يستعد الجمهوريون لمعركة ترتيب صفوف الحزب مع اقتراب موعد جلسة مجلس الشيوخ لمحاكمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي بدّل فريقه القانوني، في مؤشر جديد إلى تمسّكه بموقفه بأن انتخابات 2020 تم تزويرها.
فمن المقرر أن تبدأ محاكمة ترامب ضمن آلية عزله في التاسع من فبراير/شباط 2021، لكنه تخلّى عن فريق الدفاع عنه بعدما رفض محاموه تركيز دفاعهم على أن الانتخابات كانت مزورة، بدلاً من معالجة القضية من منظور دستوري، بحسب تقرير فرانس برس يوم الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021.
ترامب متهم بالتحريض على التمرد
في المقابل كشفت محاكمة الرئيس السابق بتهمة "التحريض على التمرد" على خلفية اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول الشرخ بين أنصار ترامب المهيمنين على الحزب الجمهوري، وجناحه المعتدل.
حيث قال حاكم أركنسو آسا هاتشينسون لشبكة "إيه بي سي" إن "محاكمة مجلس الشيوخ ستتطلب من جميع الجمهوريين اتّخاذ موقف أكثر وضوحاً".
كما أضاف أن "الرئيس ترامب ساعد في بناء الحزب في السنوات الأربع الأخيرة وآمل ألا يساهم في تدميره في السنوات الأربع المقبلة. علينا أن نحترم الأشخاص الذين أيّدوا دونالد ترامب.. لكن في الوقت ذاته، لا نريد أن نجمّل الأفعال الفظيعة التي شهدها الكابيتول".
ترامب من جانبه يبدو أقرب بشكل متزايد إلى احتمال تجنّب إدانته بفضل دعم حزبه في مجلس الشيوخ، حيث أيّد جميع الجمهوريين باستثناء خمسة محاولة لإسقاط القضية لمبررات دستورية.
لكن من المؤكد أن المحاكمة ستحدد هوية المسيطر على الحزب بعد هزيمة ترامب عقب ولاية واحدة.
اقتحام مؤيدي ترامب للكونغرس
يذكر أنه في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، ألقى ترامب خطاباً نارياً خارج البيت الأبيض داعياً أنصاره للخروج في مسيرة باتّجاه مقر الكونغرس (الكابيتول) للمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات.
حيث اقتحم المتظاهرون حينها المقر في مشاهد أحدثت صدمة حول العالم.
من جانبه قال السناتور الجمهوري روب بورتمان لشبكة "سي إن إن" إن "تصريحات الرئيس يومها كانت مسؤولة جزئياً عما حصل.. العنف الفظيع. ما قام به كان خطأ ولا يمكن تبريره".
وأضاف "أنا من أعضاء هيئة المحلّفين. سأكون منفتحاً خلال هذه المحاكمة. لكنني أعتقد أنه من الواجب مناقشة الشق الدستوري. سنكون بصدد إدانة مواطن بصفته الخاصة، شخص غادر المنصب. سيكون أمراً غير مسبوق".
في حين قال آدم كينزينغر، وهو واحد من عشرة جمهوريين في مجلس النواب صوّت لصالح العزل في وقت سابق هذا الشهر، الأحد إن ترامب "مستميت ليحافظ على صورته كأنه زعيم الحزب".
كينزينغر، أضاف لشبكة "إن بي سي" "علينا الكف عن كوننا الحزب الذي يدافع ولو بمقدار ذرّة عن عملية تمرّد ومقتل شرطي وغيره من الأمريكيين في الكابيتول".
وأطلق كينزينغر لجنة سياسية جديدة تسعى لجمع الأموال لمواجهة الجناح الداعم لترامب في الحزب.
توجيه اللوم لترامب
في المقابل لم يخفِ أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون معارضتهم محاكمته، إلا أنهم يميلون إلى توجيه اللوم له على خلفية دوره في الهجوم على الكابيتول، بينما ستؤدي إدانته إلى تصويت بالأغلبية بشأن إن كان سيُحرم من تولي مناصب عامة مستقبلاً.
من ناحية أخرى تكشّفت الانقسامات في أوساط الجمهوريين بشكل أكبر مؤخراً على خلفية مواقف النائبة مارغوري تايلر غرين، التي روّجت لنظريات مؤامرة دافعت عنها حركة "كيو-أنون" اليمينية المتشددة، ودعمت مقاربة ترامب بشأن تزوير الانتخابات.
فيما يواجه قادة الحزب ضغوطاً متزايدة للتحرّك ضد النائبة التي أشارت منشوراتها على الإنترنت في الماضي إلى تأييدها إعدام الديمقراطيين، وادعت أن عمليات إطلاق النار في المدارس كانت عبارة عن تمثيليات لتقويض الدعم لحقوق حيازة الأسلحة النارية.
لكن تايلر غرين بقيت على موقفها وأفادت في تغريدة السبت أنها أجرت "اتصالاً رائعاً" بترامب في وقت تقدّم نفسها على أنها مدافعة جديدة عن الجناح الداعم لترامب في الحزب.
لدى سؤاله بشأن إن كانت مؤهلة للبقاء في منصبها، رد هاتشينسون أنه ينبغي عدم معاقبة أعضاء الحزب "لاعتقادهم بأن أمراً ما مختلف بعض الشيء".
لكن بورتمان اتّخذ موقفاً أكثر حزماً قائلاً "على القادة الجمهوريين اتّخاذ موقف والقول إن الأمر غير مقبول إطلاقاً".
في المقابل فإن ترامب الذي غادر البيت الأبيض متوجّهاً إلى فلوريدا قبل تنصيب جو بايدن، تعهَّد بالبقاء ناشطاً في السياسة بشكل من الأشكال.
حيث التقى زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي الرئيس السابق في ناديه "مارالاغو" في فلوريدا، في محاولة للمحافظة على قاعدة ترامب الانتخابية الضخمة في وقت يسعى الحزب لانتزاع السيطرة على الكونغرس من الديمقراطيين في الانتخابات النصفية العام المقبل.