اتهمت صحيفة "دوماني" الإيطالية، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، رئيس الوزراء الأسبق ماتيو رينزي بـ"تقاضي راتب قدره عشرات آلاف الدولارات الأمريكية سنوياً، من مؤسسة سعودية تسيطر عليها العائلة الحاكمة في المملكة".
راتب سنوي لماتيو رينزي
الصحيفة قالت إن رينزي، زعيم حزب "إيطاليا حية"، يتقاضى راتباً سنوياً بقيمة 80 ألف دولار من مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، التي تديرها إدارة صندوق الاستثمارات العامة وتسيطر عليها العائلة المالكة السعودية.
تلقى رينزي هذا المبلغ جراء "توليه منصباً في مجلس إدارة المؤسسة السعودية"، فيما لم يصدر عن رئيس الوزراء الأسبق أي تصريح أو بيان ينفي فيه أو يؤكد مزاعم الصحيفة المذكورة، وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول.
جاء اتهام الصحيفة في أعقاب مشاركة رينزي، يوم الخميس الماضي، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في فعاليات الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، والتي كشف فيها الأمير محمد بن سلمان عن ملامح رؤية تطوير العاصمة الرياض.
رينزي وصف في مستهلّ عرضه ولي العهد السعودي بـ"العظيم"، قبل أن يقول إنه "بإمكان السعودية أن تصبح مهد النهضة الاقتصادية الحديثة مثلما كانت إيطاليا مهد النهضة بعد وباء الطاعون".
يأتي اتهام الصحيفة الإيطالية لرئيس الوزراء الأسبق، فيما يتطلع رينزي للعودة إلى منصب رئيس الوزراء، لاسيما في أوج الأزمة السياسية التي تضرب إيطاليا، والتي دفعت برئيس الوزراء جوزيبي كونتي للاستقالة.
كانت الأزمة السياسية قد بدأت مع سحب رينزي حزبه من الائتلاف الحاكم، في 13 يناير/كانون الثاني 2021، بعدما انتقد لأسابيع كيفية التعامل مع الأزمة الصحية وخطط كونتي للإنفاق الاقتصادي.
وليتمكن من البقاء في السلطة وتجنب الاستقالة، واجه كونتي مذكرة حجب ثقة أمام البرلمان، الأسبوع الماضي، وأتى التصويت لصالحه سهلاً في مجلس النواب، فيما واجه صعوبة في مجلس الشيوخ، مع أكثرية نسبية بعد انسحاب أعضاء حزب "إيطاليا حية".
رينزي يعود إلى إيطاليا
في سياق متصل، قالت صحف إيطالية خاضت في نشاط رئيس وزرائها الأسبق، إن ماتيو رينزي حصل على ما يقرب من مليوني يورو من راتبه كعضو برلماني، ونشاطه كمشارك في مؤتمرات، ومستشار في أوروبا والصين والشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية.
لفتت الصحف كذلك إلى أن هذا "النشاط المربح" الذي يقوم به رينزي لا يريد التخلي عنه، إلا في سبيل منصب رئيس وزراء، بحسب ما ذكره موقع "يورو نيوز".
الموقع أوضح أيضاً أن رينزي، الذي يطمح للعودة إلى الجهاز التنفيذي الإيطالي، عاد على عجل إلى روما بعد هذه التسريبات الإعلامية، وكذلك تحسباً لقرار رئيس الجمهورية سيرجو ماتاريلا بشأن مستقبل الحكومة المقبلة، في ظل الأزمة السياسية التي تسبب فيها حزبه بعد استقالة وزيرين من حكومة كونتي الأسبوع الماضي.
يُعتقد أن الاتهامات التي يواجهها رينزي ستؤثر على مصير زعيم حزب "إيطاليا حية" السياسي، الساعي للوصول إلى رئاسة الوزراء مجدداً.