نقلت وكالة رويترز عن شاهدين اثنين قولهما إن نيجيريا أجْلت مئات من مواطنيها من السعودية، الخميس 28 يناير/كانون الثاني 2021، بعد أن تجاوزوا مدد الإقامة المبينة في تأشيرات دخولهم وتقطَّعت بهم السبل.
حيث شوهد أول فوج من العائدين، الذين وضعوا كمامات وارتدوا ثياباً فضفاضة، وهم يسيرون عبر المدرج بعدما هبطت طائرتهم في العاصمة أبوجا.
كما أعلنت "لجنة المغتربين النيجيريين في الخارج"، على حسابها بموقع "تويتر"، وصول 384 مواطناً نيجيرياً من أصل 802 نيجيري من عالقي فترة كورونا بالسعودية، إلى مطار Nnamdi Azikiwe الدولي في أبوجا.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، ظهر نيجيريون، في مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قالوا إنهم احتُجزوا في مخيم بالسعودية أكثر من ثلاثة أشهر، بينما نقلت دول أخرى رعاياها العالقين، في غضون أسبوعين أو نحو ذلك.
من جهته، قال أكينريمي بولاجيا المسؤول بوزارة الخارجية النيجيرية، إن "المخيم ليس عادة فندقاً فاخراً، لكن حدث الهياج عندما انتظر الناس بعض الوقت".
كانت الحكومة النيجيرية قالت، الإثنين 25 يناير/كانون الثاني 2021، إنها تعمل مع السلطات السعودية لإعادة 802 نيجيري على متن رحلتين يومي الخميس والجمعة 28 و29 يناير/كانون الثاني الجاري.
"كورونا والبطالة والركود"
كما قال أبايك دابيري إيريوا رئيس لجنة النيجيريين في الشتات، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن الإجلاء تأجل بسبب جائحة كوفيد-19، مناشداً النيجيريين عدم السفر إلى الخارج دون وثائق سليمة، لأن "الأمر يصبح خطيراً للغاية وأكثر صعوبة".
كانت البطالة المرتفعة وموجتا ركود في أربع سنوات قد دفعت آلاف النيجيريين إلى البحث عن عمل بالخارج، لكن جائحة فيروس كورونا قلصت فرص العمل في الدول الأخرى، وأدت قيود السفر إلى تقطع السبل بكثيرين.
ترحيل مهاجرين إثيوبيين من السعودية
وفي سياق آخر، كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، أن السعودية بدأت إعادة المهاجرين الإثيوبيين الذين تم احتجازهم في سجونها منذ عام، إلى بلادهم مرة أخرى.
كانت الصحيفة البريطانية قد كشفت في سلسلة من التحقيقات الكثير عن ظروف المهاجرين الإثيوبيين الذين تم احتجازهم في ظروف أشبه بمعسكرات العبيد في السعودية.
التقرير أشار إلى أنه في مساء الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، نُقلت المجموعة الأولى المكوَّنة مما يقارب 300 معتقل جواً إلى أديس أبابا. وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية الإثيوبية، وجوههم المبتهجة المرهقة وهم يغادرون الطائرة.
وسبق أن كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في أغسطس/آب 2020، عن اعتقال عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين واحتجازهم لعدة أشهر في غرف لا ترى الشمس، وأجبروا على النوم وتناول الطعام وسط برازهم، ضمن سياسة سعودية للحد من انتشار فيروس كورونا.
تعرُّض المهاجرين للضرب والتعذيب
في حين قال التقرير البريطاني، نقلاً عن مهاجرين بعدة مراكز منتشرة في جميع أنحاء المملكة الغنية بالنفط، إنهم تعرضوا للضرب، والتعذيب، والحرمان من الطعام والماء بانتظام، وإن بعض الشبان ماتوا بسبب المرض والجفاف في حر الجزيرة العربية.
كذلك فقد استخدم المهاجرون هواتف مهربة، وقاموا بإرسال صور ومقاطع مصوَّرة مروِّعة لظروفهم المعيشية غير الآدمية إلى الصحيفة عبر قنوات مشفرة، حيث أثارت صور مئات الشبان المصابين بالهزال، بعضهم مصاب بجروح من جرّاء ضرب الحراس السعوديين، إدانات عالمية.
أما الصادم في معاناة المهاجرين فهو اكتشاف الصحيفة محاولة الدبلوماسيين الإثيوبيين في السعودية التستر على محنة مواطنيهم؛ لتجنُّب الخلاف الدبلوماسي الضار مع مستثمر رئيسي على الأرجح.
حيث أدت الروايات المروعة عن الانتحار والمرض والتعذيب إلى فتح تحقيق من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة.