيران لتطوير صواريخ باليستية، ودعم قوات تعمل لحسابها بالوكالة في العراق وسوريا واليمن وأماكن أخرى.
كما تصر إدارة بايدن على أن تستأنف إيران التزاماتها الواردة في الاتفاق. وتجادل طهران بأن واشنطن هي التي انسحبت من الاتفاق، وعليها أن تعود إليه قبل أن تطلب من إيران ذلك.
من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يوم الجمعة، إن من الأولويات القصوى والمبكرة لإدارة بايدن التعامل مع أزمة متصاعدة مع إيران، مع اقترابها من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لامتلاك سلاح نووي.
إيران قريبة من الحصول على السلاح النووي
وزير الطاقة الإسرائيلي قال إنه فيما يتعلق بالتخصيب، يمكنهم الوصول للكمية الكافية في غضون نصف عام إذا فعلوا كل ما يلزم، وأوضح: "فيما يتعلق بالسلاح النووي تبلغ المدة حوالي عام أو عامين".
كما أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، حذّر الإثنين 1 فبراير/شباط، من أن طهران باتت قريبة من صنع المواد اللازمة لامتلاك سلاح نووي، مجدداً استعداد بلاده للعودة للاتفاق النووي في حال عادت إيران للالتزام به.
في المقابل، وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، شروط واشنطن للعودة للاتفاق النووي الذي انسحبت منه، قبل نحو 3 سنوات، بأنها لا معنى لها، منتقداً ما وصفه بمحاولة إدارة الرئيس الحالي جو بايدن التهرب من إرث إدارة سلفه دونالد ترامب فيما يتعلق بالاتفاق.
اتهامات لطهران بـ"انتهاك الاتفاق النووي"
من جهتها، ذكرت وكالة رويترز أن طهران اتخذت إجراءات جديدة في إطار انتهاك الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015، وذلك بتخصيب اليورانيوم بعدد أكبر من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة تحت الأرض، في الوقت الذي تواجه فيه الإدارة الأمريكية الجديدة بخصوص إنقاذ الاتفاق.
إذ سرّعت طهران في الآونة الأخيرة انتهاكاتها للاتفاق، بما يزيد الضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، في حين يقول الجانبان إنهما على استعداد للعودة للالتزام بالاتفاق إذا تحرك الطرف الآخر أولاً.
فقد بدأت طهران انتهاكاتها للاتفاق النووي في 2019، رداً على انسحاب واشنطن منه في 2018 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها بعد رفعها بموجب الاتفاق.
أجهزة طرد جديدة في المنشآت النووية
بدأت طهران، العام الماضي، التخصيب هناك بمجموعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة آي.آر-2إم الأكثر كفاءة، وقالت في ديسمبر/كانون الأول إنها تعتزم تركيب ثلاث مجموعات أجهزة أخرى.
إذ قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير حصلت عليه رويترز الثلاثاء "أتمت طهران تركيب إحدى مجموعات الأجهزة الثلاث، التي تضم 174 جهاز طرد مركزي آي.آر-2إم. وفي 30 يناير/كانون الثاني 2021 بدأت إيران في تغذية الأجهزة بغاز سادس فلوريد اليورانيوم".
أكدت الوكالة لاحقاً أن الجمهورية الإسلامية بدأت التخصيب بالمجموعة الثانية من الأجهزة. وأشار التقرير إلى أن طهران تمضي قدماً في تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً. وأضاف أنه من بين المجموعتين المتبقيتين من أجهزة آي.آر-2إم، بدأت تركيب إحداهما بينما "توشك على الانتهاء" من تركيب الأخرى.
بينما قال كاظم غريب عبادي، مندوب الجمهورية الإسلامية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على تويتر، إن طهران بدأت أيضاً تركيب أجهزة الطرد المركزي آي.آر-6 في منشأة فوردو، وهي موقع محفور في جبل بدأت فيه طهران تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20%، التي أنجزتها آخر مرة قبل اتفاق 2015.