نقل التلفزيون الرسمي السعودي، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2021، عن قوات الدفاع المدني في مدينة جازان، قولها إن "مقذوفاً عسكرياً حوثياً سقط قرب مستشفى الحرث العام بالمنطقة".
الدفاع المدني أضاف، في تغريدة على "تويتر"، أن "المقذوف لم يسفر عن إصابات أو أضرار"، دون تفاصيل أخرى.
تدمير مُسيَّرة حوثية صوب السعودية
كان التحالف العربي الذي تقوده الرياض قد أعلن، مساء السبت، اعتراض وتدمير طائرة مسيَّرة مفخخة في الأجواء اليمنية، أطلقها الحوثيون نحو السعودية.
فيما لم يحدد التحالف مكان انطلاق الطائرة "الحوثية".
كما أكد التحالف السعودي التزامه بتدمير القدرات النوعية (للحوثيين) بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، حسب قوله.
بينما لم يصدر على الفور تعليق من الحوثيين على الحادثتين.
إلا أنه بشكل متكرر يطلق الحوثيون صواريخ باليستية ومقذوفات وطائرات مسيَّرة على مناطق سعودية، خلَّفت بعضها خسائر بشرية ومادية، فيما اعترض التحالف العربي والدفاعات الجوية السعودية الكثير منها.
في حين تؤكد جماعة الحوثي أن هذه الهجمات تأتي رداً على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
غارات سعودية ضد الحوثي بمأرب
في السياق ذاته، نفذت مقاتلات التحالف السعودي عدة غارات على مواقع القوات الحوثية، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين غربي محافظة مأرب، بحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة مأرب تشهد مواجهات عنيفة على أكثر من جبهة، بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي من جهة، وقوات المجلس الانتقالي من جهة أخرى.
"الحوثي" تدعو سفراء مجلس الأمن لزيارة اليمن
إلى ذلك، دعت جماعة الحوثي، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2021، سفراء مجلس الأمن الدولي إلى زيارة اليمن؛ للاطلاع على "الوضع الإنساني المتفاقم".
حيث قال عضو المجلس السياسي للجماعة (أعلى سلطة سياسية فيها)، محمد علي الحوثي، عبر "تويتر": "ندعو سفراء مجلس الأمن إلى زيارة اليمن، ومعاينة الوضع الكارثي الذي وصل وصفه إلى أكبر كارثة إنسانية".
أيضاً طالبهم بـ"الاضطلاع بدورهم الإنساني لمواجهة المجاعة والحصار في اليمن، والاطلاع على وضع الموظفين"، متهماً ما وصفه بـ"العدوان" (في إشارة إلى التحالف العربي)، بمنع صرف مرتبات الموظفين.
يشار إلى أن الحوثيين والحكومة اليمنية يتبادلون الاتهامات بشأن التسبب في انهيار الوضع الإنساني بالبلاد، وقطع مرتبات أكثر من مليون موظف حكومي منذ سنوات.
كان تقرير أصدرته "لجنة العقوبات" التابعة لمجلس الأمن، قبل أيام، قد اتهم جماعة الحوثي باستغلال ما لا يقل عن 1.8 مليار دولار من إيرادات الدولة عام 2019 في تمويل المجهود الحربي.
كما اتهم التقرير مسؤولين في البنك المركزي التابع للحكومة اليمنية، بالتلاعب في سوق العملة، وغسل 423 مليون دولار من الوديعة المالية السعودية البالغة ملياري دولار.
قتلى وجرحى في انفجار بمدينة البيضاء
كانت مدينة البيضاء اليمنية قد شهدت، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2021، سقوط قتلى وجرحى، إثر انفجار محطة لتعبئة الغاز المنزلي بالمدينة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وسط البلاد.
فيما نقلت وكالة الأناضول عن مصادر محلية، قولها إن هناك 3 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى، أثناء اصطفافهم قرب المحطة من أجل التزود بالغاز المنزلي، لكن لم تُعرف بعدُ أسباب هذا الانفجار الضخم.
إلى ذلك، تداول ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر لحظة الانفجار الذي يبدو هائلاً، فيما ارتفعت ألسنة النيران عالياً.
حتى الآن لم يصدر أي تعليق من قِبل الحوثيين المسيطرين على مدينة البيضاء منذ أكثر من 6 سنوات.
جدير بالذكر أنه في 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، استهدفت تفجيراتٌ مطار عدن تزامناً مع وصول طائرة الحكومة اليمنية الجديدة من السعودية.
عقب التفجيرات التي قوبلت بإدانات دولية وإقليمية واسعة، اتهمت الحكومة اليمنية الجديدة جماعة "الحوثي" بالوقوف خلفها، وهو ما نفته الجماعة التي أدانت الهجوم، متهمة بدورها التحالف العربي بالمسؤولية عنه.
أسوأ أزمة إنسانية بالعالم
تجدر الإشارة إلى أن اليمن يشهد حرباً منذ أكثر من 6 سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
ما يزيد من تعقيدات النزاع اليمني، أن له امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.