ماكرون: المفاوضات مع إيران ستكون “صارمة للغاية”، ويجب مشاركة السعودية في أي اتفاق

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/30 الساعة 05:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/30 الساعة 05:27 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - رويترز

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021، إن أي مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني ستكون صارمة للغاية، وينبغي أن تشارك فيها المملكة العربية السعودية، يأتي ذلك في الوقت الذي أجرى فيه مبعوث الإدارة الأمريكية الجديدة روبرت مالي مع مسؤولين في لندن وباريس وبرلين مباحثات بشأن آلية التعامل مع طهران. 

قناة العربية قالت إن الرئيس الفرنسي ماكرون أبلغ صحفيين على مائدة إعلامية مستديرة شملت التلفزيون المملوك لسعوديين "بأن الوقت المتبقي لمنع إيران من تطوير سلاح نووي محدود للغاية".

كما أشار ماكرون إلى ضرورة تفادي تكرار أخطاء الاتفاق النووي الدولي الموقع عام 2015 مع إيران، مشدداً على أن "التفاوض مع إيران سيكون متشدداً جداً، حيث سنطلب ضمّ شركائنا في المنطقة إلى الاتفاق النووي الإيراني، ومن ضمنهم السعودية". 

 المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بإيران 

يأتي ذلك في الوقت الذي تحدث فيه المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بإيران، الجمعة، مع مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك في إطار بحث الولايات المتحدة سبل إحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع إيران عام 2015 والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال مصدر دبلوماسي أوروبي، مشيراً إلى حوار المبعوث الأمريكي الخاص روبرت مالي مع المسؤولين السياسيين بوزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والألمانية "الأمر يتعلق بمحاولة الإلمام بالملف وتقييم ما تفكر فيه بقية الدول".

وأكد المصدر الثاني إجراء المحادثة لكنه لم يقدم تفاصيل. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على الفور على طلب للتعليق.

طهران تطالب برفع العقوبات 

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الجمعة، إن طهران لن تقبل مطالبة الولايات المتحدة بالعدول عن تسريع برنامجها النووي قبل أن ترفع واشنطن العقوبات، وذلك رداً على مطالبة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إيران بالعودة للالتزام باتفاقها النووي مع القوى العالمية، قبل أن تفعل واشنطن نفس الشيء. 

فقد أكد بلينكن في أول تعليقاته العامة بشأن إيران بصفته وزيراً للخارجية، على سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في أنه "إذا عادت إيران للالتزام الكامل بتعهداتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، فستفعل الولايات المتحدة نفس الشيء".

هذا التعليق لوزير الخارجية الإيراني هو الثاني خلال ساعات، فقد ردّ على صفحته الرسمية بموقع تويتر على وزير الخارجية الأمريكي بالقول "على الولايات المتحدة العودة أولاً إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته بلاده مع القوى العالمية عام 2015 وانسحبت منه واشنطن في 2018".

كما عاد ظريف مرة أخرى، الجمعة، وأكد: "هذا الطلب غير عملي ولن يحدث".

وقال جواد ظريف في تغريدته على تويتر موجهاً حديثه لنظيره الأمريكي "الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق النووي الإيراتي، وحرمت الإيرانيين من الغذاء والدواء، وعاقبت طهران على الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2231. وطوال هذه الفوضى التامة التزمت إيران بالاتفاق النووي الإيراني، واتخذت فقط إجراءات تصحيحية متوقعة".

كما اتهم ظريف واشنطن مجدداً بمنع وصول الواردات الإنسانية إلى إيران، بعدما أعاد ترامب فرض عقوبات على بلاده، مضيفاً أن طهران انتهكت قيود تخصيب اليورانيوم، للرد فقط على انسحاب الرئيس الأمريكي السابق من الاتفاق.

إيران تتشدَّد في ملفها النووي 

كان الاتفاق النووي المبرم في 2015 قد رفع العقوبات عن إيران مقابل قيود على برنامجها النووي، لكن طهران انتهكت شروطه بعد انسحاب ترامب في ردّ متدرج على سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجها الرئيس الأمريكي السابق.

طهران من جانبها قالت مراراً إن بوسعها العدول سريعاً عن تلك الانتهاكات إذا رفعت واشنطن العقوبات.

يُذكر أن البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون كان قدم تشريعاً، في ديسمبر/كانون الأول، يُجبر الحكومة على تشديد موقفها النووي إذا لم ترفع واشنطن العقوبات خلال شهرين.

كما استأنفت إيران هذا الشهر تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20% في منشأة فوردو النووية تحت الأرض، وهو المستوى الذي وصلت إليه طهران قبل إبرام الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، الذي يهدف إلى كبح برنامج إيران النووي.

وظلت أقصى درجة نقاء وصلت إليها إيران في تخصيب اليورانيوم حول مستوى 4.5%، وهو أعلى من 3.7% المنصوص عليه في الاتفاق النووي الإيراني، لكن أقل من درجة 20% التي بلغتها إيران في السابق، وأقل بكثير من 90% المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية.

يُذكر أن القانون الجديد يُلزم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بإنتاج 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب، بدرجة نقاء 20%، كل عام، لكن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف قال، الخميس، إن إيران تخطت الجدول الزمني بإنتاج أكثر من 17 كيلوغراماً خلال شهر.

تحميل المزيد